خرج المهندس محمد عبد الحي، ثاني مصاب بفيروس كورونا بمحافظة بورسعيد، من مستشفى العزل بأبوخليفة، كآخر فرد من الأسرة التي أصيب منها 3 أفراد، أولهما ابنته الدكتورة أُمامة، والبالغة من العمر ٣١ عامًا، والتى كانت أول حالة شفيت من الفيروس بالأسرة، وبعدها بيومين خرج ابنه "عمر"، ٢٢ عامًا، خريج كلية تجارة، ولحقت بهما ابنته الثانية "منة"، ٢٩ عاما، عقب وصول والدها من مستشفى العزل بساعات قليلة.وسادت حالة جمعت بين الفرح والسعادة والأمل فى الله، بعودة باقي أفراد الأسرة ناجين من الفيروس اللعين الذي ضرب كيانها، لتبدأ "أُمامة" حديثها وابتساماتها تكسو ملامح وجهها البريء: "ذهبت أنا ووالدي لأداء مناسك العمرة وأصيب والدي قبل رجوعنا بأيام، بأعراض البرد العادية من السعال الجاف، وتم الكشف عليه فى الأراضي السعودية، وشُخص بالبرد العادي، وعدنا إلى بورسعيد، ثم ذهبنا إلى مستشفى آل سليمان بعد ارتفاع درجة حرارته، والتي لم تنخفض، وعزل والدي نفسه داخل المنزل عدة أيام".وأضافت أمامة: "بعد زيادة الأعراض توجهنا إلى مستشفى الحميات ببورسعيد، وبالفعل تم اكتشاف إصابة والدي بالفيروس".وقال المهندس محمد عبد الحي: "كنت خائفا جدًا ليس علي بل على أولادي عندما بدأت في التأكد أنني مصاب بالفيروس فعزلت نفسي تماما عنهم، وأفرطت فى استخدام الكلور والمطهرات؛ حرصًا على ابنتي "أُمامة"، والتي رافقتني فى العمرة، وكذلك بعدها في رحلة الكشف عن الفيروس بين المستشفيات".وأضاف: "أُرجح أن ابنتي أمامة أصيبت بالعدوى مني، وليست أثناء أدائها العمرة، حيث لم تظهر عليها أي أعراض للعدوى أو المرض، ولم ترتفع حرارتها إلا بعد اكتشاف إصابتها بالفيروس".وأوضح أن صعوبة الإصابة لديه كانت تكمن فى التأخر في اكتشاف الإصابة، حيث تمكن الفيروس من الرئة، وخضعت لأجهزة التنفس الصناعي لفترة؛ حتى أتم الله على الشفاء.وتابع: "أكثر شيء أسعدني عندما سمعت بشفاء ابنتي "أمامة" وعقبها بيومين خروج "عمر" بالسلامة، بعث بقلبي الأمل في النجاة من هذا الفيروس اللعين الذي حول أسرتي إلى نكبة لا يعلم بمعاناتنا إلا الله - عز وجل- كنت أقضي وقتي فى الحجر الصحي بعد نزع أجهزة التنفس الصناعي عني، ما بين الصلاة والقرآن والابتهال الى الله برفع البلاء عن أسرتي وعن مصر جميعها".وبدأ ابنه "عمر" الحديث قائلا: "أصعب من الحجر الصحي والعلاج، فترة النقاهة، فهى من أصعب الفترات التي تمر بالمصاب بعد تمام الشفاء، حيث تظهر كل الأعراض الجانبية التي تركتها الإصابة بالفيروس داخل جسم الإنسان، من تلف مؤقت لبعض أجهزة الجسم، وممكن أن يظهر سعال، وقيء، واضطرابات هضمية لفترة، إلى أن يعود الجسم لطبيعته، وأشبهها بالإفطار فى العيد، بعد صيام شهر رمضان، فالمعدة لا تعتاد على الطعام".وقالت "منة" محمد عبد الحي، أحدث الناجين من الفيروس اللعين عقب وصولها إلى منزلها، إن المصاب بالفيروس بعد شفائه وظهور سلبية تحاليله، لا يخرج من مستشفى العزل، ولكن يظل تحت فترة علاج ومتابعة وعزل لفترة، لحين ظهور ثلاث نتائج سلبية متتالية للحالة ليتم التأكد من خلوها تماما من الفيروس، وبعدها يصرح لها بالخروج من مستشفى العزل، ومنذ أسبوع تقريبًا وبحمد الله تم شفاؤنا.وقالت الدكتورة أمامة عبد الحي: "الأعراض اختلفت تماما بيننا، فمنّا من ارتفعت حرارته ومنّا من أصيب بالقيء والإسهال، ومنّا من أصيب بالسعال الشديد، ولكن الجميع اجتمع في عارض "جفاف الحلق الشديد، وصعوبة البلع"، مشيرة إلى أن أساس الشفاء؛ هو المناعة الجسدية والنفسية والإيمان بالله في الشفاء.
مشاركة :