انتهت مفاوضات جنيف اليمن أمس بلا اتفاق بعد عرقلة من الوفد الحوثي وفرضهم شروطاً أمام الحل ورفض تنفيذ أي خطوة مقابل الهدنة التي كانت مقترحة، ليسدل بذلك الستار على المؤتمر بلا نتيجة ومن دون أن يلتقي الوفدان وجهاً لوجه، مع ترقب لجولة أخرى محتملة من دون تحديد موعد محدد. وقال المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد بعد محادثات على مدى خمسة أيام في جنيف إن الجانبين اتفقا من حيث المبدأ على الحاجة الى وقف إطلاق النار وسحب القوات بما يتفق مع قرار الأمم المتحدة رقم 2216. وأضاف في مؤتمر صحافي: لمسنا فى المحادثات تعاملا ايجابيا من كل الاطراف ونحن متأكدون انه من الممكن البناء على هذه الروح الايجابية فى المشاورات المقبلة. لاشك ان هناك ارضية جاهزة للتوصل الى وقف اطلاق النار مصحوب بالانسحاب تنفيذا للقرار. لافتاً إلى ان مشاورات جنيف تعتبر بداية يمكن البناء عليها خاصة مع عدم اختلاف الاطراف الان على المرجعية التى حددتها الامم المتحدة لتلك المشاورات. الاتفاق الأصلي وأضاف: لم يكن هناك اى شكل من الاتفاق لان الاطراف بقت على مواقف متباعدة فيما يتعلق بالاتفاق الاصلى... لكن انا ارى من خلال المشاورات ومن خلال النقط التى اثيرت هنا وهناك كانت هناك مشاورات على بعض النقط وانفتاح على قرارات مجلس الامن على قضية وقف اطلاق النار والانسحاب وحصلنا على اقتراحات من الطرفين التى بإمكاننا ان نبني عليها في الايام المقبلة للحصول على اتفاق نهائي، لكنه قال إن وقف إطلاق النار ينبغي أن يتم قبل أي جولة جديدة للمحادثات. وأوضح أنه سيغادر جنيف ويتوجه إلى نيويورك غداً الأحد لإحاطة مجلس الأمن الدولي بما تم في المحادثات إذ تحتاج القوى الكبرى أيضا إلى الاتفاق على خططه لإنشاء فريق من المراقبين المدنيين لمراقبة أي وقف لإطلاق النار والانسحاب في اليمن. ونوه الى انه لم يحدد مع الاطراف أي موعد للجولة الجديدة من المفاوضات وانما سيقوم بذلك عند العودة الى المنطقة. وقال ان الامم المتحدة حريصة للغاية لإقرار هدنة انسانية جديدة .. وأكد انه على الرغم من الخروقات التى حدثت اثناء الهدنة الانسانية الاولى الا ان وصول المساعدات الانسانية الى المتضررين تجعل الامم المتحدة تدفع فى اتجاه عقد هدنة انسانية جديدة خاصة مع الوضع الإنساني الكارثي الذي تشهده اليمن. محاولات تعطيل بدوره، اعلن وزير خارجية اليمني رياض ياسين ان مفاوضات السلام حول اليمن انتهت في جنيف دون التوصل الى اتفاق كما لم يحدد موعد لاجراء مفاوضات جديدة. وأضاف: للاسف لم يتح لنا الوفد الحوثي تحقيق تقدم حقيقي كما كنا نتوقع. وأكد ياسين الذي يترأس وفد الحكومة الشرعية في جنيف ان المشاورات لم تحرز اى تقدم وذلك بسبب ما قام به الحوثيون منذ وصولهم الى جنيف من محاولات لتعطيل المشاورات سواء من خلال الوفد الذى لم يلتزم بالدعوة الموجهة من الامم المتحدة او التعاطي كذلك مع سير المشاورات على مدى الايام التي بذل فيها المبعوث الخاص اسماعيل ولد الشيخ احمد جهوده للتوصل الى تقدم. وقال وزير خارجية اليمن فى لقاء مقتضب مع الصحافيين بالامم المتحدة في جنيف ان عدم التوصل الى اتفاق لا يعني الفشل وإنما هي بداية لعملية للمشاورات في مراحل مقبلة. وأكد أعضاء الوفد اليمني المصاحب لوزير الخارجية لمراسل وكالة أنباء الإمارات (وام) في جنيف انه لم يتم التوصل الى اية صيغة لوقف اطلاق النار أو لهدنة انسانية كما لم يتم الاتفاق مع المبعوث الخاص اسماعيل ولد الشيخ احمد على اي موعد محدد لجولة مشاورات أخرى. تفاؤل قصير وكان الناطق الاعلامي باسم الامم المتحدة احمد فوزي قال ان المفاوضات تتواصل في جنيف بوتيرة سريعة وجيدة ولكن بشكل منفصل. واعرب عن امله في امكانية التوصل الى اتفاق بشأن الهدنة الانسانية التي اصبحت ملحة بسبب تفاقم الاوضاع الانسانية في اليمن. ورجح فوزي تمديد المفاوضات، إلا أن ذلك لم يتحقق على الأرض. وذكرت تقارير أن نبرة التفاؤل التي سادت حتى مساء أمس كان مصدرها إبلاغ المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد لوفد الشرعية بأن هناك تطوراً من الوفد الحوثي خلال ساعات. ومنذ الاحد الماضي سعى المبعوث الخاص للامم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد الى اقناع المتمردين والحكومة الشرعية بإعلان هدنة انسانية خلال شهر رمضان لتكون خطوة اولى في مباحثات السلام. وتنقل بين الوفدين بسبب عدم اجتماعهما في قاعة واحدة مع استمرار الخلافات العميقة بينهما.
مشاركة :