هكذا عادت سفينة الخير وحطت على شاطئها الجميل وأعادت لنا ذكريات الأمس وسويعاته الجميلة، عادت بقلم وكتاب وعلم، بقلم كيف للإنسان أن يكتب عنه، وكتاب يترجم فيه كل معاني الخير والسعادة، وعلم يبقى يرفرف في قلوبنا قبل أسطح منازلنا، إن رؤية سموه للوطن ستظل دائما وأبدا في الأذهان بأن البحرين بخير ومليئة بالمواهب تعليمية كانت أو صحية، وسوف يظل أبناء هذا الوطن يتبعون توجيهاته السديدة، ولا يمكن لنا نحن جميعا تقدير الجهد المبذول من جانب سموه لتطويرها وتقدمها مهما تخيلناه، لكن تأثيره كان واضحا على وجوه المواطنين بمشاعر السعادة. إن خليفة بن سلمان أضاف لنا الوعي القومي والشعور القوي في نفس كل فرد من أفراد هذا الوطن، في مختلف ميادين الحياة في شرق البلاد أو غربها، في شمالها وجنوبها، كان سموه دائما مؤثرا في نفوس الكثيرين معنويا وأدبيا واجتماعيا، واليوم بات هذا الأمر شعور كل فرد في المدن والقرى والمنازل، أن من يحالفه الحظ ويقترب من سموه يدرك أن هناك ربطا بين حاضر الوطن ومستقبله، وحب الإنسان نحو وطنه وحقه في الحياة، تلك هي التوجهات التي تبنتها حكومتنا الكريمة للمواطنين في العزة وراحة العيش، وكان سموه سباقا يضمن بالدرجة الأولى رفع مستوى المواطن اجتماعيا وماديا، يحدوه في ذلك أن يعيش المواطن عيشا كريما محترما نافعا لأسرته ووطنه، ومن ثم يصبح في استطاعته تقديم كل جهده لخدمة بلاده.هكذا كانت مبادئ صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وخير دليل على ذلك ما قام به الكادر الطبي في مجال مكافحة فيروس (كورونا) عبر التعاون الايجابي الذي يظهر في التكامل والتفاني الذي يصب في مصلحة البحرين، وهذه واحدة من الكثير من توجيهات سمو الشيخ خليفة بن سلمان رئيس الوزراء. إن عودة سموه هي عنوان للخير وطريق الأمل والتفاؤل، حقا أن الله جل وعلا أنعم علينا برجل وفي له الكثير من الحب لهذا الوطن ومواطنيه، وكما يقول سموه دائما وأبدا في مجلسه أو لقاءاته مع المسؤولين: ضعوا في الحسبان المواطن أولا، واجعلوا أبواب مكاتبكم مفتوحة، وكم سمعنا من كثب قوله (شكرا من القلب لكل من أسهم بجهد في ظهور حب العمل لوطنه ولأسرته وللجيل الحاضر والقادم، هذا العمل الخلاق ضد الكورونا).إن المواطن البحريني معدنه أصيل؛ ففي الظروف التاريخية والاجتماعية والسياسية بجانب الاقتصادية ظل يمارس دوره من دون تقاعس، بفضل توجيهات القيادة الحكيمة ودورها في الانفتاح على العالم، إن البحرين ليس هذا جديدا عليها فهي رائدة وسباقة، وها هي مبادرة رئيس الوزراء بالاحتفاء باليوم الدولي للضمير تنال اهتماما عالميا كبيرا، فقد انهالت على البحرين برقيات التأييد والمساندة لهذه المبادرة ممثلة في شخص سمو الأمير الكريم ومبادرته الرائدة، وقد أشاد بها كبار الشخصيات في العالم وهذا دلالة على أن سموه دائما له من التطلعات والمفاجآت التي جلها تدور في مصلحة الوطن.وحتى لا نذهب بعيدا، لا بد من الإشارة إلى ما قاله العديد من المسؤولين والشخصيات الدولية، إذ قالت السيدة آنا تيباجوكا (وكيلة الأمين العام والمديرة التنفيذية السابقة لبرنامج الأمم المستجدة للمستوطنات البشرية) إن الأمير خليفة بن سلمان شخصية عالمية تعزز الاهتمام بالقضايا الإنسانية، مؤكدة تلك السيدة أهمية مبادرة سموه للضمير في تحقيق التضامن العالمي لمواجهة التحديات الماثلة أمام شعوب العالم، وخاصة في هذا الوقت الذي يجتاح فيه وباء فيروس كورونا العالم، ومن جانبه أشاد شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب بتخصيص يوم دولي للضمير، مؤكدا أنه بمثابة جرس الإنذار الذي يدق كل عام ليخاطب الإنسانية والمجتمع الدولي بإعادة الحقوق إلى أهلها وإنقاذ الشعوب والدول من الحروب والصراعات ووقف نزيف الدماء وترسيخ معاني التكاتف والتعاون والأخوة الإنسانية بين الشعوب، لقد جاءت مبادرة سموه في وقتها المناسب، ودعت الكثير من الشخصيات الدولية إلى أن تعي أهمية هذا اليوم وهذه المبادرة، وها هي مشكلة كورونا الآفة الفتاكة نبهت الكثير من حكام الشعوب بأن الوقت قد حان ودقت ساعة العمل.وأعرب (ليخ فاونسا) الرئيس الأسبق لبولندا عن سروره بإعلان الأمم المتحدة تبنيها مبادرة صاحب السمو الأمير خليفة من سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بإعلان الخامس من أبريل يوما دوليا للضمير، مؤكدا أن من شأن هذه المبادرة أن تعزز من دور المنظمة الأممية المتميزة للغاية)، كما أشاد الدكتور (هونج تاو تسي) رئيس اتحاد السلام والمحبة العالمي بأنه خلال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 يونيو 2019 تبنت المنظمة الدولية قرار (الدفع نحو ثقافة السلام بالحب والضمير) استجابة لمقترح صاحب السمو رئيس الوزراء. لقد لفتت رؤية سموه كل الأنظار إلى الترابط بين الركائز الثلاث للأمم المتحدة وهي (السلام والأمن والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان).وفي سطور هذه المبادرة نجد أنه إذا أردنا بناء عالم أفضل فيجب أن نسير على هدى مبادرة الأمير خليفة بن سلمان، البحرين دعت العالم بمبادرة خليفة ليتذكر أهمية السلام، وقد جاءت أيضا مبادرة سموه في تعزيز وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة في مثل هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم في ظل انتشار كورونا.وفي كلمة أخيرة: إن هذه المبادرة ترجمت كل معاني القيم الإنسانية في مجالات كثيرة منها التعايش الإنساني ودعم السلام العالمي، تحية من القلب ومن كل مواطن لهذا الرجل الوفي صاحب المواقف التاريخية، تمنياتي لكم موفور الصحة والسعادة وحفظ الله البحرين وجعل الله مكانتها رائدة دائما عربيا ودوليا.
مشاركة :