تأملات في الجوانب الإنسانية في شخصية القائد الصارم الإنسان في إدارة الأزمات

  • 4/12/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بحكمةٍ شديدةٍ، وخطوةٍ موفَّقةٍ، ورأيٍ سديدٍ تجلَّت ديمقراطية القيادةِ في مشاركة الشَّعبِ عمليةَ إدارةِ الأزمات. فقد تبدَّى خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- مكاشِفًا شعبَهُ من خلال خطابِهِ المرئِيِّ الذي ألقاه مستقرِءًا الأحداثَ العالميةَ الراهنةَ بسبب الجائحَةِ الصحيةِ:(كورونا)، حيث كشفَ -حفِظَهُ الله- سمات المرحلة الراهنة وصعوبتها عالميًا، مطمئنًا بأنها رغم مرارتِها ستمُرُّ، مؤمنًا باللهِ، مخاطِبًا الحسَّ الوجداني والإيماني للشعبِ مستندا عليه، مستمدًا القوة منه، واثقًا في انكشافِها وفنائِها وتحولها إلى ذكرى، فالتحوُّلُ سمَةُ الأزماتِ عبر التاريخِ، إذا أنَّ التَّحوُّلَ سُنَّةٌ كونيةٌ، وسِمَةٌ تاريخيَّةٌ. وبيده الحانية مسح -حفظه الله- على روح الشعبِ ليطمئِنَهُم على استمرارية اهتمام الوطن باتخاذ كافة الإجراءات والاستعدادات الاحترازية لمواجهة هذه الأزمة، والحد من آثارِها معتمدا في ذلك على ثلاثة ركائز: -الركيزة الأولى: الالتجاء إلى الله وتعزيز الجانب الإيماني والرجوع إليه و الاستعانة به. -الركيزة الثانية: الإمكانيات العالية والمنظمة و المرتبطة به استراتيجية القيادة التخطيطية والإدارية والتنظيمية والتي تبرز من خلالها الأهداف و تتضح الأولويات في حال مواجهة الأزمات، وذلك عن طريق فرق العمل المشتركة المنظمة والمدربة على مواجهتها مستعينةً بخطط الوقاية والطوارئ إنفاذًا، واعتمادًا على عمليات التحليل والقياس والتقويم و مراجعة الأداء بصورة مستمرة لتحقيق إدارة فعّالة وناجحة ومتميزة للأزمة في ظل توجيهات القيادة ومتابعتها، والتي كانت ولا زالت تقدر لكافة طواقمها وفرق عملها الإدارية والتنفيذية على كامل الأصعدة عامة، والصعيد الصحِّي خاصَّة جهودهم، وتعتزُّ بهم، وتثني على تفانِيهِم في سبيل تخطي هذه الأزمة بأعلى مستوى من الكفاءة والجودة والتميز، وأقل نسبة من الخسائر. -الركيزة الثالثة والأخيرة: هي الشعب، فقد احتضنت القيادة الشعب كافة مواطنين ومقيمين، مُثنيَةً ومُعوِّلَةً على عمقِ إيمانه، وصلابة عزيمته، وقوة ثباته، والتزامه التوجيهات والإرشادات، عملا بالأسباب متعاونًا ومتكاتفًا مع كافة فروعها لتعزيز جهودها في مواجهة الأزمة، وذلك من خلال رفع الروح المعنوية للشعب والتعويل على الحس الشعبي واستمرارية عملية الارتقاء بمستوى الوعي لرفع مستوى المسؤولية الوطنية وتفعيل الدور الإيجابي لأفراده في مواجهة وإدارة الأزمة. وقد أبرَزَ -حفظه الله- مكانة الشعب لدى القيادة محتضنةً له موضحا دورها تجاهه ومسؤولياتها التامة عنه في توليها توفير كافة احتياجات ومتطلبات الجميع لتخطي هذه الأزمة. وفي ختام خطابه -حفظه الله- فتح قلبه لِشعبِهِ كاشفًا أنَّ صعوبة مرحلة مابعد الأزمة لن تكون أقل مماسبقها، ولكن القيادة تعول فيها على الإيمان العميق للقيادة والشعب، واثقة بالله ثم بحسن الإدراك والمسؤولية المشتركة في تخطي مرحلة مابعد الأزمة، والثقة في بلوغ الشعب مرحلةً أعلى من الوعي والمسؤولية الوطنية عما كان عليه قبل الأزمة وأثناءِها، وضمان القيادة لجودة خططها الاستراتيجية، وكفاءتها في إدارة المستقبل، وإمكانياتها في توفير أسباب العيش الكريم للجميع في المرحلة القادمة، وتخطي كافة العثرات والعقبات الناجمة عنها مستقبلًا، وربط ذلك ببراعة الجميع في تحويل الأزمة إلى فرصة إبداع واستثمار لصياغة القادم، وإدارة المستقبل بمرونةٍ وفعاليَّةٍ وجاهزيَّةٍ تامةٍ، وكفاءةٍ عاليةٍ في قيادة الأزمات. ومن خلال ذلك يمكن استخلاص أهم نقاط التحسين، كتكثيف الجهود للعمل على رفع مستوى الوعي والحس الوطني الفردي والجماعي، وتطوير وتوسيع عمليات تدريب الجميع على كيفية التخطييط وإدارة الأزمات وتنظيم العمليات وتفعيل عمليات الفِرَقِ بطرق مبتكرةٍ وفعَّالةٍ، واتخاذ ذلك منهجًا، والاكتفاء الذاتي بالموارد لدعم عمليات التصنيع والتطوير. حفظَ الله خادم الحرمين الشريفين ورعاه، وحفظَ على هذه البلاد إيمانَها وأمنَها وأمَانَها وعافَاها ورفعَ عنها وأخذَ بيدِ وليِّ أمرها إلى كلِّ خير وأعانَه وأعوانَهُ ووفَّقهُم وجزاهُم عنَّا خير الجزاء..

مشاركة :