دعا البابا فرنسيس، أمس، إلى احترام المهاجرين، قائلا إن على «الأشخاص والمؤسسات» التي تغلق الأبواب أمامهم «طلب الصفح من الرب». وجاءت مناشدة البابا التي أطلقها في ختام قداسه الأسبوعي، وسط جدل واسع في أوروبا بشأن كيفية التعامل مع أزمة مهاجرين شهدت اشتباكات على الحدود الفرنسية - الإيطالية بين الشرطة والمهاجرين. وقال في تصريحات غير معدة مسبقا أدلى بها بصوت حزين: «أدعوكم جميعا لطلب المغفرة للأشخاص والمؤسسات التي تغلق الباب أمام هؤلاء الناس الذين يسعون إلى عائلة.. الذين يسعون إلى الحماية». وفي نداء لا يستهدف أي بلد أو مؤسسة بعينها، لكنه يصدر في إطار التوترات في الاتحاد الأوروبي وبين فرنسا وإيطاليا حول مسألة الهجرة، قال البابا فرنسيس إن «أعدادا كبيرة من إخوتنا وأخواتنا يبحثون عن ملجأ بعيدا عن أوطانهم، ويريدون منزلا يعيشون فيه بلا خوف، من أجل احترام كرامتهم». وأضاف البابا: «أشجع عمل الذين يقدمون لهم المساعدة، وآمل أن تقوم المجموعة الدولية بخطوات بطريقة مشتركة وفعالة لتدارك أسباب الهجرات القسرية»، فيما تتحدث رسالة بابوية تتمحور حول الدفاع عن البيئة وستنشر اليوم، عن المسؤولية البشرية في الكوارث البيئية التي تسفر عن الفقر والحروب والهجرات الجماعية. وشددت فرنسا والنمسا من مراقبة الحدود أمام المهاجرين القادمين من إيطاليا لتصد المئات وتترك أعدادا متزايدة في مخيمات بمحطات القطارات في روما وميلانو. وفي إشارة إلى استمرار الخلاف بشأن كيفية التعامل مع أزمة الهجرة، هدد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي بالرد إذا لم توافق دول الاتحاد الأوروبي الأخرى على تحمل نصيبها العادل من اللاجئين الذين يصلون إلى شواطئ إيطاليا. وقال البابا: «هؤلاء الإخوة والأخوات لنا يلتمسون اللجوء بعيدا عن أراضيهم.. يلتمسون بيتا يعيشون فيه دون خوف». وطلب إقامة الصلوات من أجل أن «تبقى كرامتهم الإنسانية مصونة دائما»، وحث المجتمع الدولي على «العمل معا وبفاعيلة لمنع أسباب الهجرة القسرية». واتفقت فرنسا وإيطاليا وألمانيا أول من أمس على التعاون معا لرصد المهاجرين الوافدين عبر البحر وإعادة توزيعهم سريعا بأنحاء الاتحاد الأوروبي أو إعادتهم إلى بلدانهم إذا رفضت طلبات لجوئهم إلى أوروبا. وقد اختلفت بلدان الاتحاد الأوروبي على إجراءات استقبال المهاجرين السوريين والإريتريين وسواهم، الذين يتدفقون عبر البحر الأبيض المتوسط. وطلبت إيطاليا من شركائها، خصوصا من فرنسا، بذل مزيد من الجهود لاستقبالهم.
مشاركة :