كفى ظلماً... كفى عبثاً!

  • 4/13/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كشف فيروس كورونا خفايا الوجه القبيح لتجار الإقامات، الذين اعتادوا صم آذانهم عن الدعوات المتكررة منذ أزمنة بعيدة، لوقف المتاجرة بالعمالة الهامشية وجني الأموال الطائلة من ورائها على حساب البلد وتركيبته السكانية من جهة، ومص دماء هؤلاء «الغلابة» بسلب أموالهم تحت وطأة حلم الثراء والغنى في الكويت، ليصطدموا بصخرة الواقع، إذ لا عمل لهم ولا معاشات ولا حلم... بل واقع مأسوي مرير.تجار الإقامات الذين جلبوا تلك العمالة الهامشية بالتحايل على القانون، أساؤوا لسمعة الكويت في الداخل والخارج أيما إساءة، فهم تربحوا من هؤلاء مئات الدنانير مقابل شراء الإقامة الواحدة، إذا يزيد سعر الواحدة على 1500 دينار، حسب قول العمالة نفسها، لكنهم لم ينظروا أبعد من كروشهم المنتفخة وجيوبهم التي طفحت بأموال هؤلاء فنسوا أو تناسوا خطورة هذا الأمر على الكويت الوطن والدولة.ففي الوقت الذي استمرأ فيه هؤلاء المتاجرة بالبشر والعمالة الهامشية تحديداً، وصموا الكويت في الوقت نفسه بأنها تتاجر بالرقيق الأبيض، من قبل جهات خارجية زوراً وبهتاناً وهي من ذلك كله براء، ثم أرهقوا الوطن بإلقاء تلك العمالة في الشوارع تتسول لقمة العيش وتبحث عن بضعة دنانير هنا وهناك، لترسلها إلى عائلاتها وأبنائها تكفيهم مؤونة الحياة وهي في كل ذلك تخالف قوانين الإقامة والعمل في البلاد، وترهق أجهزة الدولة الأمنية والصحية ووزارات الشؤون والتجارة والبلدية في ملاحقة هؤلاء وترحيلهم من حيث أتوا.الآن ومع أزمة «فيروس كوفيد- 19» وقد تفاقمت المشكلة، بعد أن أوقف هؤلاء المتاجرون بالعمالة رواتبها التي تساوي فتات الدنانير منذ شهور من دون وازع من ضمير أو مسؤولية وطنية، وسط جائحة الوباء تعالى بكاء وصراخ هذه العمالة مطالبةً برفع الظلم عنها شاكيةً للقاصي والداني حالها وأنها لا تملك فلسات قليلة تقتات عليها، فضلاً عن التزاماتهم لأسرهم في بلادهم لا سيما حراس الأمن والعمالة اليومية، فلا بد من الحساب، لوقف جشع هؤلاء وأمثالهم، لا بد من آلية لجلب العمالة، فلا نستقدم إلا ما نحتاج إليه فعلاً.علينا أن نبادر من أجل معالجة خلل التركيبة الإنسانية في تجار البشر، وسماسرتهم في الدول التي يجلبون منها العمالة أولاً لنتمكن بعدها من معالجة التركيبة السكانية في الكويت، ونرفع في طيات هذه الخطوة الظلم عن ضحايا هؤلاء التجار من العمالة الوافدة لتعود إلى ديارها... ولهؤلاء أقول: الظلم ظلمات يوم القيامة فأيقظوا ضمائركم وتوبوا إلى ربكم وأرجعوا الحقوق إلى أصحابها، فإنكم مسؤولون. حفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها من كل مكروه وسوء. h-alamer@hotmail.comhumoudalamer

مشاركة :