تباطؤ معدلات انتشار «كورونا» يدفع دولاً أوروبية لتخفيف العزل

  • 4/15/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تبدأ دول أوروبية عدة، الخروج من حالة الإغلاق بعد تباطؤ تفشي فيروس كورونا على أراضيها، محذّرة في الوقت نفسه، بأن الطريق نحو التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية لا يزال طويلاً. وغداة موافقة السلطات الإسبانية على عودة عمال البناء والمصانع إلى أعمالهم شرط وضع الكمامات التي تم توزيعها على نطاق واسع، بدأت النمسا، امس الثلاثاء، الخروج من حالة الإغلاق، مع إعادة فتح حذر للمحال التجارية الصغيرة، والحدائق العامة. وسُجل في النمسا أقل من 400 حالة وفاة، مقابل عدد سكان يبلغ 9 ملايين نسمة، يماثل عدد سكان مدينة نيويورك وحدها. ينوي عدد من البلدان الاقتداء بالنمسا في تخفيف القيود المفروضة. ففي ألمانيا، حيث نسبة الوفيات منخفضة مقارنة بالدول المجاورة، يتوقّع أن يتم الإعلان، اليوم الأربعاء، عن تخفيف القيود المتفاوتة بين منطقة وأخرى. لكن رئيس أكاديمية ليوبولدينا للعلوم التي تتقيّد السلطات الألمانية بتوجيهاتها، حذّر بأن الملاعب وصالات الحفلات الموسيقية يمكن أن تبقى، في أسوأ السيناريوهات، فارغة لمدة 18 شهراً.وأول أمس الاثنين، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تمديد الحجر، وإعادة فتح تدريجية لدور الحضانة والمدارس في 11 مايو/ أيار، وقال الرئيس الفرنسي إن الوباء بدأ يتباطأ، معلناً أن المقاهي والمطاعم ودور السينما ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر، وكذلك الحدود مع الدول غير الأوروبية. وفي إيطاليا، التي تشهد إغلاقاً شبه عام، منذ نحو شهر، وسجلت 20 ألف حالة وفاة، صُرح لبعض المؤسسات مثل المكتبات، ومراكز غسل الملابس باستئناف نشاطها، أمس الثلاثاء، في بعض المناطق. ويبدأ تخفيف القيود في إيسلندا اعتبارا من 4 مايو/ أيار مع إعادة فتح المدارس والجامعات.في المقابل، استبعدت أستراليا ونيوزيلندا فكرة تخفيف القيود على التدابير الوقائية، رغم أن البلدين شهدا انخفاضاً ملحوظاً في عدد الإصابات الجديدة. وأكد رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أن بلاده على بعد «أسابيع عدة» من تخفيف التدابير لوقف انتشار الوباء. وقال «يجب أن نتحلى بفضيلة الصبر»، مشيراً إلى دولاً مثل سنغافورة التي تواجه موجة ثانية من الإصابات.وأوضح إحصاء أجرته «رويترز» استناداً إلى بيانات رسمية، أن نحو مليوني شخص على مستوى العالم أصيبوا بالفيروس، فيما توفي ما يربو على 119200 شخص بالمرض. وقالت منظمة الصحة العالمية إن عدد الحالات الجديدة ينحسر في بعض أنحاء أوروبا، منها إيطاليا، وإسبانيا، لكن التفشي يزيد في بريطانيا، وتركيا.وقالت مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في إفادة بجنيف «90 في المئة من إجمالي الحالات على مستوى العالم تأتي من أوروبا، والولايات المتحدة. لذا من المؤكد أننا لم نشهد الذروة بعد».من جانبها، حثت المفوضية الأوروبية، الدول الأعضاء على التنسيق مع بدء رفع إجراءات العزل العام، وحذرت من أن عدم القيام بذلك قد يسفر عن موجات ارتفاع جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد. ودعت المفوضية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد والتي لا تملك سلطة إملاء إجراءات صحية على الدول الأعضاء وعددها 27 دولة، إلى نهج مشترك بعد أن عملت كل دولة على حدة، في ما يتعلق باحتواء الفيروس، والآن تعمل الدول بالطريقة نفسها في ما يتعلق باستراتيجيات الخروج من إجراءات العزل العام.وقالت المفوضية في مسودة قائمة توصيات من المتوقع أن تصدرها هذا الأسبوع «حان الوقت لصياغة استراتيجية خروج منسقة للاتحاد الأوروبي». وأضافت «يتعين أن تنسق الدول الأعضاء فيما بينها استراتيجية خروج لتجنب امتداد الآثار سلبية خارجها». وتفيد توصيات المفوضية بأن إجراءات العزل يجب ألا تخفف إلا بعد تراجع ملحوظ في انتشار المرض بشكل مستقر على مدى فترة زمنية، وعندما تكون طاقة المستشفيات قادرة على تحمل موجة جديدة من الإصابات. (وكالات)

مشاركة :