يبدو أن لولايات المتحدة تريد إقامة جدار صحي حول الصين، ومع بدء لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للأمن الداخلي والشؤون الحكومية، تحقيقا بظهور فيروس كورونا وانتشاره في الولايات المتحدة، مع التركيز على دور الصين، وأعلن رئيس اللجنة، رون جونسون، أنه: « يعتزم هو وزملاؤه دراسة ظروف ظهور وانتشار الفيروس، ومن أين بدأ كل شيء؟ هل حدث انتقال عدوى من حيوان إلى إنسان؟ أو تسرب من مختبر في الصين، حيث على سبيل المثال، يتم بحسن نية تطوير أدوية لأنواع أخرى من الفيروسات التاجية يمكن أن تتماشى مع أفضل الأهداف؟ ووفق السناتور ريك سكوت، أحد المشاركين في التحقيق: «لا يمكننا الوثوق بالصين الشيوعية، علما أيضا أنه لا يمكننا الوثوق بمنظمة الصحة العالمية لأنهم كذبوا علينا»!!الشائعات التي انتشرت في الأيام الأولى لتفشي الوباء، تستند إلى حقيقة أن مدينة ووهان الصينية، حيث بدأ المرض، لديها على الأقل مختبران لأبحاث الأمراض المعدية، ويدعم هذه الفكرة في الولايات المتحدة بعض السياسيين، وعلى رأسهم السناتور الجمهوري عن ولاية أركنساس، توم كوتون، الذي طلب علنا من السلطات في الولايات المتحدة أن تفكر في هذه الفرضية لأنه «واثق» من أن المرض نشأ في مختبر، وليس في سوق الحيوانات الحية..وأضاف قائلا «نحن نعلم أيضًا أنه على بعد أميال قليلة من سوق المواد الغذائية هناك مختبر من المستوى 4 الذي يبحث في الأمراض المعدية البشرية»، وبرأيه فإن هناك احتمالا أن يكون الفيروس قد نشأ خلال بحوث في المختبر، وأنه خرج «عن طريق الخطأ».وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، جدد اتهامه للصين وحزبها الشيوعي، بعدم تقديم معلومات كافية مبكرا للمجتمع الدولي عن هذا الوباء، الذي بدأ في ووهان في الصين، مضيفا «من الأهمية أن نعرف كيف انتشر فيروس كورونا ومن أين ظهر. اطلعنا على تقارير تبين أن الفيروس انتشر من سوق الحيوانات البرية في الصين. الاقتصاد العالمي انكفأ على نفسه، وانغلاق اقتصادات الدول على نفسها أمر مأساوي، وسيكون مكلفا جدا. علينا أن نتأكد من أن دولة أخرى لن تفتح الباب مستقبلا أمام مثل هذا الأمر».من جهته، كان متحدث باسم الخارجية الصينية اتهم الجيش الأمريكي، بتخليق وتصنيع فيروس كورونا وجلبه إلى مدينة ووهان الصينية، التي بدأ منها تفشي هذا الفيروس، ما يثير الجدل بين البلدين بشأن مصدر الفيروس ومن يتحمل مسؤولية ظهوره وتفشيه.وهكذا .. لا يزال الجدل حول المصدر الحقيقي لفيروس كورونا، قائما في العالم من دون التوصل الى جواب شافي، فاجهزت الاستخبارات الأمريكية لا تزال تنظر في الشائعات التي تفيد بأن الوباء خرج مختبر صيني وليس سوق لحوم للحيوانات، بحسب ما قال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الأميركية الجنرال مارك ميلي ..بينما يرفض خبراء عبر العالم النظرية القائلة بأن فيروس كوفيد ـ 19 نوع من الأسلحة البيولوجية «خرج عن السيطرة»، إذ لا يوجد لحد الآن ما يدعم ذلك بأدلة قطعية، وفق الرافضين للفكرة.يبدو أن المشكلة، رتبط ارتباطا وثيقا بالتنافس الجيوسياسي بين الصين والولايات المتحدة.وبقي التساؤل: الوباء صيني أم أمريكي؟ هل هو نتيجة إهمال صيني أم بيولوجي أميركي؟ خصوصاً أنهما يشتركان في صمت من صرخ طالباً النجدة ، بحسب تعبير الباحث الليبي د. جبريل العبيدي، موضحا أن الطبيب الصيني وينليانغ، كان أول من حذر من انتشار الفيروس في الصين، والقبطان الأمريكي بريت كروزير الذي أقاله ترمب، بسبب إعلانه إصابة بحارة أمريكان على متن حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس تيودور روزفلت».ويضيف «د. العبيدي».. في الجانب الآخر من نظرية الشك والمؤامرة، يتساءل البعض عن السبب في إصابة 100 بحار على متن حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس تيودور روزفلت»، وهي التي كانت تبحر بعيداً عن أي تلامس أو التقاء بأي شخص من خارجها لشهور سبقت انتشار الفيروس، وازدادت الشكوك حيرة عندما تم إعفاء بريت كروزير قبطان حاملة الطائرات الأميركية بسبب إعلانه عن حالات الإصابة وطلبه المساعدة بقوله: «إنّ انتشار المرض مستمر ومتسارع ونحن لسنا في حالة حرب، ولا حاجة لأن يموت البحارة».منذ شهر يناير/ كانون الثاني، والصينيون يصرّون على أن عدوى كورونا لا تنتقل من إنسان لآخر، فقط بالاتصال بحيوانات مصابة بالفيروس، وشاركتها للأسف منظمة الصحة العالمية في هذه التوجيهات التي تسببت في انتشار المرض بشكل مريع، ما يجعل السلطات الصينية ومعها منظمة الصحة العالمية في دائرة الشك، وقد يكون هذا مبرر الرئيس ترامب بوصف الفيروس بالصيني، وإن كان قد قلل من شأن شراسة الفيروس بادئ الأمر ووصفه بأنه مجرد إنفلونزا وزكام، متجاهلاً التحذيرات في يناير 2020 في ظل أنانية دولية شعارها «أنقذ نفسك بنفسك» أياً كان السبب والمسبب، وتفسيرات وتأويلات نظريات المؤامرة والحرب الكلامية بين الصين وأمريكا، فإن المهم الآن هو مكافحة الجائحة عالمياً، والتخلص من حالة الانغلاق والأنانية الدولية.
مشاركة :