إعصار «الفوسفين القاتل».. حاصد الأرواح الطليق

  • 3/9/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا يزال مبيد الفوسفين القاتل يحصد أرواح الأبرياء في جدة، وأزهق حتى الآن أكثر من 23 حالة في أنحاء المحافظة، كانت آخر القضايا المسجلة التي أسهم المبيد القاتل في وفاتها فتاة من الجنسية الافغانية (16 عاما)، إلى جانب إصابة ستة أشخاص في حوادث متفرقة جراء استنشاقهم مبيد الفوسفين. أزهق المبيد على مدار الاعوام الثلاثة الماضية أرواحا عدة، منها الطفلة رازان مروان الحربي، وشقيقها ريان بعد استنشاقهما مبيد الفوسفين، فيما سبقهما وفاة طفلة في الثانية من عمرها، فيما نقلت أسرتها وعاملتهم المنزلية للمستشفى لتلقي العلاج وهم في حالة إعياء شديدة وتم ادخالهم غرفة العناية المركزة لمباشرة علاجهم. حالات الوفاة بالمبيد القاتل شهدت كذلك وفاة سوداني وامرأة كانت تقيم مع شقيقها اثر استنشاقهما مبيدا حشريا في المنزل بحي الهنداوية، كما شهدت وفاة الطفلين المصريين آلاء ودعاء وطفلين آخرين من الجنسية اليمنية هما إسماعيل (أربع سنوات)، وفاطمة (عام وثلاثة أشهر)، بالإضافة الى وفاة ممرضة فلبينية، كما أصيب جراء استنشاق الفوسفين أربعة عمال من الجنسية البنغلادشية في حي مشرفة، بعد ان تم رش البدروم الذي يسكنونه والتابع لمجمع شقق مفروشة، فيما توفي طفلان دانماركيان، وأصيب والداهما في السلامة، فضلا عن وفاة الطفلين عبد الله وأحمد (إرتيريين)، فيما أصيب سبعة أشخاص من نفس الأسرة كانوا يسكنون مبنى سكنيا بحي الصحيفة. حجم الضرر اعصار الفوسفين القاتل لم يهدأ في جدة في ظل عدم تقدير حجم الضرر الناتج من مادة فوسفات الألومنيوم والذي يستخدم كمبيد حشري في ظل عدم توفر الاحتياطات الضرورية، والقيود التي تحد من بيعه في المحال التجارية دون ضوابط تحمي أفراد المجتمع منه، ما جعله يتحول من مادة كيماوية إلى قاتل طليق يهدد أمن الأسر الآمنة في منازلها، لتتسلل رائحته إليهم عبر قنوات الصرف الصحي وفي الهواء وتدخل المنازل بلا استئذان. هذه المادة التي تسببت في وفاة نحو 23 شخصا في جدة أغلبهم من الأطفال، تعد من المواد المصنفة كأحد أخطر المواد الكيماوية وتعرف بأسماء تجارية عدة بحسب بلد المنشأ ومنها: سيلفوس، يونايتد فوسفورس، فوستوكين، فيوميفوس، وتتسبب في القتل عندما يتفاعل مع الرطوبة، كما يرجح أنها (أي الرطوبة) أحد الأسباب المهمة لتركز الوفيات في مدينة جدة. وكان الخبير الامني اللواء متقاعد عبدالله بن حسن جداوي، أكد ان خطورته تكمن في سرعة انتشاره دون وعي أو إحساس بمن حوله حتى يتشبع الجو بغاز الفوسفين، ومن ثم استنشاقه وعندها تحدث الاصابة والوفاة، كون هذا الغاز عديم الرائحة في الأصل إلا أن الشركات المصنعة له أضافت روائح صناعية ذات رائحة كريهة للدلالة على انتشار الغاز، وقال رصد منذ سنوات قليلة وجوده في منافذ بيع عادية مثل البقالات و محلات الخردوات ويباع بسعر زهيد لا يتجاوز 10 ريالات للعبوة العادية، ويضيف يفترض ألا يستخدم هذا القاتل إلا وفق إجراءات احترازية ووقائية صارمة للحفاظ على الأرواح. وزارة التجارة بدورها دعت على لسان الهرم الأعلى فيها وزير التجارة بضرورة الإبلاغ عن بائعي المبيد القاتل داعيا، الجميع للإبلاغ عن أي محل يبيع هذه المادة بالاتصال على الرقم 8001241616. استخدام آمن عكاظ بدورها، بحثت في كيفية بيع مثل هذه المبيدات الحشرية وكيفية الرقابة عليها واماكن بيعها، حيث أشار عدد من المختصين الى انها تباع في عدة مواقع منها مواقع بيع المبيدات الحشرية وبعض محال بيع ادوات النظافة، حيث يقوم بعض الباعة من جنسيات آسيوية بوضعها في عبوات صغيرة تباع بأسعار زهيدة، ولا تحوي أي تحذير من خطورتها او طريقة استخدام آمنة، وهو ما تجاهد الجهات الامنية حاليا للحد منه من خلال الرفع للجهات المعنية في سبيل حظر بيع هذه المبيدات الا في مواقع مسموح لها بممارسة النشاط ووفق اليه وعلى أيدي مختصين. حوادث وفيات وبين خالد المزين خبير في المجال الزراعي أن المبيد الحشري الذي تسبب في حوادث الوفيات بجدة يستخدم عادة في المزارع والمستودعات الكبيرة و المخازن خاصة بالتمور والحبوب وهو يحتوي على مركب Alluminum phosphate وهو مبيد زراعي يباع على شكل حبيبات، وقال يتم للأسف تداول المبيد بين الناس يتم بعد التأكيد على انه مبيد فعال لكونه مبيدا قاتلا لا يجب استخدامه الا من قبل المختصين وفي مجالات محدودة، ويضيف استخدامه يجب ان يكون في موقع مقفل من دون فتحة تهوية، كما انه يتفاعل ويطلق أبخرته عند تعرضه للرطوبة، وزاد على العبوة عدة تحذيرات يجب الاطلاع عليها من قبل المستخدم الذي يجب ان يكون مختص بمجاله، وأتمنى من الجهات المعنية اصدار قانون يمنع بيعه الا في مواقع معينة تخضع للإشراف من قبل الجهات المعنية ووفق اجراءات نظامية معينة منعا من تزايد حالات الوفاة. بدروه أشار المهندس خالد الوكيل وهو مشرف على أحد محال بيع المنتجات الزراعية والمبيدات، الى أن المؤسسة تمنع بيع المبيدات الشديدة السمية على الشخص العادي، وقال رفض المحل أن يبيع نفس المبيد على عدة أشخاص ليس لهم أي علاقة بالشركات الزراعية كون المبيد سما قاتلا. وأضاف يجب ارتداء ملابس وكمامات واقية عند استخدامه، ولا يتم استخدامه الا في منطقة جيدة التهوية ويجب عدم استنشاق الابخرة الصادرة من المبيد كونه خطرا حقيقيا على حياة الانسان والحيوان، خاصة أن التفاعل الكيمائي يبدا بعد ساعتين الى اربع ساعات من لحظة تعرضه للهواء، وأن هذا المبيد الحشري يتفاعل مع الرطوبة ليشكل غاز الفوسفين -المادة المتبخرة- حيث إن كل 3 ملليجرام -أي ما يعادل قرصا واحدا- قادر على قتل طفل. 22 نوعا بدورها حددت وزارة الزراعة 22 نوعا يطبق عليها قرار الحظر الساري المفعول ومنها مبيد فوسفيد الألمنيوم الذي تسبب في عدة وفيات بشرية مؤخرا بعدما استخدمه البعض في الرش المنزلي، وتم على اثر ذلك تغريم أربع شركات مستوردة للمبيد بمبلغ 240 ألف ريال، مع شطب تسجيل المبيد لهم نهائيا. وشددت الزراعة على أنه في حالة بيع المبيد بالطرق العادية فإنه يلغى تسجيل المبيد مباشرة وتحال المخالفة للجنة العقوبات في الوزارة لاتخاذ العقوبات اللازمة. وأوضحت أنه لا يسمح بعرض المبيد أو بيعه لأي شخص، ويتم استخدامه من قبل الشركة أو المؤسسة المستوردة له في الأماكن المسموح باستخدامه فيها مثل المخازن والمستودعات، ومن قبل فريق فني مختص، وتتحمل الشركة جميع ما يترتب على الاستخدام الخاطئ للمبيد أمام السلطات المختصة، وفي حالة طلب إذن استيراد للمبيد يتم تزويد إدارة الخدمات الزراعية بالوزارة بما يثبت استنفاد الكميات المستوردة سابقا. وتشمل المبيدات المحظورة: بروماديولون، كاربوفيوران -سائل-، كلوربايريفوس، ايثيوبروفوس، كلور، ديمتون اس ميثيل، دايكلوفوب ميثيل، دايكوفول، دايمثويت، بينوميل،مانكوزيب، اندوسلفان، تيتراديفون، زينيب، ميثوميل، بروبارجيت، بروبكسر، كونتوزين، سيمازين، مثيوكارب، ميثوكسيكلور، اوكسي ديمتون ميثل. ويأتي قرار المنع ضمن الإجراءات التي تتخذها الوزارة في تداول هذا النوع من المبيدات، واستنادا إلى نظام المبيدات لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/67 وتاريخ 14/11/1427هـ ولائحته التنفيذية وما جاء في المادة 5 من النظام.

مشاركة :