مقالة خاصة: فيروس كورونا يلقي بظلاله على سوق خان الخليلي التاريخي بالقاهرة

  • 4/18/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة 17 أبريل 2020 (شينخوا) يجلس محمد منصور خارج متجر لبيع الهدايا التذكارية بسوق خان الخليلي التاريخي بالقاهرة، يشكو ضعف حركة البيع والشراء في المكان الذي يشكل عادة مقصدا للسائحين من مختلف أنحاء العالم لاقتناء التحف والهدايا. ويقول منصور لوكالة أنباء ((شينخوا)) "مضى أكثر من شهر على دخول آخر زبون لشراء أي هدية". وتابع منصور، ان "السوق الذي كان مكتظا بآلاف السياح أصبح الآن خاليا حتى من المصريين الذين يمكثون في منازلهم لتجنب الإصابة بفيروس كورونا". وأضاف "لمدة خمسة أسابيع لم يدخل جيبي جنيه واحد". وبالنسبة لمنصور، فإن العمل في البازار لم يكن أبدا بهذا السوء مثل هذه الأيام حتى في أيام "ثورة يناير"2011 التي أقصت الرئيس المصري الراحل حسنى مبارك. ولدى منصور طفلان ويعتمد دخله على البقشيش من السياح، والآن لا يملك كما يقول حتى تسديد ايجار الشقة. وتعد السياحة المصدر الثالث للدخل القومي في مصر بعد الصادرات غير النفطية التي وصلت الى 17 مليار دولار وتحويلات المصريين بالخارج التي بلغت أكثر من 26 مليار دولار في عام 2019. وزادت عوائد القطاع السياحي بحوالي 28 في المائة وصولا الى حوالي 12 مليار دولار في السنة المالية 2018-2019 مقارنة ب 9.8 مليار دولار في السنة المالية السابقة. ورغم ذلك، تأثر قطاع السياحة بعد انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) والذي أجبر السلطات على اتخاذ قرارات بإغلاق المطارات والمطاعم والمراكز التجارية والمتاحف والمواقع الأثرية وفرض حظر التجول الليلي. ولدعم هذا القطاع الحيوي، قرر البنك المركزي المصري في 24 مارس الماضي منح المرافق السياحية قروضا مدتها سنتان بالإضافة إلى فترة سماح مدتها ستة أشهر لدفع رواتب الموظفين والاستحقاقات المالية للموردين للمؤسسات السياحية. وخصص البنك المركزي المصري 50 مليار جنيه مصري (حوالي ثلاث مليارات دولار) لتمويل الشركات والمنشآت السياحية التي تحتاج إلى استبدال وتجديد الفنادق وأساطيل النقل السياحي. فيما حذر وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني من تسريح الموظفين في هذا القطاع. وأقر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حزمة مالية بنحو 6 مليارات دولار لتحفيز وحماية الاقتصاد المصري تتضمن دفع مرتبات العمال الماكثين في المنازل وكذلك دفع 500 جنيه شهريا لمدة ثلاثة أشهر للعمالة الموسمية وغير المسجلين في قطاع التأمينات الاجتماعية. ووفقا لتقرير لمنظمة العمل الدولية في عام 2018، فإن إثنين من كل ثلاث وظائف في مصر تتركز في القطاع غير الرسمي. ولا يقتصر خان الخليلي على بيع الهدايا التذكارية فقط، خاصة حول تاريخ مصر القديم، ولكنه سوق يجذب المصريين والعرب والأجانب الذين يأتون لاحتساء الشاي بالنعناع والمشروبات الساخنة والباردة في المقاهي المغلقة الآن والمنتشرة في أزقة السوق الضيقة. وفي أيام مماثلة على مدار العام، بينما يقترب المسلمون من شهر رمضان المبارك الذي سيأتي في 23 أو 24 أبريل بناء على السنة القمرية، يعد السوق الذي يبلغ من العمر قرونا من الزمان مركز الحياة الليلية وتناول الطعام بالإضافة إلى اقامة الشعائر الدينية في اثنين من أشهر مساجد مصر المجاورة للسوق وهما الحسين والأزهر. ويقول كريم عبد الرازق، وهو مرشد سياحي يبلغ من العمر 42 عاما، إن "السياح العرب يفضلون المجيء إلى هنا، خاصة في هذا الوقت من العام، لأن رمضان في مصر يختلف دائما عن اي دولة أخرى". وأضاف عبدالرازق لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن قطاع السياحة الذي شهد في عام 2019 تحسنا كبيرا، يشهد حاليا توقفا كليا منذ توقف حركة الطيران. وتابع "أخبرتني شركة السياحة التي أعمل بها أنها ستوقف المرتبات بدءا من شهر إبريل ومن المتوقع استئناف العمل في فصل الشتاء القادم". أما سناء محمود، سيدة منزل، والتي تعودت على شراء احتياجات شهر رمضان من مفروشات وفوانيس وياميش رمضان فقد قررت عدم الشراء من خان الخليلي هذا العام لبعد المسافة عن منزلها. وقالت محمود لـ ((شينخوا)) "لا أريد أن استقل مواصلات لفترة طويلة وصولا للسوق لأني أخشى الاحتكاك مع ازدحام الأشخاص ونقل العدوى". وأوضحت أنها تحرص على طلب احتياجاتها اليومية عبر خدمة التوصيل "الديلفري" ولا تخرج الا عند الضرورة، مشيرة إلى أن عدم الذهاب إلى خان الخليلي هذا العام يقلل من فرحة الاحتفال كل عام بحلول رمضان.

مشاركة :