«الديوان الإسبرطي» تفوز بجائزة «البوكر» العربية 2020

  • 4/15/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الخليج:«أبوظبي» أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية أمس عن فوز رواية «الديوان الإسبرطي» للكاتب الجزائري عبد الوهاب عيساوي في دورتها الثالثة عشرة 2020. وكشف محسن الموسوي، رئيس لجنة التحكيم، عن اسم الرواية الفائزة الصادرة عن دار ميم، حيث حصل عبد الوهاب عيساوي بموجبها على الجائزة النقدية البالغة 50 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية.وقال الموسوي: تتميز الديوان الإسبرطي بجودة أسلوبية عالية وتعددية صوتية تتيح للقارئ أن يتمعن في تاريخ احتلال الجزائر روائياً، ومن خلاله تاريخ صراعات منطقة المتوسط كاملة، كل ذلك برؤى متقاطعة ومصالح متباينة، تجسدها الشخصيات الروائية، والرواية دعوة إلى القارئ لفهم ملابسات الاحتلال، وكيف تتشكل المقاومة لمواجهته. هذه الرواية بنظامها السردي التاريخي العميق، لا تسكن الماضي، بل تجعل القارئ يطل على الراهن القائم ويسائله.قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: «تسحرك الديوان الإسبرطي باستنهاضها التاريخ بأبعاده السياسية والاجتماعية لخدمة العمل الروائي الذي يتجاوز التاريخ برمزيته، ويتداخل مع رؤى القص وأصواتها من وجهات نظر متقاطعة تدعو إلى التأمل والمراجعة. وتتابع شخوصها الخمسة بمساراتها المتضاربة. وتسير في شوارع الجزائر المحروسة ومرسيليا وباريس وكأنك تعاينها بنفسك في زمن مضى ولم تنقطع مآلاته. وتحتك بالتركي والأوروبي والعربي وغيرهم متعاطفًا وساخطًا في آن واحد. كل ذلك في انسياب روائي أخاذ، لا يدعك تترك الرواية حتى تصل إلى نهايتها بشغف يطلب المزيد». وأضاف: «لقد أبدع عيساوي في هذا كله، ويكفي القارئ أنه التقى السلاوي ودوجة في ثنايا الديوان، ولهث في أثرهما في ثنايا تاريخ ينبض بالمعاني». ترصد «الديوان الإسبرطي» حيوات 5 شخصيات تتشابك في فضاء زمني ما بين عام 1815 إلى 1833، بمدينة المحروسة، الجزائر، أولها الصحفي ديبون الذي جاء في ركاب الحملة على الجزائر كمراسل صحفي، وكافيار الذي كان جندياً في جيش نابليون ليجد نفسه أسيراً في الجزائر، ثم مخططاً للحملة، ثلاث شخصيات جزائرية تتباين مواقفها من الوجود العثماني في الجزائر، وكما تختلف في طريقة التعامل مع الفرنسيين، يميل ابن ميار إلى السياسة كوسيلة لبناء العلاقات مع بني عثمان، وحتى الفرنسيين، بينما السلّاوي يحمل وجهة نظر أخرى، الثورة هي الوسيلة الوحيدة للتغيير. أما الشخصية الخامسة فهي دوجة، المعلقة بين كل هؤلاء، تنظر إلى تحولات المحروسة لكنها لا تستطيع إلا أن تكون جزءاً منها، لأن من يعيش في المحروسة ليس عليه إلاّ أن يسير وفق شروطها أو عليه الرحيل. سيرة إبداعية ولد عبد الوهاب عيساوي في عام 1985 بالجلفة، الجزائر. تخرج بجامعة زيّان عاشور، ولاية الجلفة، مهندس دولة إلكتروميكانيك ويعمل كمهندس صيانة. فازت روايته «سينما جاكوب» بالجائزة الأولى للرواية بمسابقة رئيس الجمهورية عام 2012، وفي 2015، فاز بجائزة آسيا جبار للرواية في الجزائر، وروايته «سييرا دي مويرتي»، أبطالها من الشيوعيين الإسبان الذين خسروا الحرب الأهلية وسيقوا إلى معتقلات في شمال إفريقيا. في العام 2016، تحدث عيساوي في ندوة «البوكر» العربية (ورشة إبداع للكتاب الشباب الموهوبين). فازت روايته «الدوائر والأبواب» بجائزة سعاد الصباح للرواية 2017. وفاز بجائزة كتارا للرواية غير المنشورة 2017 عن عمله «سفر أعمال المنسيين». وبعد ترشيحه للقائمة القصيرة، قال عيساوي، «الرواية التاريخية بشكل عام لا تعيد بناء الحكاية من أجل الحكاية ذاتها، وإنما هدفها الأساسي هو البحث عن الأسئلة الراهنة التي نعيشها اليوم».اختيرت «الديوان الإسبرطي» من قبل لجنة تحكيم الجائزة كأفضل عمل نُشر بين يوليو 2018 ويونيو 2019، من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الجزائر وسوريا والعراق ولبنان ومصر. وكتّاب القائمة القصيرة، هم: سعيد خطيبي، وجبور الدويهي، وخليل الرز، ويوسف زيدان، وعبد الوهاب عيساوي وعالية ممدوح. وتلقى المرشحون الستة جائزة تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار أمريكي.رأس لجنة تحكيم الجائزة محسن جاسم الموسوي، ناقد عراقي وأستاذ الدراسات العربية والمقارنة في جامعة كولومبيا، نيويورك، وعضوية 5 أعضاء: بيار أبي صعب، ناقد وصحفي لبناني، ومؤسس صحيفة الأخبار اللبنانية، وفيكتوريا زاريتوفسكايا، أكاديمية وباحثة روسية، نقلت العديد من الروايات العربية إلى الروسية، وأمين الزاوي، روائي جزائري يكتب باللغتين العربية والفرنسية، وأستاذ الأدب المقارن والفكر المعاصر في جامعة الجزائر المركزية، وريم ماجد، إعلامية وصحفية تلفزيونية من مصر، ومدربة في مجال الصحافة والإعلام. تتولى الجائزة تمويل ترجمات للروايات الفائزة، ومن بين الروايات الفائزة المتوفرة بالإنجليزية، رواية «مصائر، كونشرتو الهولوكوست والنكبة» لربعي المدهون الفائزة بجائزة عام 2016، والتي صدرت بالإنجليزية عن دار هوبو؛ ورواية «فرانكشتاين في بغداد» لأحمد سعداوي الفائزة بجائزة عام 2014 الصادرة بالإنجليزية عن دار وون ورلد في المملكة المتحدة ودار بنجوين في الولايات المتحدة؛ ورواية «واحة الغروب» لبهاء طاهر، و«عزازيل» ليوسف زيدان، و«ترمي بشرر» لعبده خال، و«القوس والفراشة» لمحمد الأشعري، و«ساق البامبو» لسعود السنعوسي، و«طوق الحمام» لرجاء عالم. ترجمات إنجليزية وشهدت سنة 2019 صدور الترجمات الإنجليزية لعدد من الروايات التي وصلت إلى القائمتين الطويلة والقصيرة: «السبيليات» لإسماعيل فهد إسماعيل، وترجمتها صوفيا فاسيلو بعنوان «العجوز والنهر»؛ و«الفهرست» لسنان أنطون من ترجمة جوناثان رايت و«حارس الموتى» لجورج يرق وترجمها رالف كوهن؛ و«الإسكندرية في غيمة» لإبراهيم عبد المجيد من ترجمة كي هيكينن. يذكر أن رواية «الخائفون» لديمة ونّوس من ترجمة إليزابث جاكيت ستصدر عن «هارفل ساكر» في إبريل 2021، ورواية «بريد الليل» لهدى بركات الفائزة بالبوكر العربية في عام 2019 ترجمت إلى الإنجليزية من قبل ماريلين بوث وتصدر في شهر أيلول/‏ سبتمبر للعام 2020 عن دار وان ورلد. وحصلت دار انترلينك على الحقوق الإنجليزية الخاصة برواية «صيف مع العدو» لشهلا العجيلي وتصدر الرواية بالإنجليزية خلال هذا العام.

مشاركة :