نحن نعرف ان العلاقات الامريكية الصينية تمر بمرحلة سيئة من الاتهامات المتبادلة في ظل تفشى وباء كورونا لكن منذ الاربعاء الماضي اخذت هذه الاتهامات مسار جديد وخطير بمحاولة اثبات مسؤولية الصين عن انتشار الفيروس وتحميلها جميع التعويضات من الخسائر البشرية والمادية قبل الخوض في ذلك السيناريو سنتعرف اولا على الظروف التي دفعت ترمب او الادارة الامريكية لذلك. لقد ارتكب ترمب عدة اخطاء في مواجهة جائحة كورونا في الولايات المتحدة لدرجة ان غريمته السياسية نانسي بيلوسي طالبت المجتمع الامريكي الى عدم متابعة مؤتمراته الصحفية عن كورونا ومتابعة بدلا منه اراء الخبراء والعلماء وانتقدت استراتيجيته في مكافحة كورونا متهمة اياه بالتسبب في كارثه لم يكن لها داعِ وترامب يشعر انه لو تحمل اخفاق امريكا في مواجهة ازمة كورونا يعني ذلك مستقبله السياسي و عدم الفوز بفتره رئاسية ثانية . اذن يجب ان يكون هناك خطة جهنمية لا اعرف هي وليدة بنات افكاره ام ممن حوله المهم الخطة مبنية على محاولة اثبات ان الصين سبب تلك الجائحة العالمية ليصل الى السيناريو المرسوم للصين وقد بدا ذلك السيناريو في امريكا من خلال هجمة شرسة في الاعلام الامريكي خاصة صحف واشنطن بوست و فوكس نيوز اللتان نشرتا تقريرين على التوالي تتهمان بكين بنشر كورونا. محسن عقيلان يكتب : صيحة الفجر واستخلاص العبر الاولى واشنطن بوست كشفت يوم الاثنين الماضي عن برقيات دبلوماسية من الخارجية الامريكية حذرت واشنطن في عام 2018 من مخاوف بشان اجراءات السلامة المتبعة في مختبر أبحاث بمدينة ووهان الصينية وهو نفس المختبر المستهدف. بعدها بيومين ذكرت شبكة فوكس نيوز يوم الاربعاء 16-4-2020 في تقرير حصري ان فيروس كورونا ليس بيولوجي لكنه انطلق من مختبر ووهان اثناء عملية لاختبار فيروس تخللها خطأ ورط العالم “انظر الى المكر بين السطور” – ليس بيولوجي ولكن عن طريق الخطا تسرب – وكان هناك ايضا على الطريق كبش فداء عندما اتهمت منظمة الصحة العالمية انها تأخرت في التحذير من خطر فيروس كورونا واتهمها بالتواطؤ مع الصين . وتلقف ترامب تقرير فوكس نيوز وصرح اننا على علم بتلك التقارير ونجري تحقيقا شاملا انظر ترامب يريد نقل المعركة للملعب الصيني من خلال اثبات التهمة بان الصين سبب الوباء العالمي . وقد بدأت الخطوة الاولى باثبات ان نشأة الفيروس من الصين وليس بيولوجي لكن عن طريق الخطا ليكون مقبول عالميا . واكد تلك النغمة الجديدة رئيس هيئة الاركان الامريكية مارك ميلي عندما قال ان الفيروس نشأ طبيعي ولم يتم تخليقه ، والمرحلة الثانية من السيناريو بدا بالفعل في ولاية فلوريدا عندما تم جمع 5000 توقيع من المواطنين الذين أصيبوا بالفيروس او فقد احد من اقربائهم ايضا مجموعة جيرمان للمحاماة التي وقعت دعوي في فلوريدا وارسلت بيانات لموقع فويس اوف امريكا ، انهم معنيون بكل من تضرر من الوباء الصيني وتناولت في البيان النشاط التجاري للصين وتجارة الاسواق الرطبة . ايضا هناك دعوة مقدمة من مجموعة فريدوم ووتش الامريكية وشركة باز فوتوز في تكساس تطالب 22 تريليون تعويض من الحكومة الصينية والرئيس الصيني ووزير الدفاع ومعمل ووهان للفيروسات ومديره تشي زنغلي . نلاحظ ان القضية متدحرجة ولا استبعد ان يكون هناك تسهيل قانوني بسن الكونجرس تشريع يسمح ب ملاحقة الصين قضائيا كما حدث في قانون جاستا لمقاضاة السعودية على احداث 11 سبتمبر وتخطط الولايات المتحدة بعد ذلك بتجميد أصول و اموال الشركات الصينية المملوكة للدولة لإجبار بكين على دفع التعويضات و الولايات المتحدة مجهزة السيناريو التالي وهو تدويل القضية للاحتكام للقانون الدولي لكي تعوض الصين العالم بسبب مسؤوليتها عن تفشي الوباء عالميا . محسن عقيلان يكتب: مفاجآت النظام الدولي الجديد كل ما سبق تم من قبل الولايات المتحدة ماذا في جعبة الصين للرد على ذلك لان التعويضات و ارقامها ستكون مدمرة للاقتصاد الصيني و تكون الولايات المتحدة ردت الضربة بشراء الصين لأغلب اسهم الشركات العالمية في الصين بأرخص الاثمان و التقديرات الاولية للتعويضات وحسب الادعاءات الأمريكية 1.3 تريليون دولار فقط لتعويض 5000 مواطن امريكي والاعداد اليوم تصل ٦٥٠٠٠٠ امريكي متضرر لكن على الجانب الاخر الى هذا الحد الصين ضعيفة لكى تبتزها امريكا لنرى ما فى جعبة الصين. 1- تحظى الصين بتعاطف ورضا افريقيا و اوروبا الشرقية و شعوب الدول التي تتلقي المساعدات بالإضافة الى دول الحزام والطريق . 2 – منظمة الصحة العالمية الفيصل وحجر الاساس في اي تحرك دولي وموقفها واضح من الصين وهو ما اغضب امريكا و نادت بعدم الدعم وضرورة عمل اصلاحات داخل المنظمة الدولية. 3- في اي معركة سياسية سيلجأون الى مجلس الامن والصين من ضمن الدول الخمس صاحب حق الفيتو بالإضافة لدعم روسيا في المجلس . 4- اي استقطاب دولي في هذه المعركة سيصعد اجواء الحرب الباردة وسياسة التكتلات التي لا يريدها ترامب بسبب تراجع النفوذ الأمريكي. 5- ستلجأ امريكا اخر المطاف الى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية واي قرار يصدر لن تنفذه الصين وستضمه لمجموعة القرارات الدولية الغير قابلة للتنفيذ . 6- في حالة ان الصين وجدت نفسها في الزاوية لن تجد امامها الا الخيار العسكري وهي دولة نووية وليست لقمة سائغة لكي تفرض عليها امريكا شروطها. من كل ما سبق نجد ان السناريوهات الامريكية والمخططات و المؤامرات التي تحاك ضد الصين مجرد اوهام ترمبيه، لا تعدو ان تكون زوبعة في فنجان ، وسياسة الهروب من الازمات والقاء التهم على الاخرين ، سترتد على ترامب عاجلا أم أجلا و سيتم اتهامه بالتقصير في مواجهة ازمة وباء كورونا في امريكا واعداء الداخل بالمرصاد.
مشاركة :