تلقى نظام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، صفعات قوية مؤخراً، مع تراجع شعبيته بشكل لافت، ففضلاً عن الانقسامات داخل الحزب الحاكم، وخسارة المُدن الكبرى في الانتخابات البلدية، لاسيما إسطنبول، تسبّبت السياسات الخارجية التي اعتمدها النظام التركي، في فتح نيران الانتقادات والضغوط على أردوغان. وفي ظل كل هذه الضغوط، أتت جائحة «كورونا»، لتضاعف أزمات النظام التركي، لاسيما الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في الأصل، إذ وضع الوباء نظام أردوغان على المحك، وفقاً لتعبير صحيفة «دي تسايت» الألمانية، والتي أشارت إلى أنّ تركيا تحاول الإيحاء بأن الأوضاع تحت السيطرة، وأنّ الاقتصاد مستعد للمواجهة، وهو الأمر الذي يجافي الحقيقة. مشددة على أنّ الاقتصاد التركي يواجه سيناريوهات كارثية، لاسيّما مع معدّلات البطالة المرشحة للارتفاع بشكل كبير، ما من شأنه زيادة الغضب الشعبي ضد أردوغان، ومضاعفة الأعباء السياسية والاقتصادية على حكومته وحزبه الحاكم. يقول كاتب سياسي تركي مقرّب من الدوائر السياسية في أنقرة، لـ «البيان»: «لا يخفى على أحد، أنّ تركيا كانت ولا تزال تعيش أزمة اقتصادية منذ نحو عامين، ومع جائحة «كورونا» التي اجتاحت العالم، لا شك أنّ الاقتصاد التركي سيعيش فترة أطول من الركود الاقتصادي، وتعمق الأزمة التي تعيشها البلاد، سواء في زيادة أعداد العاطلين عن العمل، أو المزيد من العجز في الميزانية، وكذلك الزيادة في المديونية». ولفت إلى تأثير كل ذلك في الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية الحاكم، بما يفرض المزيد من الأعباء السياسية والاقتصادية، مردفاً: «من المؤكد أن تعمّق الأزمة الاقتصادية، سيكون معه الكثير من التداعيات السياسية القريبة، التي بدأنا مشاهدتها فعلياً مؤخراً، بدءاً من استقالة أو إقالة وزير النقل والمواصلات قبل أيام، وصولاً إلى استقالة وزير الداخلية، وهو الأمر الذي سيكون له تداعياته داخل حزب العدالة والتنمية، وداخل الحكومة». مضاعفات وباء ويشير المصدر ذاته، إلى تصريحات الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية، والتي أقرت فيها بأنّ مضاعفات وباء «كورونا» لا تزال مستمرة، وأنّ الوباء لا يزال متفشياً في تركيا، مشيراً إلى أن التعافي لن يكون خلال الفترة المقبلة القريبة، ما يفتح احتمالات زيادة الأعباء السياسية والاقتصادية والاجتماعية على حكومة أردوغان. ويوضح أنّ تركيا ليست بمعزل عن التداعيات السياسية لفيروس «كورونا»، مبيناً أنّ عالم ما قبل «كورونا» سيكون مختلفاً تماماً عما بعده. ولفت إلى أنّ رهان الحكومة التركية على تماسك الاقتصاد، رهان تدحضه المؤشرات الرسمية، الكاشفة عن أزمات متصاعدة. ويرى مراقبون أنّ صلف النظام التركي، يُحمل الشعب التركي تبعات خطيرة، ويضع النظام نفسه أمام سيناريوهات شديدة الخطورة. ويشير المراقبون إلى ما قالته «فورين بوليسي»، من أنّ إصرار أردوغان على أخطائه السابقة، سيجلب دماراً اقتصادياً على تركيا، وعواقب مالية وجيوسياسية، ستعاني منها أنقرة حتى بعد نهاية أزمة «كورونا».طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :