بادرت إسبانيا، أمس، إلى إنهاء جزئي لحالة الإغلاق التام جراء وباء كورونا المستجد وعاد مئات الآلاف إلى أعمالهم مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والتعقيم، لتكون بذلك أولى الدول الأوروبية التي تغامر بتخفيف قيود العزل وخلق حالة تعايش بين الوباء وقطاعات الإنتاج الحيوية في الاقتصاد، لتتبعها ألمانيا بعد يومين باستراتيجيتها الخاصة «عودة على مراحل» إلى حياة أكثر طبيعية مع الحفاظ على تدابير النظافة الصحية، إلا أن أصواتاً أوروبية أبقت على تحذيرات مرتفعة من «موجة ثانية» للوباء في حال التعجيل برفع القيود. وشهدت إسبانيا، أمس، السماح لمئات الآلاف من الأشخاص بالعودة إلى أعمالهم للمرة الأولى منذ قيام الحكومة بفرض الإغلاق للسيطرة على تفشي فيروس كورونا. وتم السماح للأفراد في المناطق الإسبانية التي لا يعد اثنين عيد الفصح بها عطلة رسمية بمغادرة منازلهم للذهاب إلى العمل، ما يمثل تخفيفاً طفيفاً للإغلاق المطبّق منذ الشهر الماضي. وبحسب تقديرات وسائل الإعلام، فقد عاد نحو 300 ألف شخص إلى أعمالهم في العاصمة مدريد. ويمكن الآن للعديد من عمال المصانع وقطاع البناء استئناف أعمالهم. لكن ما زال أغلب السكان ملتزمين بعزل منزلي وستظل المتاجر والحانات والأماكن العامة مغلقة حتى 24 أبريل على الأقل. وقال وزير الداخلية الإسباني فرناندو جراندي-مارلاسكا لإذاعة كادينا سير إن الشرطة بدأت في توزيع ملايين الكمامات في وقت مبكر في الأقاليم التي لا تشهد عطلة عامة. وقال «يجب تأمين صحة العاملين، إذا تضرر ذلك بأدنى قدر لا يمكن بدء النشاط». وأثارت الإجراءات الجديدة انتقادات بعض الزعماء المحليين الذين يخشون من عودة التفشي. وفي ألمانيا، بدأ ساسة بارزون في ألمانيا مناقشة احتمال تخفيف القيود المفروضة قبيل اجتماع مع المستشارة أنغيلا ميركل غداً. وفي توصيات نُشرت أمس، دعت أكاديمية ليوبولدينا الوطنية للعلوم إلى عودة «على مراحل» إلى حياة أكثر طبيعية في حال «استقرت» أرقام الإصابات الجديدة «عند مستوى منخفض» وفي حال «تم الحفاظ على تدابير النظافة الصحية». في المقابل، حذر معهد الاقتصاد الكلي والبحوث الاقتصادية التابع لمؤسسة «هانز- بوكلر» الألمانية من التعجل في تخفيف القيود المفروضة على الحياة العامة. وقال المدير العلمي للمعهد، زباستيان دولين إن المؤثر في الأمر هو مدة انقطاع الأعمال، وأضاف: «إذا أُعيد فتح كل شيء الآن لمدة أسبوعين، ثم اضطررنا إلى الإغلاق مجدداً لمدة شهرين، فلن نستفيد شيئاً». موجة ثانية ويبدو أن الدول الأوروبية قررت التعايش مع الوباء، وقال رئيس أكاديمية ليوبولدينا غيرالد هاوغ: «في المستقبل سيتعين على كل مواطن أن يضع كمامة وقائية على فمه وأنفه في كل مرة يتعذّر فيها التقيّد بتدابير التباعد الاجتماعي». وأكد ضرورة «تجنّب موجة عدوى ثانية بأي ثمن». وإجمالاً، تراجعت حصيلة الوفيات في بعض الدول الأكثر تأثّراً بوباء «كوفيد - 19». وسجّلت كل من إيطاليا وفرنسا تراجعاً في عدد الوفيات، بل إن إيطاليا - البلد الأوروبي الأكثر تأثّراً بالوباء - أعلنت عن أقل حصيلة تسجّل منذ أكثر منذ ثلاثة أسابيع. إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تمديد العزل العام لمكافحة فيروس كورونا في بلاده حتى 11 مايو المقبل. وقال، في كلمة تلفزيونية خصصها لوباء «كوفيد - 19»: إنه بمعزل عن «إعادة تأسيس أوروبا»، يتحتّم على فرنسا وأوروبا مساعدة إفريقيا من خلال إلغاء قسم كبير من ديونها.وفي روسيا، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا قد تحتاج إلى استدعاء الجيش للمساعدة في مواجهة فيروس كورونا محذراً من أن العدوى تتفاقم بعد ارتفاع قياسي في عدد الإصابات اليومية المؤكدة. عاملتان في مستشفى بإسبانيا تبكيان زميلاً فقد حياته بالفيروس | رويترزطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :