أم على قلوبٌ أقفالها

  • 4/21/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تخرج شخصية على قناة فضائية والمفترض أنها متعلمة ونهلت من العلم، والعلم نورٌ للعقول كما يُشاع، وتقول : " يجب أن يتوقف هؤلاء المتشددين والصحوين عن بث رسائلهم السلبية بشأن كورونا وتصويره على أنه عقاب من الله ولينظرو لنواحي العلمية". أليس هذا دليلٌ على افتقارها للثقافة الدينية وقلة البصيرة والتخبط الفكري؟ أن يصدر هذا الكلام عن مسيحي أو يهودي أو ملحد أمرٌ شائع ومعروف لكن من مسلم لهو أمرٌ عُجاب! فالمؤمن يعرف جُل المعرفة أن المصائب والبلاء عقابٌ وتأديب للعاصي والمذنب ، في حين أنها اختبار ورفعٌ لدرجات المؤمن. لكن هذا ماحدث مع الأسف الشديد وأنا اسمع منذهلة أحد النساء السعوديات لا أدري ماذا تعمل ولم أعرف هويتها فقد وصلني ما قالت بشكل عابر وخاطف و والدتي حفظها الله تقلب في القنوات على التلفاز وتوقفت عند تلك القناة لبرهة. ذُهلت حينها وراح لساني يتلو تلك الآية الكريمة ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٌ أقفالها ). حين يخرج شيخ أو عالم دين أو رجل صالح يدعو الناس لرجوع إلى الله ويذكرهم بالعقاب والثواب ويشرح لهم أنواع البلاء واسبابه وعن الأقوام السابقة وكيف أبادهم وعاقبهم الله لأفسادهم في الأرض هذا يا أفاضل يا كرام ليست " رسائل سلبية" بل إحياء لقلوبهم وتقوية إيمانهم وتنوير لبصيرتهم لعل العاصي يهتدي والصالح يزداد ثباتًا على الحق. الله بجلاله وعزته يتبع أسلوب الترهيب والترغيب في القرآن الكريم فهل ستقولون كذلك والعياذ بالله أنه يبث رسائل سلبية عبر كتابه؟ ورغمًا عن أنوفكم المتعجرفة كورونا بلاء وسخط من الله. وإن كانت أعينكم عن الفجور والفسوق وممارسة الشذوذ والمنكر الذي استفحل في العالم موصدةٌ. وعن الحروب التي كثرت والجرائم التي تسيل فيها دماء الأبرياء والظلم المستفحل، ولا ترون أن فيها ما يسخط الرب فأنتم في وضع حرج وميؤوسٌ منه، وعجبي لذلك وأنتم مسلمون إذا كان الأيطاليون المسيحيون لشدة كربهم ورهبة ما هم فيه خرج بعضهم لصلاة خلف المسلمين تضرعًا إلى الله في بداية الأزمة لأنهم كالغريق الباحث عن قشة وربما استشعرو أن في دين الأسلام الخلاص، وفي الأسلام بالفعل الخلاص فهو دين الفضيلة، الأنسانية، والتنوير وبه تستقيم الحياة.

مشاركة :