«الأخطاء الطبية».. قاتل طليق يحصد الأرواح البريئة بصمت

  • 6/20/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الأخطاء الطبية قاتل صامت يجوب أرجاء عدة بالمملكة متخفيا خلف أشخاص يرتدون ثيابا بيضاء، يخلف وراءه ضحايا أبرياء إما وفاة أو إعاقة أو ضرر بالغا، فلا يستثني أحدا، ولا يفرق بين كبير وصغير أو رجل وامرأة، يتكئ في ارتكاب جرائمه على عامل النسيان، وعدم وجود من يقف له بالمرصاد، فالاحصاءات عن آثاره الدامية خجولة لا تشفي غليل الظامئين، متسترا بجنح التساهل حينا وطول فترة التحقيق في وقائعه حينا آخر، فبينما يخفت صوت إحدى ضحاياه، حتى نكاد ننسى مع خفوتها ما اقترفته يداه حتى تظهر جريمة أخرى لتوخز ضميرنا. الحرمان من الإنجاب وقد توقف قطار الأخطاء الطبية في محطات كثر في عدد من مدن وقرى المملكة ففي الأحساء طالبت مواطنة الجهات المختصة بإنصافها مما اعتبرته خطأ طبيا تعرضت له خلال خضوعها لعملية قيصرية في أحد المستشفيات، أدى إلى استئصال جزء من الحالب وتسبب في عدم التحكم في البول، وحرمها من الإنجاب -على حد قولها. وفي الجبيل توفيت سيدة سعودية وطفلتها الوليدة، إثر إجرائها لعملية ولادة قيصرية، بينما في الأفلاج تجري تحقيقات موسعة حول الاشتباه في وقوع خطأ طبي تعرضت له امرأة خمسينية بعد إجراء عملية استئصال مرارة بالمنظار أدى إلى وفاتها. اغتيال البراءة ولم تشذ نجران عن قاعدة الأخطاء الطبية، التي اغتالت براءة سولاف ذات الثلاثة أعوام، التي ذهبت إلى المستشفى إثر خاتم ابتلعته، ورغم دخولها أروقة مستشفيين في المنطقة سيرا على قدميها إلا أنها توفيت بعد إجراء عملية لها. وفي جازان فقد أشغلت قضية رهام الحكمي ضحية الدم الملوث بـ»الإيدز»، قبل عامين الرأي العام لفترة ليست بالقصيرة، بعد نقل دم ملوث لها بالإيدز، حيث ترتب على هذه القضية إعفاء مدير صحة جازان وعدد من المسؤولين في صحة المنطقة، وأصدرت الهيئة الطبية الشرعية في منطقة جازان، مؤخرا حكمًا نهائيًا يقضي بتعويض رهام بمبلغ 500 ألف ريال. أما الطفلة «سكينة المهنا» فقد تعرضت لخطأ طبي كاد يتسبب في بتر يدها، وذلك بعدما دخلت مستشفى بالقطيف للعلاج من الالتهاب الرئوي، حيث قرر الطبيب وضع محلول لها بيدها اليسرى، فأصيبت الطفلة بجلطة إثر محاولات فاشلة لتثبيت الإبرة. وفي القطيف أيضا كان الخطأ الطبي من نصيب أحد المقيمين الذي قضى نحبه، إثر تقصير أخصائية أطفال في منشأة صحية خاصة، في التعامل مع حالته، حيث أصدرت الهيئة الصحية الشرعية الإضافية بالقصيم، قرارا يقضي بتغريم الأخصائية مائتين وعشرة آلاف ريال، دية الوفاة. وفي بيشة اغتال خطأ طبي فرحة انتظار محمد الأكلبي لفترة 13 عاما لولادة زوجته، إذ أجريت عملية قيصرية لها، تسببت في وفاة توأم. قماش في بطن مريض أما في جزيرة فرسان فالخطأ الطبي كان نادرا من نوعه، إذ تفاجأ الأطباء بعد إجراء الفحوص والأشعة لشاب يدعى إبراهيم محمد أبكر بقطعة قماش داخل بطنه نسيها الطبيب الذي أجرى له عملية جراحية، عقب تعرضه لحادث مروري تطلب وقتها تدخلًا جراحيًا. وبالعودة للأحساء مرة أخرى فقد اتهم مواطنا مستشفى حكوميا بالتسبب في وفاة مولودته، جراء التعامل بإهمال مع زوجته أثناء الولادة، ما تسبب في وفاة المولودة. يتيم الأخطاء الطبية ويعيش الطفل محمد بن ماجد القرني مع عمه في بيشة بعد فقدانه والديه إثر أخطاء طبية، فتوفيت والدته جراء خطأ طبي بأحد مستشفيات المنطقة عندما أُجريت لها عملية تكميم معدة أواخر عام 2009، وفي عام 2010 لحق الشاب ماجد القرني بزوجته في خطأ طبي آخر منفصل بمستشفى خاص شهير في محافظة جدة عندما دخل المستشفى يشكو من آلام بأسفل الرقبة وخرج منه متوفى. وفاة 129 خلال عام وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة عن عدد المتضررين من أخطاء الأطباء، إلا أن تصريحا لأحد مسؤولي وزارة الصحة منذ أربعة أعوام كشف عن أن القرارات الخاصة بإدانة أخطاء طبية وصل إلى 670 حالة في 2009، فيما بلغ عدد القرارات الصادر بها إدانة للحق الخاص 51 وبالحق العام 130، من خلال 18 هيئة صحية شرعية».وكانت تحقيقات وزارة الصحة كشفت عن وفاة 129 شخصًا نتيجة الأخطاء الطبية خلال عام واحد. وأوضحت الوزارة في تقرير لها حينها أن الحالات المعروضة على مراكز الطب الشرعي بلغت 2502 حالة، وتشريح 555 جثة، والحالات المعروضة على الهيئات الصحية بلغت 1356 حالة، وصدر فيها 650 قرارًا من الهيئات الصحية، لافتةً إلى أن عدد الجلسات بلغ 1598 جلسة. واحتلت جدة المقدمة بـ 287 حالة معروضة، وصدر فيها 108 قرارات من الهيئة الصحية في جدة، تلتها الرياض بـ 280 حالة معروضة، وصدر فيها 130 قرارًا من الهيئة الصحية في الرياض.

مشاركة :