مع كل رمضان، تتلألأ شوارع مصر بفوانيس متباينة الأشكال والألوان لتضفي على المشهد زينة بخاماتها المختلفة. لقد اعتاد المصريون على هذه الطقوس منذ عقود، بل منذ قرون مضت، فيما لم تتمكّن جائحة كورونا من إفساد طقوسهم ولم تنجح في إطفاء فوانيسهم وتعطيل عادة أصيلة من عميق تراثهم. يسابق وليد وأصدقاؤه، وقبيل موعد حظر التجول بساعات، في الحي الواقع وسط محافظة القليوبية، الوقت من أجل إنجاز مهمة تعليق زينة وفوانيس رمضان في أحياء المدينة، وهي العادة السنوية التي ترعرعوا عليها في الحي وما جاوره، بل في الكثير من شوارع وأحياء مصر. يشير وليد إلى أنّ الاحتفال بقدوم رمضان أتى مختلفاً في ظل تفشي فيروس كورونا، مضيفاً: «لشراء الفوانيس وتعليق الزينة مذاق خاص، ذلك أننا نسعى لإدخال السرور في قلوب أهل الحي في ظل ما يمرون به من ظروف صعبة في ظل إجراءات العزل، كورونا لم يكسر فينا فرحة الاحتفال والاحتفاء بالشهر الكريم بالفوانيس والزينة، أجمل شيء أن نحتفل بشراء الفوانيس للأطفال وتعليقها في شرفات المنازل والحارات، ثمة أجواء خاصة في رمضان تدخل البهجة في قلوب الجميع كباراً وصغاراً». فانوس أنتجت مصر العام الجاري قرابة أربعة ملايين فانوس، حسبما يؤكّد نائب رئيس شعبة لعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية، بركات صفا، لـ «البيان». وأشار إلى أنّ الأسواق تشهد ظاهرة جديدة تتمثّل في خلوها ولأول مرة من الفوانيس المستوردة، بعد القرار السابق والذي اتخذ في العام 2015 بمنع استيراد الفوانيس، وفرض غرامات على البعض ممن كانوا ينتهكون القرار. ولفت صفاً إلى أنّ الإنتاج المحلي الكبير من الفوانيس، يؤشر لعدم تأثر أجواء الاحتفال بقدوم الشهر الفضيل بجائحة كورونا، الأمر الذي يتبدّى في الأسواق التي تعج بمحال بيع الفوانيس. وعلى الرغم من أنّ الإقبال على الشراء كان متوسطاً خلال الأسابيع القليلة الماضية، منذ طرح الفوانيس للبيع بالأسواق، بسبب تقليص وقت البيع وإغلاق المحال في ساعات ذروة العمل، إلّا أنّ من المتوقع ازدياد الإقبال في اليومين المقبلين مباشرة قبل أول أيام الشهر الفضيل.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :