فيروس كورونا الذي انتشر بسرعة مخيفة فاجأت حتى دول العالم المتقدمة، التي اعتقدنا لوقت طويل أنها تجاوزت دول العالم الثالث بمراحل عديدة، وأنها تمتلك من الكوادر والقدرات والمقومات والأجهزة الطبية ما يجعلها قادرة على مواجهة أي أزمة عالمية طارئة، فإذا بها توشك على الانهيار الصحي ويتكدس المرضى أمام ساحات مستشفياتها، وهم يتوسلون أجهزة تنفس تساعدهم على البقاء على قيد الحياة. سقوط ورقة التوت عن مثل هذه الدول المتقدمة، صاحبه سقوط ورقة توت من نوع آخر حين سقط حمقى السناب في أخطر اختبار قد يمرون به في حياتهم، فقد كشف لنا فيروس كورونا عن تفاهة تفكيرهم وانحصاره في تحقيق مكاسب شخصية لهم، والتركيز على ذواتهم فقط دون المشاركة فيما يحدث حولهم ودون أدنى إحساس بالمسؤولية الوطنية، حتى أصابنا الشك إن كانوا قد سمعوا بهذا الفيروس أو لا! -"فاشينستا" تهرع للسوبر ماركت و"تضف" علب حليب الأطفال من الأرفف وهي تقول، "الوضع ما يطمن"، متناسية أنها تثير الهلع والفزع في قلوب مئات الآلاف من الأمهات اللاتي يتابعنها وربما لا شعوريا يقلدنها ظنا منهن أنها تقوم بالعمل الصائب. -وأخرى تحتفل مع أسرتها وأطفالها بحفل استقبال مولود شقيقتها وتنشر صور الاحتفال وتتباهى بمخالفتها منع التجول غير عابئة بمشاعر ملايين المتابعين الذين التزموا قرار الحجر المنزلي وغير مكترثة لتصرفها الأرعن. -وثالثة تحتفل بعيد ميلاد أختها بإحضارها كعكة على هيئة فيروس كورونا وسط تعليقات ساخرة، وكأن الموت والضحايا والألم الذي خلفه الفيروس في أنحاء العالم مجرد "نكتة" بالنسبة إليها! -ومشهور يتفاخر بإحضار حلاق إلى منزله ويدعو "ربع الاستراحة" لاقتناص الفرصة وحلق شعورهم رغم قرار الدولة بمنع الحلاقين خوفا من انتشار الفيروس. -وآخر ينشر صور سقوطه الأخلاقي ويجاهر بأفعاله المخالفة للدين والأخلاق دون أدنى تفكير بعشرات الألوف من المراهقين وصغار السن الذين يتابعونه ويتأثرون بمحتواه المتدني. مثل أوراق التوت هذه التي بدأت التساقط عن حمقى السناب إنما هي في حقيقة الأمر تعد بمنزلة تعديل مسار لكثير من الأمور وإرجاعها لحقيقتها، فمعظم "فاشينستات" ومشاهير السناب لا يمتلكون الأدوات الإعلامية والثقافة والمعرفة التي تصنع منهم إعلاميين ناجحين، فالشهرة وحدها و"فهلوة" الإعلانات لا تصنع النجاح الحقيقي. وخزة في الأزمات القوية التي يمر فيها الوطن يجب أن تظهر روح المواطنة الحقيقية لا روح الأنا!
مشاركة :