هل بات سامي الجابر بحاجة إلى جبّار الخواطر كي يكمل مدة السنتين مدرباً للهلال، فريقه الذي أسهم في بناء بعض من مجده (الهاء هنا مزدوجة للمدرب والنادي)؟ سيناريوهات مختلفة تجري في الخفاء والعلن وكلها في اتجاهين معاكسين: فريق يريد استمرار الجابر وآخر لا يريد.. والغريب في الأمر أن طرح موضوع المدرب بهذا الشكل طغى على تحضير الفريق للبطولة الآسيوية التي هي الفرصة الوحيدة لحفظ ماء الوجه في موسم غاب النادي عن الألقاب على غير عادته. والغريب أكثر هذا الاستعجال وهذا السهر حتى الفجر وهذه المتابعة الوجاهية وعلى أطراف الخطوط الهاتفية للمتابعة الغيابية. الموضوع في الشكل ضبابي، أما في المضمون فالأمر واضح: هناك من لم يكن راضياً في الأساس على تسليم سامي الجابر دفة القيادة الفنية للهلال، ورأى أن البقرة طاحت فشحذ السكاكين.. وللآسف فإن من بين هؤلاء من يوصفون بأنهم مؤثرون، وأن أمرهم لا يعدو كونه تصفية حسابات شخصية، وإلاّ فإن المنطق وواقع الحال على الأرض لا يشكلان حجة على الرغم من الخروج بلا أي لقب، وأن هذا يحصل للمرة الأولى وطلعت في وجه سامي الجابر، فالذين يقفون إلى جانب الجابر يرون أنه أعاد للفريق هيبته بحلوله وصيفاً في الدوري وكأس ولي العهد ووصوله إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا، وفوزه بـ 36 مباراة رسمية وودية وتعادله في 7 وذلك خلال 50 مباراة، وتندرج أيضاً في هذه الخانة فوز الهلال بالخمسة على الاتحاد والاتفاق والسد القطري (آسيوياً) وبالأربعة على النصر والأهلي والشباب، وكلها فرق من العيار الثقيل. إنها الحرب الباردة، ولكن النتيجة المنتظرة هي على الطريقة اللبنانية: لا غالب ولا مغلوب، فسامي سيبقى ولكن معارضي بقائه هزوا له العصا، وذهبوا حتى إلى طرح أكثر من اسم لخلافته. ولكن العناصر المساعدة لاستمراره حتى نهاية مدة عقده عديدة، فرئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد متمسك به ومعه آخرون بالطبع، وهو تصرف بحنكة حين أكد على دور أعضاء الشرف في أمور النادي الهامة، وفي الوقت ذاته رمى بكرة الثلج إلى ملعبهم حين اشترط أن يكون البديل للجابر، في حال تقرر ذلك، من المميزين وأن يتكفل المطالبون بالتغيير بعقد المدرب الجديد إضافة إلى الشرط الجزائي في عقد الجابر وهو 5 ملايين ريال، وهذا مبلغ بسيط إذا علمنا أن أحد المطروحين سيكلف 40 مليون ريال لمدة 3 سنوات، وهنا يفضل العقلاء المهر المقبول على المهر الباهظ. وثمة عنصر مؤثر جداً وقد فعل فعله على الفور ويتمثل بشعبية سامي الجابر الجارفة لدى جمهور النادي الذي لم ينتظر طويلاً ليعبر عن استيائه من تردد الإدارة في حسم الموضوع. ناهيك بما تردد عن تأثيرات مالية سلبية على قناة الزعيم التي قيل إن المحطة المشغلة لها قد توقف ضخ 30 مليون ريال في ضوء الأنباء المتواترة عن احتمال إقالة الجابر الذي يتمتع بشعبية كاسحة. وأخيراً فإن اتفاق جميع الفرقاء على إحالة وجهات النظر جمعيها إلى رئيس النادي لاتخاذ القرار النهائي بما في ذلك مصلحة النادي، هو بمثابة تحويل وجهة ملف سامي الجابر إلى غير سماحة المفتي.
مشاركة :