مصـاب يـروي تجربتـه مـع فيـروس «كـورونـا»

  • 4/19/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

العين: منى البدوي من المطار إلى الحجر المنزلي حتى ظهرت أعراض فيروس «كورونا» عليه.. هذا ما فعله محمد حسام التتري، طالب مواطن يدرس في كندا.ومع انتشار فيروس (كوفيد 19)، وإصابة الآلاف بمرض «كورونا»، وإغلاق الجامعات هناك عاد إلى أرض الوطن.. والده طبيب أطفال في مدينة العين، محمد التتري يروي تجربته ل«الخليج»، والتي تضمنت أحداثاً تم التغلب عليها باتباع الإجراءات الوقائية المحددة من قبل هيئة الصحة، وهو ما ساعده في تخطي المرحلة التي وصفها بالصعبة نفسياً، وأيضاً الأسلوب الاحترافي في التعامل مع الحالات، بالرغم من أن التجربة تعتبر حديثة على الدولة.وبالرغم من الشوق لاحتضان ولدهم العائد من كندا، فإن اعتبارات الصحة والسلامة للابن وعائلته والمحيطين بهم ساهمت في السيطرة على عواطفهم، والاكتفاء بإلقاء التحية عن بعد، والدخول مباشرة إلى حجرته الخاصة ليتولى مهام التعامل معه شقيقه فقط، وعن مسافة تصل إلى أكثر من مترين، بالرغم من عدم ظهور أي أعراض في البداية.عن تجربته مع الإصابة بفيروس «كورونا»، وكيفية مواجهة المرض وعدم نشره بين أفراد الأسرة قال محمد التتري، اختلفت تفاصيل عودتي إلى الأهل هذه المرة عن غيرها؛ حيث لم يتوجه أي منهم لاستقبالي في المطار، واكتفينا بالاعتماد على سائق الأجرة، بعد أن قمت باتخاذ كافة الإجراءات الاحتياطية، ومنها لبس الكمامة والقفازات، والحرص على عدم لمس أي شيء بالمركبة.وأضاف: بعد الوصول للمنزل، وبالرغم من عدم وجود أعراض، لم أسلم على أي أحد حتى والديّ، واكتفينا بتبادل التحية عن بعد، ومن ثم طلب مني والدي التوجه إلى حجرتي الخاصة التي تتضمن دورة مياه وجميع مستلزماتي، وترك أمتعتي بالخارج، وتحديد فرد واحد فقط من الأسرة يتعامل معي، وقام أخي بتعقيم أمتعتي بمادة الكحول، وتركها فترة ومن ثم إحضارها لي أمام الغرفة؛ لأقوم بنقلها إلى داخلها، وكنت أحياناً أخرج من الغرفة لأجلس على طاولة خاصة بي بعيدة عن الأهل لأتناول الطعام.وقال بعد أيام تعرضت لوعكة صحية، وأخذت الدواء اللازم وتعافيت، وطلب والدي مني خلالها عدم مغادرة الغرفة أبداً، وبالفعل مكثت فيها طوال تلك الفترة، حتى الطعام كان أخي يحضره لي عند الباب فقط، مع الأخذ في الاعتبار ارتداء الكمامات والقفازات، إلى أن ظهرت أوائل الأعراض، مثل فقدان حاستي الشم والتذوق، عندها طلب والدي أن أتوجه لإجراء المسح من «كورونا»، وبعد يوم واحد ظهرت النتيجة. احترافية التعامل أضاف التتري: لم أتوقع أن الاحترافية في التعامل مع الأشخاص المصابين تكون على هذا المستوى المرتفع من الرقي والحضارة، وهو ما لا يمكن أن يجده الفرد في أي مكان بالعالم سوى دولة الإمارات العربية المتحدة، التي حرصت قيادتها الرشيدة، حفظها الله، على إحاطة المواطنين والمقيمين على أرضها بكل سبل الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية وغيرها؛ حيث تلقيت اتصالاً من هيئة الصحة، تحدثت من خلاله سيدة بدأت المحادثة بعبارات مطمئنة لتخبرني بعدها «نأسف أن نخبرك بأن النتيجة إيجابية»، وتبعتها بعبارة، اطمئن وسنتعامل مع الحالة وستشفى بإذن الله، مشيراً إلى أن عباراتها المتوازنة بثت في نفسه الطمأنينة، وجعلته يتعامل مع الأمر بارتياح وهدوء دون قلق أو خوف. وأشار إلى أنها طلبت أسماء وأرقام هواتف كل من تعاملت معه، بالرغم من أنني حرصت على عدم الاقتراب قبل ظهور الأعراض من أي فرد في محيط الأسرة أو الأقارب أو الأصدقاء، والاكتفاء بالسلام عن مسافة تصل أحياناً إلى 3 أمتار، وبالرغم من ذلك تم تزويدها بجميع المعلومات، والتي بحسب ما أشارت أنها ضمن الإجراءات الاحترازية. وأخبرتني بخطوات المرحلة القادمة، ومنها سيارة الإسعاف التي ستأخذني للمستشفى، والفحوصات، وغيرها من المعلومات.وبعد التوجه إلى مستشفى العين، فوجئت بحجم الإجراءات الاحترازية الواسعة المتبعة، والتي تشير إلى مدى التقدم الطبي والوقائي في الدولة، وبعد إتمام إجراءات الدخول تم وضعي في غرفة خاصة مجهزة بكافةالمعدات اللازمة، وحظيت برعاية صحية ونفسية فائقة وباحترافية عالية جداً، بالرغم من أن الحالة كانت مستقرة، حيث كان في الأيام الثلاثة الأولى يتم إجراء فحوصات شاملة، وبدأت حاسّتا الشم والتذوق تعودان لي مجدداً، وفي اليوم العاشر أخبرني الطبيب بتحسن حالتي الصحية، وسيتم نقلي إلى فندق دانات العين، وحرص الفريق الطبي والتمريضي على إحاطتنا بكافة المعلومات المتعلقة بالحالة، والفحوصات التي تم إجراؤها، والعلاجات الدوائية التي تلقيتها، بالإضافة إلى تقديم شرح مفصل عن المرحلة المقبلة في الفندق، والتعليمات الواجب اتباعها خلال تلك الفترة.وأضاف، تم نقلي بواسطة حافلة خاصة، مع اتباع كافة الإجراءات الوقائية، ومنها التباعد الاجتماعي والتعقيم، وارتداء الكمامات والقفازات، وغيرها من الإجراءات، خلال الانتقال إلى الفندق تم أخذ الحقيبة لتعقيمها، وخلال تواجدي كانت الممرضة تقوم بزيارتي مرتين يومياً؛ لقياس درجة الحرارة والضغط، والاطمئنان على وضعي الصحي، وأيضاً إجراء مسح من «كورونا» كل بضعة أيام، وبعد 5 أيام أكد الطبيب أنه يمكن أن أغادر الفندق مع البقاء على الحجر المنزلي لمدة أسبوعين من تاريخ آخر فحص إيجابي.

مشاركة :