ابن الديرة قبل سنوات قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «منذ عرفت الشيخة هند ويدها بالخير ممدودة، وبالعطاء مبسوطة، وما تخفي من أعمال أكثر مما تعلن». جاء ذلك بعد تعيين سموّه، سموّ الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيسة لمجلس أمناء بنك الإمارات للطعام. هذا القول استدعى التوقّف عنده والتأمّل في تفاصيله، لا سيّما أن قائله قامة إنسانية كبيرة، قبل أن يكون قائداً فذّاً، طوّفت إنجازاته الآفاق، وعرفه الناس في كلّ أصقاع الأرض حاكماً مجدّداً وسياسياً ثاقب الرؤية ومسؤولاً ديدنه الابتكار وثقافته الإبداع. وها هو اليوم يوجّه بحنوّ الزوج، ومحبة الشريك، فتطلق سموّها أكبر حملة مجتمعية وطنية من نوعها لتقديم وجبات الطعام، أو ما يعادلها من طرود غذائية وتموينية لدعم الأفراد المحتاجين والأسر المتعففة في مختلف أنحاء الإمارات، حيث تنظم الحملة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بالتعاون مع «صندوق التضامن المجتمعي ضد كوفيد-19». ليس عجيباً، ولا مفاجئاً، فسموّها سليلة بيت كرم، وسيّدة دار عطاء، وشريكة القائد الخيّر الذي يفاجئ الجميع كل يوم، بإنجاز جديد، هدفه بالدرجة الأولى، إسعاد الناس ورفاهيّتهم. وكانت المبادرة سَبْقاً إنسانياً عظيماً، وها نحن نرى نتائجه بهذا الرقم الضخم الذي لا نظير له، فعشرة ملايين وجبة أو طرد غذائيّ، في شهر الفضائل، تعني أن نقول: هنيئاً للمحرومين، والجوعى، فحياتهم ستكون أفضل، بإذن الله. ومن غير الشيخة هند التي هي أقرب الناس إلى الناس، وأنبل من وجدت لرعاية هذه الحملة الإنسانية في هذه الأوقات الاستثنائية. الأزمة التي يمرّ بها العالم كلّه كادت تعصف بحكومات ومؤسسات رسمية في دول ترفع لواء التفوّق والتقدّم والريادة، فقادتها يختلفون في ما بينهم، على إغلاق هذه المدينة أو تلك، ورفع الحظر، أو إبقائه، وارتداء الكمامات والقفازات، فضلاً عن الارتباك حيال المواد الغذائية والطبية، أمّا في الإمارات، فيمتشق قادتها سيوف الكرم، ودروع العطاء، ويبادرون لمحو القلق وإزالة الخوف، بتوفير كل ما يحتاج إليه الناس، ف«في الشدائد تظهر معادن الرجال، ومعادن المؤسسات، ومعادن المجتمعات، وهذه الأزمة أظهرت معدن دولتنا الأصيل، وروح الخير المتجذرة في الجميع»، كما قال الشيخ محمد. وستمرّ الأزمة، فلا جائع في الإمارات ولا محتاج. وهذا ما أكدته كذلك الشيخة هند بقولها «إن الحملة عمل نبيل يعبر عن أصالة وإنسانية المجتمع الإماراتي، خاصة في أوقات الشدة. ودولة الإمارات أثبتت في أوقات الأزمات أنها قوية ونبيلة». يد الخير ستبقى ممدودة.. وعطاؤها نهر دافق. ebnaldeera@gmail.com