دبي في 21 أبريل/ وام / أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغيّر المناخي والبيئة أن الاحتفال بيوم الأرض هذا العام يأتي في ظل ظروف استثنائية تواجهها دول العالم نتيجة الوباء الذي تسبب به فيروس كورونا المستجد وأسفر عن إصابة حوالي 2.5 مليون شخص، ووفاة 171 ألف إنسان حتى الآن في جائحة لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ عقود. وقال معاليه إن دولة الإمارات استطاعت في ظل هذه الظروف الصعبة أن تضع نموذجاً خاصة بها لمواجهة تداعيات الأزمة معتمدة بذلك على عدة عوامل من أهمها، تطبيق تعليمات منظمة الصحة العالمية، وتسخير كافة إمكانات الدولة وقدراتها البشرية والفنية في مواجهة الجائحة، مشيرا إلى أن الحكومة اتخذت وبتوجيهات من قيادتها الرشيدة حزمة من الإجراءات الصارمة لمواجهة انتشار الفيروس وحصر الحالات والحد من تفشيها بين المواطنين والمقيمين في الدولة وبشكل يضمن صحة وسلامة الجميع. وأكد أن دولة الإمارات لم يقتصر دورها على معالجة تداعيات الأزمة محلياً، بل استمرت في جهودها الإنسانية وقامت بتقديم مساعدات طبية عاجلة وإجلاء رعايا الدول الشقيقة والصديقة في عدد من الدول الموبوءة، مما عزز من الجهود العالمية لمجابهة وباء كورونا، والتخفيف من معاناة الإنسانية، مشيرا إلى أن الإمارات كعادتها كان لها الدور الريادي في دعم مختلف القضايا التي تهم الإنسان والكوكب الذي نعيش عليه. ونوه إلى أن الاحتفاء بيوم الأرض هو اعتراف دولي بالمسؤولية المجتمعية اتجاه الحفاظ على الطبيعة، بما يسهم في تحقيق التوازن المنصف بين الحاجات البيئية والاجتماعية والاقتصادية لأجيال الحاضر والمستقبل، مشيراً إلى أن الجائحة التي تعصف بالعالم تؤكد حاجتنا أكثر من أي وقت مضى إلى التضامن والوقوف جنباً إلى جنب لحماية الإنسان والأرض التي نعيش عليها. وقال معاليه إن وتيرة انتشار فيروس كورونا تستوجب التفكير في جميع القضايا التي تتعلق بصحة الإنسان واستدامة الموارد الطبيعية والبيئة ورسم معالم جديدة نتطلع من خلالها إلى محاولة استشراف المستقبل ووضع الدراسات والتحليل التي من ِشأنها أن تعالج الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي تخلّفها الأوبئة والكوارث الطبيعية وتحد من تأثيراتها على الإنسان. وأشار إلى أن دولة الإمارات أولت اهتماما خاصاً في الحفاظ على البيئة، وتحقيق استدامتها وتنوعها البيولوجي، حيث كان للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الدور الريادي في دعم الابتكار وإيجاد الآليات المناسبة لتنمية وتطوير القطاع الزراعي في الدولة، وذلك من خلال اهتمامه بإنشاء مراكز البحوث الزراعية والتي أسهمت في تحقيق التنمية الشاملة في القطاع، وتحويل مساحات شاسعة من الصحراء إلى مسطحات خضراء، ليصل اجمالي مساحات المزارع المنتجة اليوم إلى أكثر من مليون دونم في مختلف إمارات الدولة. وذكر معاليه أن دعم القيادة الرشيدة مكّن الإمارات بأن تكون نموذجاً عالمياً فريداً في حماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية، فضلاً عن دورها البارز في حماية البيئة على الصعيد العالمي، والمساهمة في نشر حلول الطاقة المتجددة على نطاق واسع، لا سيما وأن دولة الإمارات ساهمت بتمويل 70 مشروعاً من مشاريع الطاقة المتجددة في 60 دولة، مما ترك تأثيرات إيجابية على البيئة وساهم في تحقيق التنمية المستدامة في مجتمعات تلك الدول. وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي أن وزارة التغيّر المناخي والبيئة تقوم بإدارة العديد من البرامج الهادفة إلى تحويل التحديات البيئية والمناخية إلى فرص لدفع عجلة التنمية المستدامة، إضافة إلى انها تواكب المستجدات المتعلقة بالبيئة، وإيجاد وتطبيق الحلول المبتكرة والمستدامة لصون الموارد الطبيعية والبيئية، واستثمار مختلف تقنيات الاتصال والتواصل الحديثة والذكية. وأشار معاليه إلى أهمية التركيز على تقنيات تحول الطاقة، وتوظيف التكنولوجيا في مواجهة تغير المناخ، إضافة إلى ضرورة تبني سياسات محددة للعمل على خفض نسب الكربون وإزالتها بشكل تدريجي من قطاعات الطاقة والنقل، والاستغناء عن الفحم بشكل تدريجي، والسياسات المتعلقة بالوقود الأحفوري، وتسعير الكربون، ومبادرات استصلاح التربة. وجدد تأكيده على أهمية توجه المجتمع الدولي نحو خلق التزام عالمي بتطبيق بنود اتفاق باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة، للحد من مشكلة ارتفاع درجات حرارة الأرض والتغير المناخي وحماية حياة ملايين البشر، الذين يتعرضون للتداعيات السلبية سنوياً لهذا التغير. وأشار معاليه إلى أن تداعيات التغير المناخي والتأثير السلبي للاحتباس الحراري لا تعرف الحدود بين الدول، ولذا يتوجب التعامل معها عالمياً عبر جهود موحدة ومكثفة تشمل الكوكب ككل، ولا تقتصر على المناطق المتضررة أو القادرة على الإنفاق فحسب، حيث تواجه البشرية حالياً ارتفاع مستوى غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ما يتسبب في تفاقم حدة الاحتباس الحراري، ومعدل تلوث الهواء الذي يؤدي إلى وفاة 7 ملايين شخص حول العالم سنوياً، وارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات، مما يمثل تهديداً كبيراً لكافة الدول والمدن المطلة عليها.
مشاركة :