طوَّر فريق بحثي من جامعة خليفة، بإشراف الأستاذ المشارك في الهندسة الكيميائية الدكتور جورج رودريجز، نموذجاً يساهم في معرفة أثر فيروس كورونا على الأفراد، والذي يمثل بدوره خطوة أولى لصناع القرار في فهم العواقب المترتبة على انتشار الفيروس، حيث نشر الفريق مقالاً حول النموذج ونتائجه في نظام الأرشفة الطبية، وهو المنصة الإلكترونية التي تُعنى بأعمال الباحثين في مجال الطب والعلوم الصحية. ويعتبر التنبؤ بالكيفية التي سينتشر بها المرض وعدد المصابين أمراً ضرورياً في عملية التخطيط في مجال الرعاية الصحية وتحديد المتطلبات اللازمة، إضافة لتقييم أثر أي إجراء يتم اتخاذه، حيث تتفاوت الدول حول العالم في استجابتها لفيروس كورونا وفقاً لمدى التقدم التكنولوجي ووفرة المصادر والقوى البشرية، والذي سيحدد بدوره نوع الإجراء المتخذ. حيث يعتمد النموذج على تحصيل بيانات مثل انتشار الأمراض المعدية وتوقيت إنهاء العزل الاجتماعي وعدد وحدات العناية المركزة لكل مليون مريض ومستوى وعي الأفراد بالحماية الشخصية وعدد المخالطات اليومية مع الأشخاص الأصحاء. وبما أن كل دولة لها متطلبات مختلفة، يقوم النموذج بتعديل النتائج حسب البيانات المدخلة والتي تمثل إمكانيات الدولة التي يتم تطبيق النظام عليها. وقام الباحثون من مختلف التخصصات في جامعة خليفة، والمكون من الدكتور جورج والدكتور خوان أكونا، رئيس قسم الأوبئة والصحة العامة والدكتور موريسيو باتون، باحث ما بعد الدكتوراه في قسم الهندسة الكيماوية وجواو أوراتاني، المهندس البحثي، بإضافة بعض الإجراءات على النموذج لتحديد الطريقة الأكثر فاعلية في الحد من انتشار المرض، كما قاموا بتقييم بعض وسائل الحماية الشخصية كالكمامات ووفرة الأسرّة على المستوى العالمي. وقال الدكتور جورج: «تَركز هدفنا على تطوير نموذج فعال وغير معقد في الوقت نفسه، بحيث يمكن تحديثه بمجرد توفر البيانات، واستخدامه كوسيلة تساهم في تزويد السياسات الصحية للأفراد واستراتيجيات الحد من آثار الإصابة بالفيروس». وأضاف: «قمنا باستخدام جميع البيانات المتوفرة والمتعلقة بفيروس كورونا منذ بداية العام 2020. ونهدف إلى تفسير نوعية النتائج، كونها دليل على قدرة النموذج إذا تم تطبيقه بقيم معاملات عالية». ويستعين الدكتور جورج بمنظور كيميائي هندسي في النموذج للتغلب على بعض القيود التي تواجهها النماذج الوبائية التقليدية. قال الدكتور جورج: «تُستخدم نماذج موازنة الجزيئات بشكل كبير في مجال الهندسة الكيميائية، لتفسير تطور مجموعة من الجزيئات، كونها تتغير من حالة كيميائية إلى أخرى. وبذلك، توصلنا إلى أنه بمقدور تلك النماذج أن تفسر عملية التطور بطريقة يمكن من خلالها التنبؤ وافتراض زمن انحراف البيانات عن تنبؤات النموذج». ويعتبر النموذج الذي طوره الباحثون في جامعة خليفة نموذجاً يمكنه التعرف على الأفراد ضمن مجموعات من خلال مرحلة الإصابة بالفيروس والفئة العمرية للمصاب، حيث يُشترط بمجموعة الأفراد أن تكون متنوعة وضمن حدود مغلقة. ويعتمد نموذج جامعة خليفة في التعرف على الأفراد على مراحل الإصابة بالمرض، حيث ينتمي كل فرد إلى واحدة من حالات الاستجابة لمراحل الإصابة الأربعة، في حال ظهرت أعراض الإصابة أو في حال لم تظهر، أو في حال الخضوع للعلاج في المستشفى أو بعد التعافي من المرض. ويؤكد الباحثون أن أفضل ما وصفه النموذج هو مدينة تعتمد على استخدام وسائل النقل بشكل واسع النطاق، والذي دفعهم إلى القيام بعدد من الإجراءات الديناميكية الثابتة على معايير النموذج، وذلك بهدف محاكاة ما قد يحدث للأشخاص في كل مرحلة من مراحل المرض. وأضاف الدكتور جورج: «يعتبر الإجراء الثابت والمبني على المعايير إجراءاً مستداماً، كالإجراء الذي يتمثل في طلب الأفراد بالبقاء في منازلهم للحد من التواصل بينهم. ويبقى السؤال الأهم، في حال تفشي الأمراض المعدية وبعيداً عن الحاجات الإدارية الفورية، كم نحتاج من الوقت لنعود لحياتنا الطبيعية؟ لذلك، قمنا بتقييم التدابير الديناميكية وخاصة المتعلقة في تدابير إنهاء العزل الاجتماعي بعد تحقيق الحد الأدنى من قيم معدل الوفيات، مما مكننا من معرفة المدة التي يستغرقها هذا الإجراء، الأمر الذي يعد محط اهتمام القطاع الحكومي والهيئات المحلية بشكل كبير، كونها بحاجة لمعرفة الوقت الذي يمكنها فيه إنهاء إجراء العزل». وقام فريق الباحثين بدور بارز في إنشاء نموذج قادر على رفد الباحثين وهيئات الصحة بالمعلومات المفيدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حالات انتشار الأوبئة، كما أكدوا على أهمية تحديث البيانات، والحاجة لتطوير النموذج باستمرار وبالاستعانة ببيانات أكثر دقة، بهدف إيجاد الحلول المناسبة للوباء. ويحظى هذا النموذج بميزة رئيسة وهي تعزيز أطر التعاون بين القطاع الأكاديمي وواضعي السياسات والقطاع العام، حيث أشار الدكتور جورج لذلك قائلاً: «يعد التواصل الفعال بين قطاع الرعاية الصحية والأنظمة الصحية والمؤسسات العلمية واحداً من أكبر التحديات التي تواجه مجالي العلوم الصحية والصحة العامة. لذلك، يتعين علينا اتخاذ الإجراءات الفعالة وفي الوقت المناسب، والذي يتطلب استراتيجيات لتبادل البيانات، واستخلاص المعلومات والمعارف ونشر ها، بغية تحقيق التنفيذ الفعال لهذه الإجراءات».ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :