طوال عقود عاشت المجتمعات في ظل إعلام مقروء ومسموع ومرئي لايصله إلا من عظُمت ثقافته أو “علاقاته!” وبتنا تحت رحمة توجه هؤلاء الذين يصلون!!نقرأ مقالاتهم و تحقيقاتهم دون سبيل لأن ندلي برأينا، فحُكم علينا بأن نكون من شريحة ( المتلقين بصمت)..نتأثر غالباً بالصوت الأقوى! ولو كانت قناعاتنا تجاه هذا الصوت قناعة متارجحة أو باتجاه مضاد! فالخيارات كانت إما:تقبل أو تُسلم لطرح إعلامي أحادي المصدر !..حتى حلت علينا ثورة الاتصالات الجديدة وجاءت برامج التواصل الاجتماعي برمتها وخاصة (تويتر) وهو النافذة الأشهر على مستوى التفاعل مع صديقه (فيس بك) وسأستشهد بمقولة للدكتور تركي الحمد في برنامج حديث العرب مع سليمان الهتلان عندما قيل له لم توقفت مقالاتك فرد: أن التويتر يغني الآن عن هذا وقال:التغريدات هي مقالات هذا العصر.بيد أن مقالات هذا العصر متاحة للجميع وليس “للعلاقات” دور رئيس في النشر كما كان سابقاً ،فأصبحنا نقرأ اليوم للكل مهما اختلفت تياراتهم الفكرية أو ميولهم الثقافي..بدأ التفكير الجمعي يظهر بصوت أعلى في فضاء رحب لا تحكمه قناعات الرقيب ولا تسيره رغبات المشرفين .لم يعد متلقي هذا العصر مستسلماً للطرح كما كان في السابق، فقد أصبح يشارك يتفق و يختلف بل إن قارئ اليوم هو رئيس التحرير الفعلي للمادة المقروءة .وليس سراً أن التويتر بالذات أصبح وسيلة ميسورة للجهات الرسمية في القياس المباشر للرأي العام دون تأثير لتوجه الصحيفة أو الوسيلة الإعلامية على وجهة النظر تحسينا أو تشويها.ولأن تويتر (وسيلة) فإن إيجابياتها وسلبياتها محكمة بطريقة تعاملنا معها لذا يأتي الإقصاء من بعض المستخدمين أحد عيوبنا الثقافية السلوكية ، الذي يأتي غالبا بسبب تباين في الرؤى (لاأكثر) فمن قال برأي لا يتفق معه فيه الآخرون فإن هذا ليس بجرمية استحق صاحبها الإقصاء أو العقاب فحتى لو كان مخطئاً وغير موفق في رأيه فببساطة:قال وأخطأ..فعلام هذا التهجم غير المبرر ( لعله ضيق الأفق )وللأسف تطورت هذه السلبية فبات روادها والمستفيدون منها يستغلون محدودية إدراك الكثيرين لمجريات الأمور فجعلوهم وقود حروب فكرية تجلب التناحرات والأحقاد التي تمزق ولا ريب وحدة المجتمع..ولا أخفيكم أني بجزء يسير من سطوري هذه أغامر فهي ليست بمنأى عن الإقصاء لسبب واحد هو استحضاري لمقولة د.الحمد حيث أنه وبعيداً جداً عن رأيي الشخصي فيه، شخصية جدلية في مجتمعنا، لذا سيحتفي البعض بالمقولة وسيمقت البعض الآخر كل السطور برمتها!!تويتر (نعمة) حيث بات لكل واحد منا نافذته الخاصة التي يُطل منها على الجميع فيُعرف فكره وأدبه..وتويتر قد يكون (نقمة) اذا توسعت جزئية الإقصاء التي تطرقنا لها أعلاه.وقفة:إذا أردت اختبار عقل شخص..فأنظر إليه كيف يحاور من يخالفه الرأي.برنارد شوالرأيسلطان عبدالرحمن الفراجكتاب أنحاء
مشاركة :