تراجع سعر برميل الخام الأمريكي الاثنين بنسبة 40% إلى ما دون 11 دولاراً في السوق الآسيوية، وهو أدنى مستوى له منذ عقدين، في تطور ناتج عن انخفاض الطلب العالمي مع تفشي وباء كوفيد-19 واقتراب تشبّع منشآت التخزين الأمريكية. وتراجع سعر برميل غرب تكساس الوسيط تسليم أيار/مايو بأكثر من 40% إلى 10.96 دولار، في أدنى سعر له منذ عام 1999. أما برميل برنت بحر الشمال المرجعي الأوروبي فقد تأثر بمستوى أقل مع تدهور سعره بنسبة 4.5% إلى 26.8 دولار. إغراق السوق وتراجعت أسواق النفط في الأسابيع الأخيرة لأدنى مستوياتها منذ 22 عاماً، وسط عمليات الإغلاق ومنع السفر في العالم أجمع، والتي تؤثر بشدة في الطلب مع شلل الاقتصادات العالمية. أما من ناحية العرض، فقد أغرقت السوق بنفط منخفض السعر بعدما أطلقت السعودية العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» حرب أسعار مع روسيا غير العضو في المنظمة، بهدف الحصول على الحصص الأكبر من السوق. وحلّ البلدان خلافهما مع التوصل مطلع الشهر لاتفاق وافقا فيه مع دول أخرى على خفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل في اليوم لتحفيز الأسواق. مع ذلك، واصلت الأسعار انخفاضها بشدة، مع تقدير محللين أن الخفض غير كاف لتعويض التراجع القوي في الطلب الناجم عن الوباء. فائض بالطلب وفق مذكرة صادرة عن مصرف «أ أن زد»، فقد «بقيت أسعار النفط الخام تحت الضغط لأن توقعات انخفاض الطلب تلقي بثقلها على الجو العام». وأضافت المذكرة «رغم أن أوبك قبلت بخفض غير مسبوق للإنتاج، لا تزال سوق النفط غارقة بالطلب». وأعرب المصرف عن خشيته «من نفاد القدرة الاستيعابية في منشآت التخزين في الولايات المتحدة»، وهو عامل أثر بوجه خاص في سعر البرميل الأمريكي. ولفت مايكل ماكارثي المسؤول عن الاستراتيجية في شركة «سي أم سي ماركت» إلى أن انخفاض سعر خام غرب تكساس الوسيط «ترجمة للفائض» في مخزونات الخام في منشأة كوشينغ في ولاية أوكلاهوما. وأوضح ماكارثي في مذكرة أن هذا المؤشر المرجعي الأمريكي «انفصل» الآن عن مؤشر برنت المرجعي الأوروبي، مشيراً إلى أن «الهوة بينهما بلغت أعلى مستوى لها منذ عقد». انقضاء المهلة وأوشكت مهلة عقود برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم أيار/مايو على الانقضاء، ما يعني أن على حامليها العثور على مشترين فعليين. بيد أن المخزونات قد تضخمت أصلاً بشدة في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية، وسيجبر حاملو العقود لذلك على البيع بأدنى الأسعار. وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي أن مخزوناتها من الخام ارتفعت ب19,5 مليون برميل، ما يضفي المزيد من الصعوبات على سوق عالمي فائض. ويشير سوكريت فيجاياكار المحلل في مؤسسة «تريفيكتا كونسولتانتس»، إلى أن معامل التكرير الأمريكية غير قادرة على معالجة النفط الخام بالسرعة المطلوبة، ما يفسر تدني المشترين وامتلاء المخزونات. وأوضح لفرانس برس أن هناك تدفقاً للتسليمات من الشرق الأوسط ولا يوجد من يشتريها «لأن أسعار النقل باهظة». وقال من جهته جيفري هالي محلل الأسواق في شركة «أواندا»، «أعتقد أننا سنصل إلى المستويات الأدنى منذ عام 1998 في وقت قريب جداً».
مشاركة :