إننا في أيام الخيرات، وقطف الثمرات، ورفع أرصدة الحسنات، فالسعيد من ظفر بها، اللهم ارزقنا فضلها ولا تحرمنا أجرها، إنها أيام تصفد فيها الشياطين بأمر رب العالمين، بينما تبقى شياطين الإنس حرة طليقة، علمًا بأنه يمكننا تصفيدها أيضًا، بإفشال مؤامراتها ورفض أفكارها لتشعر بالهزيمة، فتذوب مطامحها حتى تفيء لرشدها، وتهتدي من غيها، ولكننا وبحسن نية ندعم من لا يستحق، ظنًا منا أننا ندعم الخير، حيث اعتدنا أن نرى هؤلاء الضالين يعوثون في الأرض فسادًا، على مدار العام كلما وجدوا فرصة لتحقيق مآربهم انتهزوها، فالآن هم يُخطِّطون للانقضاض على زكوات المتزكين وصدقات المتصدقين وتبرعات الخيرين، في شهر القرآن والعتق من النيران، هكذا تصدّت وزارة الداخلية لهذا المخطط المرسوم بدقة، الذي يجعل له مخططوه في كل مرة سببًا مقنعًا أو مدخلًا مناسبًا، فمدخله هذه المرة مؤثر جدًا وعظيم وقعه على الوجدان العربي والإسلامي، وهو حدث الساعة، ونعني قضايا البلدان المتأثرة بالحروب، التي كلما عزف عليها محتال صدّقناه، وكلما تبنّاها إرهابي تعاطفنا معه، وخُدعنا بما يقول، وهكذا يتمكن ببراعته في عالم النصب والاحتيال من جمع أموال حرم مستحقوها، لتذهب لتمويل الإرهاب أو لجيب نصّاب، فيجب أن نكون بمستوى من الوعي يجعلنا قادرين على التمييز بين الحق والباطل، وبين الصدق والكذب، فهؤلاء المخادعون خططوا لهدفهم، وصمموا لبلوغ غايتهم العديد من الأساليب، وأهمها تلك الحسابات البنكية غير المصرح بها، ولكنهم جعلوها جاذبة، لأنها تدعو لنصرة الشعوب المتضررة، وبما أن الأسلوب المتبع في جمع الأموال أصبح مفضوحًا لثبوت عدم نظاميته، لذا كان إيقاف جمع الأموال ضروريًا بعد حزمة إجراءات أقرتها الداخلية، لمن جنّدوا أنفسهم لخدمة تمويل الإرهاب، لهذا يجب ألا نفرط في صدقاتنا التي هي نعمة نُثاب عليها، بتحويلها بلا قصد إلى نقمة نُحاسب عليها، فلا بد أن نتأكد أن الجهات التي نتعامل معها جديرة بثقتنا، وبذلك نضمن أن تبرعنا وُضع في مساره الصحيح، وهكذا يكون قد انقلب السحر على الساحر، وباء مخطط مستغلي الأعمال الخيرية الوهمية لجمع التبرعات بالفشل، حيث أصبح للمحتالين والمخالفين عقوبة رادعة، وسيطبق النظام بحقهم حتى يتم تجفيف منابع الإرهاب وقطع دابر النصابين، كما سيتم التحفظ على الحسابات البنكية غير المصرح لها، أما المتورطون في هذه المخالفات من غير السعوديين سيتم إبعادهم من المملكة، وتلك خطوة حكيمة لأمن البلاد واستقرارها، فيا أخي الكريم ضع زكاتك وصدقاتك في يد مستحقيها، فهي نسك وعبادة، ولكي نضمن لعبادتنا الرضا والقبول، علينا أن نتحرَّى عن مدى قانونية ونظامية الحسابات البنكية التي نضع فيها صدقاتنا وتبرعاتنا، عندئذٍ سنشعر بالراحة والطمأنينة. sbt@altayar.info
مشاركة :