عكس إطلاق أول حملة وطنية للتوعية ضد الاحتيال المالي، بمشاركات وازنة ضمّت المصرف المركزي واتحاد مصارف الإمارات الذي يضم 53 مصرفاً بالتعاون مع شرطة أبوظبي، وشرطة دبي، قدرة الإمارات ومؤسساتها على مواجهة التحديات والتكيّف مع المتغيرات لإدامة التوازن بين العمل والحياة، وذلك بسبب ريادة الدولة في الثقافة الرقمية.ووفقاً لتقرير من وكالة أنباء الإمارات، ولكونها حملة وطنية للتوعية، يراد لها أن تستمر حتى نهاية العام الجاري، تحت شعار «معاً ضد الاحتيال»، فإن وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، ستنهض بدورها الكبير في زيادة الوعي بكيفية التعرف إلى عمليات الاحتيال وتجنبها، وفي هذا الدور ستوظف إمكانياتها الواسعة في الاتصال والإعلام الحديث، بالشحن المتجدد لبيئة الثقافة الرقمية التي تشكل واحدة من عناوين الريادة الإماراتية على المستوى العالمي.وتأتي خصوصية مبادرة «معاً ضد الاحتيال» من كونها تتصدى لمشكلة ليست مستجدة، وجميع أطرافها موجودون في الفضاء الإلكتروني، فالتحول الرقمي للقطاع المصرفي، وتطبيق الحلول عبر الإنترنت على نطاق واسع، أديا إلى زيادة تعقيد نوعية وحجم الاحتيال المالي والجرائم السيبرانية التي تتحرك في الفضاء الأممي المفتوح، وكان للإمارات سبق الريادة في التصدي لهذه المشكلة الأممية حيث إن أول مؤتمر لجرائم الاحتيال انعقد في دبي في عام 2005.يشار إلى أن مشكلة الاحتيال الإلكتروني تكلّف العالم مئات مليارات الدولارات سنوياً، وهي في ازدياد وتتجاوز القطاع المصرفي إلى العقارات والإنشاءات وكافة أنشطة الأعمال، وساعد ذلك على ظهور خدمات جديدة تسمح بربط المستخدمين مباشرة لتبادل المنافع وشراء الحاجيات أو استئجار الخدمات، والتي شكلت بدورها مرتعاً خصباً لقراصنة الإنترنت.وتشير البيانات الدولية إلى أن أكثر من 5 ملايين سجل ائتماني تتم سرقتها يومياً، ومحلياً فقد سرعت الجهات المختصة من جهودها لمواجهة مثل هذه الممارسات غير القانونية.وتكتسب حملة «معاً ضد الاحتيال» المزيد من مقتضيات الفعالية بالتكامل، كونها جاءت في سياق مبادرات اتحادية ومحلية متتابعة لتمكين الرقابة المركزية على الاحتيال وترسيخ ثقافة المشاركة فيه..فقد سبقها خلال الأيام الماضية إطلاق المنصة الرقمية الموحدة لتسوية رسوم الخدمات الاتحادية والمحلية، وهي التي تقوم من فوق منظومة الدرهم الإلكتروني التي كانت أطلقتها وزارة المالية لتحقيقها قبل تسع سنوات.وكانت الدولة شهدت في الأيام الماضية إطلاق العديد من حملات التوعية والمبادرات الرقمية التي تتسابق في الابتكار ومنها مبادرة «الثقافة عن قرب»، التي أطلقتها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، الأمر الذي يعزز الثقة بقدرة الإمارات على إدامة الريادة في الثقافة الرقمية وتعزيزها بالثقافة الأمنية التي تضمن السعادة المتمثلة في الشراكة الإيجابية والاطمئنان.
مشاركة :