خادم الحرمين الشريفين يتبرع بنفقات ترميم «مسجد الحنفي» التاريخي بجدة

  • 6/18/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس مؤسسة تراث الخيرية عن تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز رحمه الله، كما أعلن سموه عن إنشاء صندوق لترميم المساجد التاريخية في مدينة جدة وتكفله بترميم مسجد الخليفة الراشد عثمان بن عفان صدقة عن والدته الأميرة سلطانة السديري رحمها الله. وحدة وتلاحم وأكد سموه في كلمته مساء امس الاول بمناسبة افتتاح مسجد الشافعي التاريخي بجدة التاريخية الذي تكفل بنفقات ترميمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله بحضور الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك عبدالله للأعمال الإنسانية، والأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، والأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح آل الشيخ، وأمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو رأس،على الدور التاريخي الذي يؤديه المسجد في تعزيز أواصر التلاحم والألفة والوحدة إلى جانب العبادة وإقامة شعائر الله عز و جل، فهو يشكل هوية المسلم وقال: نحن لا ننظر للمساجد التاريخية من زاوية ترميمها فقط وإنما إحياء دور المسجد وما يمثله من صمام أمان وحماية للمواطن والمقيم. دراسات تطويرية وتطرق سموه إلى جهود مؤسسة التراث الخيرية التي عملت بشكل وثيق مع وزارة الشؤون الإسلامية منذ أكثر من 27 عاماً في حصر المساجد التاريخية وإنجاز الدراسات التطويرية لهذه المساجد لتبقى شامخة يذكر فيها اسم الله وتكون ملتقى يجمع لفريضة الصلاة ويعين على البركة والخير للمحيطين بهذا المسجد. وقال إن الوحدة الوطنية التي قامت في هذه البلاد قبل 300 سنة لم تكن لتصمد بوجه التحديات لولا تمسك هذه البلاد بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، بوصف المسجد مصدرا مهما ونقطة انطلاق لكثير من المشاريع، وقد عملت المملكة العربية السعودية طوال تاريخها وفي عهد ملوكها على العناية بالمساجد حتى أصبح لدينا اليوم أكثر من 70 ألف مسجد تقام فيها شعائر الله بمختلف مناطق المملكة. تكاتف وتعاون وأضاف سمو الأمير سلطان بن سلمان بقوله: إن الملك عبدالعزيز رحمه الله وحّد هذا الكيان المملكة العربية السعودية، بتوفيق الله ثم بتكاتف وتآزر وتعاون أبناء الوطن رجالا ونساء كبارا وصغارا حتى تكونت وحدة وطنية متمسكة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وشدد سموه على أن الهيئة تعمل بشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية على تطوير أواسط 35 مدينة وسيكون المسجد هو قلب هذه المشاريع التطويرية لما له من أهمية بالغة يعرفها جميع أبناء وطننا العزيز الذين تميزوا بصفات إسلامية حميدة تبلورت من هذه المساجد، وأبناء الوطن تضامنوا وعملوا على العناية بالمساجد بناءً وترميما و صيانة. عمارة المساجد وألقى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح آل الشيخ، كلمة أثنى فيها على مشروع ترميم مسجد الشافعي وعدّها بشارة كبيرة تعكس مدى اهتمام الدولة بالإسلام وعمارة المساجد في بلادنا، ووصفها بأنها من الأعمال الجليلة التي يحث عليها الدين الحنيف، معرباً عن شكره وتقديره للأمير سلطان بن سلمان على جهوده وعنايته الفائقة واهتمامه المتواصل بمشروع إعمار بيوت الله حتى أصبحت حقيقة ماثلة للعيان، كما وجه شكره لأنجال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله على دعمهم لمشروع ترميم مسجد الشافعي سائلاً الله أن يجعله في ميزان حسناته. أعمال إنسانية إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني كلمة نوه فيها بجهود مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الإنسانية وإسهاماتها في مختلف المجالات، معلناً البدء في مشروع ترميم مسجد المعمار من غرة شهر رمضان المبارك، مقدماً شكره لجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في مجال الاهتمام بالآثار والتراث الإسلامي ومتابعته الحثيثة لأعمال ترميم مسجد الشافعي، وتطرق سموه لجهود مؤسسة خادم الحرمين الشريفين العالمية لخدمة الإنسانية ومشاريعها التي تستهدف الوطن والمواطن والبشرية جمعاء في كل أصقاع المعمورة. وكان أصحاب السمو الأمراء والمعالي والضيوف قد قاموا فور وصولهم لمسجد الشافعي بجولة في معرض الصور لمراحل مشروع ترميم المسجد، ويُعَدّ المسجد العتيق أحد أهم المساجد في جدة التاريخية والمملكة، كما أنه يُعَدّ أحد مشاريع البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية، الذي تُنَفّذه مؤسسة التراث الخيرية، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والهيئة العامة للسياحة والآثار. ‏مواد أساسية ويقع المسجد التاريخي العتيق في حارة المظلوم، وتنبع أهمية المسجد كونه أحد أهم المواقع التاريخية في المدينة، إذ ‏يحكي واقع الإسلام قبل 1400 عام باستخدامه المواد التقليدية في عملية ‏البناء، والمكونة من الطين البحري والحجر المنقبي والأخشاب وهي من ‏المواد الأساسية التي كان سكان جدة يعتمدون عليها بحكم طبيعة الأجواء. ويُنسب المسجد إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي أحد أئمة المذاهب الأربعة، وقد وُلد الإمام الشافعي في غزة عام 150 للهجرة النبوية الموافق 767 ميلادية، وعُرِفَ المسجد باسم الجامع العتيق، وهي تسمية تُطلَق على أقدم المساجد. زيارات متكررة وتشير المصادر إلى أن إقامة المسجد كانت في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأن أول عمارة رئيسة للمسجد حدثت في عهد السلطان المظفر شمس الدين يوسف. وحَظِيَ مشروع ترميم المسجد العتيق مسجد الشافعي باهتمام ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في إطار اهتمامه بالمواقع التاريخية بشكل عام والمساجد التاريخية بشكل خاص حيث قام بزيارة لمسجد الشافعي أثناء زيارته لجدة التاريخية في شهر رمضان في العام الماضي 1435هـ؛ ووقف على مشروع الترميم، واستمع لشرح من سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن المسجد وأعمال الترميم الجارية فيه وجاءت الزيارة ضمن زياراته المتكررة للمساجد التاريخية، ومتابعته لمشاريع الترميم التي يتم تنفيذها ضمن البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية. عناية بالمساجد وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، قد أعلن عن مشروع ترميم المسجد العتيق مسجد الشافعي أثناء زيارته لجدة التاريخية،على هامش فعاليات ملتقى التراث العمراني الأول، الذي أقيم مطلع عام 1433 بجدة، وبدأ مشروع ترميم المسجد قبل نحو ثلاثة أعوام، على نفقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله الذي أمر بتحمل تكاليف مشروع الترميم من خلال مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأعمال الإنسانية، وقامت مؤسسة التراث الخيرية بأعمال الترميم ضمن مشاريع البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية الذي تنفذه المؤسسة بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والهيئة العامة للسياحة والآثار. وتولّت تنفيذ المشروع المقاول شركة المنشآت التراثية تراثية بإشراف أمانة جدة، التي قدّمت الدعم الفني واللوجستي للمشروع، والهيئة العامة للسياحة والآثار التي قامت بدعم ومتابعة المشروع وجرى العمل في مشروع ترميم المسجد تحت إشراف فريق عمل فني وخبراء عالميين. دقة بالغة وكانت عمليات الإنشاء للمسجد بالغة الدقة ليحافظ المسجد على شكله القديم ونقوشه الإسلامية الفريدة، وليكون واجهة مشرّفة تعكس العمارة الإسلامية المميزة، مع عدم إحداث أضرار جانبية نتيجة عملية الترميم التي تَعَرّض لها المسجد في حقبة ماضية، خاصة أن المكونات الأساسية للمسجد تعتمد على الجبس والرمل، وشَمِلَت أعمال المشروع ترميم الأعمدة والأسقف الخشبية والجدران والمنارة، إضافة إلى ترميم الزخارف الجصية والخشبية والمحراب،كما تم خلال المشروع إبراز العناصر المخفية نتيجة الترميمات السابقة مثل الفتحات والنوافذ على الجدران الخارجية، مع إزالة التشوهات والتلبيس القديم المتهالك للجدران وشَمِلَ المشروع رصف الأرضيات بالبلاط، والتكسيات المناسبة، وإزالة المحلات التجارية الملاصقة لحائط المسجد الجنوبي، وإنشاء حمامات حديثة، وتأهيل شبكة الصرف الصحي والمياه، وتنفيذ شبكة تكييف حديثة.

مشاركة :