واشنطن 14 أبريل 2020 (شينخوا) أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء أن إدارته تعلق تمويل منظمة الصحة العالمية، في خطوة قال الخبراء إنها قد تؤدي إلى تفاقم جائحة كوفيد-19 وتكلف المزيد من الأرواح. وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض إنه يتم اجراء مراجعة لتقييم دور منظمة الصحة العالمية في التصدي لانتشار فيروس كورونا الجديد. وقال ترامب للصحفيين، "مع تفشي جائحة كوفيد-19، لدينا مخاوف عميقة بشأن ما إذا كان كرم أمريكا قد تم استغلاله على أفضل وجه ممكن"، مدعيا أيضا أن "منظمة الصحة العالمية أخفقت في الحصول على المعلومات والكشف عنها وتقاسمها بطريقة شفافة وفي الوقت المناسب". ويأتي الإعلان في وقت يدافع فيه ترامب بقوة عن تعامله الخاص مع تفشي المرض في الولايات المتحدة بعد تعرض إدارته لانتقادات نتيجة تقليلها من خطر فيروس كورونا الجديد في البداية وتأخرها في إجراء الاختبارات. وقال باتريك ليهي، العضو البارز في لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن "حجب الأموال عن منظمة الصحة العالمية في خضم أسوأ جائحة منذ قرن أمر منطقي مثل قطع الذخيرة عن حليف بينما يقترب العدو". وقال السيناتور الديمقراطي من فيرمونت في بيان "البيت الأبيض يعرف أنه أساء إدارة هذه الأزمة بشكل فادح منذ البداية، تجاهل تحذيرات متعددة وبدد الوقت الثمين، ورفض العلوم الطبية، وقارن كوفيد-19 بالزكام الشائع"، مضيفا "لا يريد أن يتحمل المسؤولية مع استمرار عدد الوفيات في الارتفاع، ويلوم الآخرين". واعتبر باتريس هاريس، رئيس الجمعية الطبية الأمريكية، في بيان، وقف التمويل عن منظمة الصحة العالمية "خطوة خطيرة في الاتجاه الخاطئ ولن تجعل مهمة هزيمة كوفيد-19 سهلة". وقال هاريس: "تتطلب مكافحة جائحة عالمية تعاونا دوليا واعتمادا على العلم والبيانات. قطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية -- بدلا من التركيز على الحلول -- خطوة خطيرة في لحظة تحف المخاطر العالم". ووفقا لأرقام جامعة جونز هوبكنز يوم الثلاثاء، أبلغت الولايات المتحدة عن أكثر من 600 ألف حالة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد وأكثر من 25 ألف حالة وفاة، وهما الأعلى في العالم. ويقترب عدد الحالات المؤكدة على مستوى العالم من مليوني حالة، في حين تجاوز عدد الوفيات 126 ألفا. وتعد منظمة الصحة العالمية، التي يوجد مقرها في جنيف بسويسرا، وكالة أممية متخصصة في الصحة العامة الدولية، وقد لعبت دورا حاسما في توجيه الجهود العالمية لمكافحة جائحة فيروس كورونا الجديد. وساهمت الولايات المتحدة بأكثر من 400 مليون دولار أمريكي كتمويل للمنظمة في عام 2019، أي ما يقرب من 15 بالمائة من ميزانيتها. وقال توماس بوليكي، مدير البرنامج العالمي للصحة والباحث البارز في الصحة والاقتصاد والتنمية في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أمريكي، يوم الثلاثاء، إن منظمة الصحة العالمية "تلعب دورا لا غنى عنه" في الاستجابة العالمية لانتشارالفيروس. وقال بوليكي في تغريدة إن منظمة الصحة العالمية "خدمت الغرض منها بشكل جيد" في أزمة كوفيد-19، وحث واشنطن على السعي لتقوية وتعزيز استقلالية الوكالة وفعاليتها، وليس "إضعافها وسط الأزمة". ووصف لورنس غوستين، مدير معهد أونيل لقانون الصحة الوطني والعالمي في جامعة جورجتاون، قرار البيت الأبيض بأنه "مشين"، محذرا من أنه قد يتسبب في إزهاق الأوراح وتأثيرات عكسية على الولايات المتحدة نفسها. واعتبر غوستين في سلسلة تغريدات يوم الثلاثاء القرار بأنه ينم عن قصر نظر في وقت تشتد فيه الحاجة للتعاون العالمي الآن أكثر من أي وقت مضى، مضيفا أن واشنطن "تخلت تماما" عن القيادة الأمريكية للصحة العالمية. يشار إلى أن لهجة ترامب تتناقض مع إحدى تغريداته في 24 فبراير قبل عدة أيام من إعلان الولايات المتحدة عن الوفاة الأولى من كوفيد-19. وكتب ترامب: "فيروس كورونا الجديد تحت السيطرة إلى حد كبير في الولايات المتحدة. نحن على تواصل مع الجميع وكل البلدان ذات الصلة. وتعمل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها والصحة العالمية بجدية وذكاء شديد". وفي مقابلة مع راديو ((سي بي أس نيوز)) يوم الاثنين، قال روبرت ريدفيلد، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، إن منظمة الصحة العالمية "كانت شريكا مهما للغاية في الصحة العامة مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ولا تزال". وأشار ريدفيلد أيضا إلى أن العاملين في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها يعملون "جنبا إلى جنب" مع منظمة الصحة العالمية، لكنه أضاف أنه "سيترك الأمور السياسية ... ليحاول الآخرون حلها". ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من جنيف الأسبوع الماضي إلى "وضع تسييس هذا الفيروس في الحجر الصحي على المستويين الوطني والعالمي". وأضاف "علينا أن نعمل معا، لا يوجد لدينا وقت لنضيعه".
مشاركة :