مقالة خاصة: مبيعات سوق الفوانيس في مصر تتأثر بفيروس كورونا المستجد

  • 4/18/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة 17 أبريل 2020 (شينخوا) تزين سوق الفوانيس الشهير في حي السيدة زينب بالعاصمة المصرية القاهرة، بالآلاف منها قبل أيام من حلول شهر رمضان، لكن المبيعات لا تبدو جيدة هذا العام كما كانت في المواسم السابقة. ويعاني السوق الشعبي من الركود هذا الموسم في ظل الإجراءات الاحترازية التي فرضتها ظروف مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19). ويعد شراء "فانوس رمضان" أحد العادات المصرية القديمة التي تمثل مصدر بهجة للبالغين والأطفال على حد سواء. وفي سوق السيدة زينب، ازدحمت أرفف المحال ومنصات البيع بأشكال متنوعة من "فوانيس رمضان" سواء التقليدية الكبيرة التي تستخدم لتزيين الشوارع وأبواب وممرات المقاهي والمطاعم والفنادق، أو الصغيرة المفضلة للأطفال. وقال بائع الفوانيس الثلاثيني مؤمن ممدوح، الذي يعمل في هذه المهنة منذ الطفولة، إن سوق الفوانيس يعاني من الركود هذا الموسم بسبب حظر التجوال المسائي في البلاد بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. وفقد السوق الكثير من عملائه هذا الموسم في ظل الإغلاق المؤقت لجميع الأماكن الترفيهية والمطاعم والفنادق ومراكز التسوق بسبب فيروس كورونا المستجد. وتفرض السلطات المصرية ضمن اجراءات احترازية أخرى، حظرا للتجوال في المساء سيتواصل حتى 23 أبريل الجاري، ومن المتوقع استمراره خلال شهر رمضان الذي يبدأ بعد أسبوع. وقال ممدوح لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "مبيعات الفوانيس هذا العام أقل من نصف مبيعاتنا في المواسم السابقة، لأننا اعتدنا أن نفتح طوال اليوم قبل شهر رمضان ولكننا الآن نغلق في الوقت الذي كنا نبدأ فيه العمل سابقا". ويتم استيراد معظم الفوانيس الحديثة الشبيهة بلعب الأطفال من الصين. وعلى الرغم من توقف الاستيراد بسبب فيروس كورونا، الا أن الفوانيس الموجودة بالسوق المصري وصلت قبل الأزمة أو كانت بالمخازن منذ الموسم الماضي، بحسب ممدوح. وقال ممدوح، "نحن نتفهم خطورة الوضع ونهتم أكثر بمكافحة هذا المرض، ونأمل أن تنتهي هذه الأزمة قريبا في العالم أجمع". ويرجع تاريخ الفوانيس التقليدية المصنوعة من الزجاج والصفيح أو المعدن والتي تضاء بالشموع إلى عصر الخلافة الفاطمية قبل مئات السنين، حيث كانت تستخدم في إضاءة شوارع مصر، قبل أن يتم استخدامها لاحقا للزينة أو كلعب للأطفال في مساء رمضان. وقال رشوان عبد الحافظ، وهو صاحب ورشة لصناعة الفوانيس التقليدية بحي السيدة عائشة بالقاهرة، إن أزمة فيروس كورونا لم تؤثر على عمله وحده "ولكنها تسببت في ركود العديد من الصناعات في جميع أنحاء العالم". وأضاف عبدالحافظ لـ ((شينخوا))، "في هذا الوقت من العام كنا نعمل ليلا ونهارا قبيل شهر رمضان بسبب الطلب المتزايد، ولكن مبيعاتنا هذا العام أقل بحوالي 40 بالمائة تقريبا من المعتاد". ولحسن الحظ فقد باع عبد الحافظ قبل بدء الأزمة بعض إنتاجه من الفوانيس إلى محافظات أخرى والبعض الآخر إلى تجار من السعودية والكويت والأردن ودول عربية أخرى. لكن عبدالحافظ يخشى عدم تمكن هؤلاء التجار من بيع معظم الفوانيس هذا العام، وهو ما قد يؤثر على مبيعاته في العام المقبل أيضا. وعلى الرغم من الغلق الجزئي في مصر، إلا أن بعض المصريين مازالوا يقبلون على شراء الفوانيس المحلية المصنوعة من الزجاج الملون والصفيح أو المعدن لتزيين المنازل والشوارع أو شراء الفوانيس صينية الصنع التي تصدر أغاني رمضانية وغيرها للأطفال. وقالت أمل، وهي سيدة في الـ 50 من عمرها كانت برفقة حفيدتها الصغيرة في سوق الفوانيس، "لقد جئت إلى السوق لشراء الفوانيس ولكنني أخذت كل الاحتياطات كما ترى، فأنا وحفيدتي نرتدي الأقنعة الطبية (الكمامات) ولدي زجاجة مطهر من الكحول ومناديل مبللة". وأضافت مبتسمة، "أنا شخصيا أفضل الفوانيس التقليدية يدوية الصنع، لكن الأطفال يحبون الفوانيس الصينية لاحتوائها على الأغاني والألوان والأضواء المبهرة، لذلك فأنا أشترى كلا النوعين".

مشاركة :