تصلني بعض الأحايين رسائل هاتفية أو ورقية يطلب مني أصحابها الكتابة عن أمر يخصهم فأقدر محتوى الرسالة، فإن كان شأنا عاما يجري عليهم وعلى غيرهم كتبت عن قضيتهم باعتبارها قضية عامة وإن كانت قد جاءتني على شكل معاناة فردية، أما إن كان موضوع الرسالة خاصا بالمرسل أو أنه يعبر عن حالات محدودة جدا، فإنني أتصل بالجهة التي لديها صلاحيات الحل أو تقديم تفسير منطقي لما جاء في رسالة المرسل فإذا حصلت على الجواب نقلته إلى صاحب الرسالة فإما أن يكون فيه حل نظامي لقضيته أو أنه يطلع على ما يقوله النظام في مسألته وينتهي دوري عند هذا الحد. ولكن من أعجب ما مر بي في هذه المسألة أنني عندما كنت أقوم بنقل فحوى ما يصلني في رسالة من الرسائل لمسؤول أتوسم فيه الخير فإني أفاجأ أحيانا أن بعضهم يظهـر تحمسا لتلقي نسخة من الأوراق التي وصلتني للاطلاع عليها فإما أن يساعد صاحبها نظاما أو يعتذر عن عدم المساعدة لأن طلبه غير نظامي، فإذا حاولت إرسال الأوراق له عن طريق رقم الفاكس الذي زودني به وجدت الفاكس غير مفتوح فإذا اتصلت به ليل نهار عن طريق رقم جواله الذي زودني به شخصيا لم يرد على أي اتصال فأتعجب من تصرفه وأتساءل كيف لو أنني جئته في أمر جلل وليس مجرد استفسار هدفه مساعدة إنسان لجأ إلي ليعرف إن كانت المساعدة ممكنة نظاما أم أنها غير ممكنة ولا شيء غير ذلك!. وبطبيعة الحال فإن عدم رده لم يكن يعجزني عن الاتصال بغيره من زملائه أو رؤسائه لأجد لديهم الجواب الشافي خلال دقائق من اتصالي بهم بل إنهم يقدمون لي الشكر على أنني فضلت الاتصال والاستفسار بدل طرح الموضوع صحفيا مقدرين لي تفهمي لما هو عام ولما هو خاص أو معبر عن حالات محدودة جدا. إن على من لا يأنس في نفسه الخير أو القدرة بالوفاء بما «دق من أجله صدره» أن يعتذر عن عدم إمكانية القيام بأي مساعدة لغيره حتى لو كانت المساعدة مجرد استفسار عن مسألة نظامية لا أن يعد ويخلف فهو في غنى عن أن يكون كذلك وحسبه أنه لا يصد ولا يرد!.
مشاركة :