حين صعّدت القبلية على سطح الإعلام بفعل القنوات الفضائية المستفيدة مادياً من تهييج العاطفة القبلية اتخذت إجراءات عدة على أكثر من صعيد ساهمت بشكل فاعل إلى تراجع الظاهرة وهدوء العاطفة وتغليب العقل ، وكذلك الحال فيما يتعلق بالمناطقية ، و كان الإعلام يلعب دوراً كبيراً في معالجة الظاهرتين ومحاربتهما و إن كان بنسبية . اليوم تشتعل الحروب الرياضية و تصعد العنصرية و التعصب الرياضي لكل سطح ولا تجد من يتولى مسؤولية مكافحتها بجدية و مسؤولية ، مع أنها أشد وطأة من القبلية والمناطقية لأن الإعلام الذي وقف ضد المناطقية والقبلية يقف مع العنصرية الرياضية و يشعلها من باب الاسترزاق والإثارة ، ولأن معظم كتاب الرياضة و محرري الصحف متورطون بعاطفتهم الحادة وفكرهم المتصلب إزاء الآخر ورفضه رفضاً تاماً ، حتى فقد الإعلام الرياضي رسالته و تحول من قائد للرأي العام و موجه لتفكير العامة إلى منقاد للجماهير متحدث باسمها منفذ لطلباتها ، دون أن تلوح في الأفق بشائر إجراءات صارمة على من يقع في جريرة إيقاد التعصب و الطعن في الآخر ، و دون أن توقف صحيفة أو يحجب ملحق رياضي لوقوعه في خطأ غير مقبول حتى وإن خدش الذوق العام و استخدم لغة يأنف منها الشارع ! التعصب الرياضي و السلوك غير الرياضي وغير الحضاري و غير الإسلامي الذي يمارسه المتعصبون على شاشات الفضائيات فيما يسمى استوديوهات رياضية أو على صفحات الصحف ليس أقل خطراً على الوحدة الوطنية من المناطقية والقبلية ، و خطورته تكمن في أنه غير محصور في فئات غير متعلمة من العامة بل في رعاية الإعلام الرياضي له و تربيته في كنف ذلك الإعلام وعزه ، و تصريحات منسوبي الأندية عبر الإعلام التي تتضمن الإساءات و التهم و التشويه للوطن و مؤسسته الرياضية ، و تخيل لو أوقف الإعلام الرياضي عن العمل أسبوعا فقط أو منع المتشنجون من الظهور الإعلامي كم سنكسب من الهدوء و راحة الأعصاب . الحاجة ماسة لاتخاذ اجراءات رسمية عالية المستوى لوقف التعصب الرياضي و سن العقوبات الصارمة على مشعليه أفراداً و مؤسسات ؟! @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :