السفير الروسي بالسعودية لـ "الاقتصادية": نطمح لرفع التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار

  • 6/19/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أعرب سفير روسيا لدى السعودية عن طموحه في أن يصل التبادل التجاري بين بلاده والمملكة إلى عشرة مليارات دولار في المدى القريب، حيث لا يتجاوز حاليا رقم ملياري دولار. وتوقع السفير "أوليج أوزيروف" أن تسهم زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبلاده في تقريب وجهات النظر بخصوص الأزمة السورية. وقال في حديث لـ"الاقتصادية" إن الحوار ضروري لحل الأزمة السورية. وأكد السفير الروسي أن روسيا على استعداد لمساعدة المملكة في حال رغبت في بناء مفاعل نووي، خاصة أن روسيا لها خبرة في هذا المجال. فإلى تفاصيل الحوار: هل تتوقعون أن تساعد الزيارة الأخيرة لولي ولي العهد على تقريب وجهات النظر بين البلدين؟ إذا أردنا حل الأزمة السورية فالحوار ضروري, والحوار يجب أن ينطلق من رغبات الشعب السوري, فنحن أو السعودية أو أي من الدول الإقليمية لا نصنع فارقا، أو نستطيع أن نساعد على حل المشكلة السورية، الشعب وحده بيده الحل. ونحن والسعودية متفقان على أن ينطلق الحل من اجتماع جنيف، وهذه بداية الخطوة نحو تقريب وجهات النظر بين البلدين. لماذا برأيكم تواضع التعاون الاقتصادي بين البلدين؟ التبادل التجاري بين البلدين لا يتجاوز ملياري دولار، وهو رقم ضعيف مقارنة بمكانة البلدين الاقتصادية والاستثمارية. وبرأيي يجب ألا يؤثر الاختلاف في وجهات النظر السياسية على التعاون الاقتصادي. فمثلا بين روسيا وتركيا بينهما الاختلاف نفسه، فيما يخص الأزمة السورية، ومع هذا فالتبادل التجاري بين البلدين ممتاز ويتجاوز 32 مليار دولار، وتعتزم تركيا رفعه إلى 100 مليار دولار. ما المجالات الأكثر جذبا للاستثمار الروسي في السعودية؟ نحن نرغب في أن يرتفع التبادل التجاري بين البلدين إلى عشرة مليارات دولار على المدى القريب, ورغم أن التجارة الثنائية بيننا ارتفعت ثماني مرات خلال خمس سنوات، إلا أننا نطمح إلى المزيد. فنحن نستطيع التعاون في مجالات الزراعة والمنتجات الحلال، بما أن روسيا لديها نسبة سكان من المسلمين, وإنتاج القمح والطاقة أيضا لخبرة روسيا في هذين المجالين. وروسيا أيضا متقدمة في مجال الغاز، فنحن لدينا أكبر شبكة من أنابيب الغاز في العالم، تصل إلى كل منزل، ونستطيع تنفيذها في السعودية. يجذبنا الاستثمار في مشروع قطار المدينة أيضا, وروسيا مشهورة بطائرات الشحن، كما أننا نعتزم تصنيع نوع جديد من سيارات "اللادا" نتوقع أن يجد إقبالا لدى المواطن السعودي، خاصة أن سيارات" اللادا" قديما كانت لها شعبية في السعودية, إلى جانب صناعة الجوالات التي نشتهر بها. وماذا عن المجالات المتاحة التي يمكن للسعوديين الاستثمار فيها بروسيا؟ نحن نسعى إلى زيادة الاستثمارات في المجالات المبتكرة والقطاع الزراعي والمشاريع الصناعية, ومن الممكن أن تكون مبادرة الاستثمار في المشاريع الزراعية الخارجية لتحقيق الأمن الغذائي، أهم ما يجذب الاستثمار في روسيا. إلى جانب تقديم خدمات التدريب للفنيين السعوديين، ومساعدتهم على العمل بوظائف عالية التقنية, والاستفادة من التقنية الروسية، مع تكييفها لتخدم احتياجات السوق المحلية بمساعدة رأس المال السعودي؛ كما حصل مع روسيا والسعودية في الأردن، حيث تمت مزاوجة التقنية الروسية برأس المال السعودي، لمشروع معالجة الصخر الزيتي في الأردن، الذي استفاد منه كل الأطراف, ومن الممكن تكرار التجربة بمشاريع أخرى في حال وجدت الفرصة لتعاون اقتصادي بين البلدين. كيف يمكن لروسيا أن تتعاون مع السعودية في بناء برنامجها النووي؟ نحن لدينا الاستعداد لو طلبت منا الحكومة السعودية ذلك. فروسيا لديها خبرة واسعة في البرامج النووية المدنية وبناء المفاعلات النووية. وقد أسهمنا في بناء نحو 32 مفاعلا نوويا في دول مختلفة، وقد اتفقنا أخيرا على بناء مفاعل نووي في الأردن ومحطة نووية في مصر, ونرحب بالتعاون مع السعودية في هذا المجال. كم عدد التأشيرات التي تصدرونها للسعوديين سنويا؟ وهل تعتبرون روسيا حاليا وجهة سعودية؟ لا نصدر إلا 16 ألف تأشيرة كل عام، وهذا رقم ضئيل مقارنة بإقبال السعوديين على السياحة بالخارج, وهو الرقم نفسه الذي يزور فيه الروس المملكة لأداء مناسك الحج والعمرة, رغم أن الحصول على تأشيرة لروسيا سهل والمسافة بيننا وبين السعودية أقرب من المسافة بين السعودية وباريس، إلا أن عدم وجود رحلات طيران مباشرة يعرقل الإقبال والجذب السياحي بين السعوديين إلى روسيا، رغم امتلاكها مقومات السياحة والطعام الإسلامي لوجود مسلمين. نحن تقدمنا بطلب للبدء برحلات طيران مباشرة، لكن إلى الآن لم يبت فيه, والآن أنصح السعوديين الراغبين في السفر إلى روسيا، بالسفر من البحرين التي لدينا رحلات مباشرة معها. هل لدى بلادكم خطة لتقديم منح دراسية للسعوديين في روسيا؟ نحن نسعى إلى التوسع في المنح الدراسية للسعوديين, وقد اكتشفنا أن عدد السعوديين الذين يدرسون في روسيا ضئيل جدا, لأنهم يقدمون على المنح الخاصة بالعالم العربي, ونسعى إلى رفع المنح وزيادة عدد الدارسين في روسيا إلى 100 ضعف الرقم الموجود الآن، الذي يعتبر ضئيلا جدا وأخجل من ذكره. كم عدد الروس المقيمين في السعودية؟ وهل توجد مشكلات يواجهونها في العمل؟ هناك ما يقارب ألفي مواطن روسي في المملكة, أغلبهم يعلمون كمستشارين وأطباء وبينهم نساء وأطفال, ولا توجد مشكلات يواجهونها، فالحكومة السعودية تهتم بالمواطنين الروس، وتعطي عناية واهتمام للحجاج و المعتمرين الروس الذين يأتون سنويا. كيف تقيم من وجهة نظرك؛ العلاقات السعودية ـــ الروسية؟ لدينا قصة طويلة من العلاقات مع السعودية، فنحن أول دولة تعترف بتأسيس السعودية في 1926. وبرأيي فإن البدايات الجيدة هي نصف طريق النجاح, لهذا نحن نملك نصف طريق النجاح ونستطيع إكماله. وأرى أن الزيارة الأخيرة تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، خاصة أنه مع وجود مشكلات في بعض الدول العربية والأزمة اليمنية، فنحن بحاجة إلى دفع وتنمية العلاقات بين البلدين, وأتوقع أننا بدأنا بهذه الخطوات، فقد منحتنا الحكومة السعودية أرضا لبناء سفارة لنا في الحي الدبلوماسي، ويفترض أن ننهي البناء خلال عامين.

مشاركة :