أغلقت عقود خام غرب تكساس الوسيط في بورصة نيويورك للسلع، (نايمكس)، عند سالب 37.63 دولار (-37.63$) في جلسة سيسجلها التاريخ، يوم الإثنين 20 أبريل /نيسان 2020، تم خلالها تداول العقود المستقبلية استحقاق شهر مايو/ أيار المقبل بالسالب، وهو حدث غير مسبوق في عقود المشتقات النفطية منذ بدء تداولاتها في العام 1983.وهوت العقود المعروفة باسم عقود الخام الأمريكي 305% في جلسة ماراثونية، شهدت حالة السقوط الحر بأكثر من 55 دولاراً للعقد الذي ينتهي التداول عليه، اليوم الثلاثاء، فيما هوت عقود يونيو/ حزيران 18% إلى 20.43 دولار، وعقود يوليو/ تموز بأكثر من 11% إلى 26 دولاراً للبرميل.كذلك جرّت حالة الهلع في الأسواق عقود «برنت» لبحر الشمال الأوروبية للتراجع 7.8% عند الإغلاق فاقدة 2.2 دولار عند 25.88 دولار للبرميل في استحقاق مايو/ أيار، وبذلك يكون الفارق بين العقدين الأوروبي، والأمريكي، أكثر من 80 دولاراً، وهو مستوى قد لا يتكرر.ورأى محللون أن المبالغة في تراجع سعر برميل النفط الأمريكي مردّها إلى التعبير عن الهبوط الحاد في الطلب على النفط، في سوق تم إغراقها بالخام في وقت تتأثر فيه السلعة بشدة من تفشي فيروس كورونا المستجد، مع توقف السيارات، والطائرات، عن التحرّك بسبب ما بات يعرف بـ«الإغلاق الكبير».وقال المحلل لدى «ريستاد للطاقة» بيورنار تونهوجن، إن «مشكلة غياب التوازن بين العرض والطلب عالمياً بدأت تتجسّد في الأسعار». وأضاف «مع تواصل الإنتاج كالمعتاد نسبياً، يمتلئ المخزون أكثر، فأكثر كل يوم. ويستخدم العالم النفط بشكل أقل، وبات المنتجون يشعرون الآن كيف يتمثل ذلك من خلال الأسعار».وبدلاً من ذلك، يزداد قلق المتعاملين من احتمال بلوغ منشآت تخزين النفط الحد الأقصى من قدرتها الاستيعابية، مع تكدّس المخزون نظراً لانهيار الطلب الناجم عن تفشي وباء كوفيد-19.وقال محللون إن الاتفاق الذي أبرم هذا الشهر بين أوبك وشركائها لخفض الإنتاج بعشرة ملايين برميل يومياً، لا يؤثر بشكل كبير، لأن تدابير الإغلاق الشامل التي فرضت، والقيود على السفر، أجبرت مليارات الناس حول العالم على التزام منازلهم.
مشاركة :