في عام 2009م عقد المؤتمر الدولي الأول للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد وذلك تحت شعار «صناعة التعليم للمستقبل» وجاء ذلك المؤتمر في ذلك الوقت ليؤكد بأن التعلم الإلكتروني يعد أحد الروافد الأساسية والداعمة لمنظومة التعليم المتكاملة في المجتمعات العصرية وذلك تلبية للاحتياجات الآنية والمستقبلية ودفع عجلة التنمية الشاملة نحو مجتمع المعرفة. وبعد ذلك توالت المؤتمرات الخاصة بالتعلم عن بعد، وبدأ المجتمع يتعرف عن ماهية (التعلم عن بعد) وماهو التعليم الإلكتروني؟ ومامدى الحاجة له؟ وهل يعد خياراً في المستقبل أم يبقى أمنية؟ وبدأ المجتمع يتعرف على مختلف التجارب الناجحة حول العالم بشأن مشاريع التعلم الإلكتروني وتحسين التعلم وضمان جودته كما بدأت بعض الجهات التعليمية في مناقشة إمكانية تطوير محتوى التعلم الإلكتروني لتحسين الأداء ليكون مشوقاً وجذاباً إضافة إلى ضمان جودة التعلم الإلكتروني ومستقبله ودور التقنيات الحديثة في تطويره. مع حدوث جائحة فيروس كورونا المستجد وبعد تعليق الدراسة وفي إطار البدائل التعليمية التي قدمتها وزارة التعليم برز مفهوم (التعلم عن بعد) مرة أخرى وأصبح هو الأداة الأساسية البديلة للتعليم التقليدي وبدأ الطلاب والمعلمون وأولياء الأمور يتعاملون مع المفهوم الذي كانوا يسمعون عنه منذ 10 سنوات ولكن لم يكن هناك الدافع لكي يقوموا بتجربته إلى أن تم تعليق الدراسة واللجوء اليه. مؤخراً أكد وزير التعليم رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتعليم الإلكتروني أنه مع التوجه العالمي المتسارع تجاه التقنية فقد أصبح التعليم الإلكتروني وتقنياته خياراً مستقبلياً وليس مجرد بديل للحالات الاستثنائية داعياً إلى ضرورة توثيق تجربة التعليم الإلكتروني في المملكة خلال هذه الفترة سواء في التعليم الجامعي أو العام. التعليم الإلكتروني كان في الماضي أمراً مستبعداً بل إن البعض لم يكن يعترف به وكان هناك تحفظ كبير بشأنه، وكان هناك شرط رئيسي عند بعض الجهات التعليمية أن يكون الطالب حاضراً في مكان إنعقاد المحاضرات وعدم قبول أي شهادة يتم الحصول عليها عن بعد أو عبر التعليم الإلكتروني وإن كانت مصدقة من جهات رسمية، ولكن اليوم تغيرت الأمور وأصبح التعليم الإلكتروني وتقنياته خياراً مستقبلياً من شأنه أن يساهم في نشر ثقافة التعليم عن بعد في المجتمع وتطويره وضمان جودته وهو خطوة نحو الأمام علينا أن نشجعها ونعمل على تطويرها ونحرص على زيادة الطاقة الاستيعابية للمنشآت التعليمية لتطبيق التعلم عن بعد كخيار إستراتيجي مما يساهم في تحسين نوعية التعليم.
مشاركة :