قبل البدء في الحديث عن المسيرتين فوق مبنى الكرملين صباح الاربعاء السابق . هناك تساؤلات كثيرة فرضت نفسها . من اين انطلقتا. اذا من الاراضي الاوكرانية فحجمهم لا يتناسب مع طول المسافة واذا انطلقتا من داخل روسيا فهذا يثبت وجود اذرع لاوكرانيا على الارض الروسية . ومن حيث طريقة اسقاطهما لم تتضح . اذا من خلال الدفاع الجوي المحيط بالكرملين ام تم تفجيرها داخليا بصفة متعمدة قبل وصولها للمبني من خلال المشغل . ام تم السيطرة عليهما الكترونيا و التخلص منهما عن بعد . و التساؤل الاخر حجم الحطام القليل و عدم تضرر قبة البرلمان . كل تلك اسئلة تحتاج لاجابات . لكن ما يهمنا الان هو ردة الفعل الروسي و طريقة الرد . و ربط ما سبق بما ورد في تسريبات وثائق وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون و تصوراتها لوقف الحرب في اوكرانيا عن طريق ضرب الكرملين . و التخلص من بوتين او التخلص من زيلينسكي و التساؤل الخطير هل حقا هناك توجه لتنفيذ تلك التسريبات . ام كل ما ذكر تفاصيل وان ما يجري من تحت الطاولة اخطر واعمق بين القوى العالمية .سنؤجل الاجابة بعد الانتهاء من تحليل الضربة . في اعتقادي اذا كانت كييف من ضرب الكرملين فهناك رسائل ارادت ايصالها تضاف الى الغموض الاستراتيجي من طرف كييف بعدم الاعتراف و الاحتفال بها داخليا فقط . و اذا كانت بدون علم امريكا فهذا تكتيك اوكراني خطير ستحاسب عليه . و اذا بعلمها فهناك رسائل امريكية اوكرانيا مشتركة . واذا كانت بعمل داخلي من روسيا من المعارضين للحرب فالامر صعب على بوتين . و اذا كانت من الداخل بتحريض اوكراني فاذرع اوكرانيا طويلة في الداخل الروسي . واذا كانت عمل امريكى كامل فهو خروج عن النص و لنستعد للمواجهة . و اذا كانت الخطة امريكية و التنفيذ اوكراني فقد تم ايصال رسائلهما المشتركة. بعد كل ما ذكر ما هي خيارات روسيا للرد . ١ – رد عنيف بضربات نووية تكتيكية لتدمير كييف و المنشأت الحيوية وشل القيادة . و هذا امر مستبعد لتعارضه مع سياسة روسيا الباردة للرد . ٢ -تنفيذ التكهنات والمطالبات باغتيال زيلينسكي وهذا يتعارض مع التصريح العلني لرئيس وزراء اسرائيل الاسبق باخذ تعهد من بوتين بعدم قتل زيلينسكي. ٣ – جر موسكو لطاولة المفاوضات بسقف مطالب اقل من السابق وهذا صعب على مستقبل بوتين السياسي امام شعبه . ٤- احتفاظ موسكو بوتيرة الحرب الحالية وتجرع الضربة و زيادة عدد الضربات بالمسيرات الانتحارية . وهذا الاحتمال الاقرب للصواب. ولكي نجيب على تساؤل ان الضربة تمت بدون موافقة امريكية سيكون التكتيك الاوكراني خطير و مكشوف بغرض تسريع المواجهة الشاملة . و توريط امريكا بحرب مباشرة و مدمرة . لكن لو تمت بعلم امريكي سيكون هناك اكثر من تحليل . الاول ان امريكا تريد ارسال رسالة ان كييف تمتلك اسلحة حديثة و منظومات تشويش و تخفي متطورة تستطيع الوصول لغرفة نوم بوتين . اما التحليل الثاني المتشائم ما ربطوه بتسريبات الوثائق الامريكية و السيناريوهات الاربعة لانهاء الحرب . و احد هذه السيناريوهات هو التخلص من زيلينسكي . لكن ماذا لو كانت الضربة من صنع روسي مخابراتي لتكون مبرر لضربة روسية شاملة و مبرر لاغتيال زيلينسكي . رغم كل ما سبق الحرب الروسية الاوكرانية طالت و الخسائر من الطرفين كبيرة و لايوجد بصيص امل لانهاء القتال . و تأثيرات الحرب على العالم اجمع واضحة . اذا يجب ان يكون هناك طريقة ما للتعجيل بانهاء تلك الحرب المدمرة لجميع الاطراف لكن لا يوجد نقاط ممكن الالتقاء عندها . روسيا ضمت القرم في ٢٠١٤ والان تجتاح اقاليم شرق و جنوب اوكرانيا واعترفت باعلان استقلال الاقاليم الاربعة لوغانسك ودونيتسك وخيرسون و زابوريجيا . اما من الجانب الأوكراني فهناك رفض بفكرة التفريط باي شبر من اراضيها و الناتو لا يريد مواجهة مباشرة مع روسيا . اذا ما الحل. حسب سير الاحداث وطريقة و حجم و توقيت و نوعية المساعدات العسكرية . بدأنا نشعر ان هناك تفاهمات غير مكتوبة بين الاقطاب الدولية امريكا و الصين و روسيا بعدم المواجهة المباشرة و تقاسم مناطق النفوذ في العالم . حسب القرب و البعد و الاهمية الجغرافية الاستراتيجية لاحد الاقطاب و حجم الخسائر المتوقعة في الارواح و حجم المعدات المحرمة داخل المنطقة المستهدفة . وامكانية التفاهم غير المكتوب على المقايضة بين المناطق المتنازع عليها تبعا لنسبة اهميتها لاحد الاقطاب. و هذا ما سنراه في الحلول القادمة في كثير من الملفات الساخنة مثل اوكرانيا و سورية و اسرائيل وفلسطين وايران والسودان وليبيا وتايوان ومناطق اخرى لا يتسع المجال لذكرها. كل ذلك بخسائر مقبولة مع وجود عمليات جراحية إذا لزم الامر لمنع اي مواجهة نووية لكن إذا لم يتم صياغة نظام عالمي جديد فالمواجهة النووية اتية لا محالة.
مشاركة :