هل تأثرت العادات العربية في رمضان في زمن الجائحة ؟

  • 5/6/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يحظى شهر رمضان المبارك بمكانة متفردة لدى كافة الشعوب العربية والإسلامية ، وبخاصة لدى السعوديين، حيث يتميز الشهر الفضيل بروح خاصة تتجلى في عدد من المظاهر والعادات والطقوس ،التي لا تتغير بمرور الزمن وتعاقب الأجيال ،ربما يطرأ عليها بعض التطور لمواكبة العصر، لكن تبقى عادات وتقاليد ثابتة الأصل ،حيث تبرز فيه الجوانب الروحانية بإعتباره شهر العبادة والقرآن ،وكذلك الجوانب الإنسانية ،حيث يزداد التراحم والتواصل بين الأهل الذين باعدت بينهم الأيام والظروف، لتصبح مائدة رمضان التي تجمع الأحباب من مختلف الأجيال وتقارب بين القلوب والأرواح . ولكن ومع قدوم جائحة كورونا ، والتى غيرت من معالم وتفاصيل الحياة المعتادة ، لم تسلم الطقوس والعادات الرمضانية هى الآخرى من التغيير ، لنشهد في رمضان من العام الماضي ولأول مرة في تاريخ المملكة حظرا للتجول ومنعا للتجمعات ،ليمر رمضان دون موائد عائلية عامرة ات تجمعات أسرية تنتظر الفرص من السنة للسنة . وهاهورمضان بنفحاته الجميلة يقترب مجددا،مع تغير كبير في الأوضاع والظروف، فالمملكة نجحت بشكل كبير في إحتواء الجائحة والسيطرة على تداعياتها واستطاعت تحجيم انتشار الفيروس من خلال إجراءات قاسية طبقتها الأجهزة المعنية بصرامة على مدار شهور. ومع وجود حملات للتطعيم باللقاحات المكتشفة ، كانت المملكة من الدول الأولى في توفيره ، وح المواطنين والمقيمين على ذلك ، وتحقق نجاحا ، ملحوظا ومعدلات استجابة مبشرة،الأ أنه وبالرغم من كل هذه المؤشرات ،لازالت وزارة الصحة والجهات المعنية تحذر بأن الخطر لايزال قائم ، وأن التهاون والإستهتار في تطبيق الإجراءات الإحترازية ستكون عواقبه وخيمة، وأن السلطات لا تستبعد إعادة تطبيق الحظر في حال تجاوزت أعداد المصابين الحد الآمن ، ومن ثم فهى دائما ما تشدد على رورة الإلتزام بالإجراءات الإحترازية خاصة مع شهر رمضان الذى له طابع خاص على أى شهر آخر ، نظرا لما يتمتع به من قدسية لدى المسلمين. ((مجلة اليمامة))، تحاول في هذا التحقيق التعرف على مدى تغير تلك الطقوس والعادات العربية المميزة في شهر رمضان ، في ظل الظروف الإستثنائية الحالية ،وكيف يرى الناس رمضان في ظل الكورونا؟وما مصير العادات والتقاليد الرمضانية الراسخة في زمن الوباء؟ وهل حقا غير كورونا تلك العادات ؟خاصة وأنا رمضان يرمز عند المسلمين إلى التجمعات وهوماتغير مع فيروس كورونا، لاسيما وأن الدول لازالت تفرض وتقيد المواطنين والمقيمين بالإجراءات الإحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا. إجراءات المملكة وخططها، التى سيتم إتباعها لرمضان 2021 في ظل إستمرار انتشار كورونا. أعلنت المملكة، فتح المسجدين الحرام والنبوي هذا العام أمام المصلين لأداء صلاة التراويح لكن بإجراءات احترازية، وذلك بعد أن علقت العام الماضي الحضور الشخصي للمصلين . وكشف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، خلال لقائه بالإعلاميين ،عن خطة التعامل مع شعائر شهر رمضان المبارك، في ظل استمرار جائحة كورونا للعام الثاني على التوالي . وقال السديس ، إن «الرئاسة العامة والجهات الأمنية داخل الحرمين الشريفين لن تتهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية، والمحافظة على سلامة الزوار . وأوضح أنه «سيكون هناك (4422) موظفا وموظفة من ذوي الكفاءة والتأهيل العالي لخدمة المعتمرين والمصلين بالمسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك»، مبينا أنه تمت مراعاة توزيع الورديات مراعاة للكثافة المتوقعة، حيث تمت زيادة عدد الموظفين خلال الورديات التي تقام فيها صلاة التراويح . وأبرز السديس عدة ملامح للخطة من بينها الصلوات المفروضة والتراويح والقيام وصلاة العيد، مبينا أن الرئاسة تهدف إلى تقديم الخدمة إلى المصلين في شهر رمضان بما تفرضه الإجراءات الاحترازية ضد جائحة فيروس كورونا. وأشار إلى أنه «سيتم تطبيق الإجراءات الاحترازية في المصليات من خلال وضع الملصقات الإرشادية وتطبيق مسافة التباعد الجسدي، وتعقيم المصليات قبل وبعد كل صلاة، وسيكون دخول المصلين من نقاط تفويج محددة للفرز والتأكد من تصاريحهم، حيث يلزم لدخول المسجد الحرام إصدار تصريح للصلاة من تطبيق ‹اعتمرنا› وأيضا إبراز تطبيق ‹توكلنا› وتطبيق ‹تباعد›»، مشيرا إلى تخصيص ما يقارب خمسة آلاف عامل وعاملة للقيام بعمليات التعقيم والتطهير على مدار الساعة . تأثير كوفيد 19 ، واللقاح على الصيام برمضان بدورها تقول (()أمل الحمدى ،إعلامية )))،للعام الثانى على التوالى يأتى رمضان وهوأكثر شهور المسلمين خصوصية ،فللشهر الفضيل عادات وتقاليد لا تخمدها السنين، وفي كل بلد يحتفل برمضان ستجد الناس مجتمعة حول موائد الإفطار، والشوارع مزدانة بالزينة والفوانيس والأضواء، والمدافع والأطايب والمساجد التي تعجّ بالمصلين، لكنّ جائحة كورونا التي فرضت نفسها على العالم أجمع استوجبت فرض تدابير وإجراءات مختلفة من أبرزها التباعد الاجتماعي ، كذلك غير فيروس كورونا بشكل غير مسبوق مظاهر الحياة العامة والإختلاط بين الناس وغير كذلك المألوف والمعتاد لهذا الشهر الذى له طقوس وعادات خاصة عند المسلمين ،منها الطقوس الدينية التجمعات العائلية وموائد الرحمن ، والعزائم والولائم على وجبة الإفطار وصلوات التراويح وربما فريضة الحج والعمرة . وتذكر ((الحمدى))، أنه بحسب منظمة الصحة العالمية، لم تُجر دراسات حتى الآن لمعرفة تأثير الصيام على المرض، لكنّها أكدت أن بإمكان الأشخاص الأصحاء الصوم، لكن يُنصح مرضى كورونا بأخذ رخصة شرعية للإمتناع عن الصوم وذلك بالتشاور مع أطبائهم . وتكمل قائلا ... لقد دعت المنظمة إلى التغذية الصحية والسليمة خلال فترة الصيام وشرب كميات كافية من الماء بين فترة الإفطار والسحور وتناول الأغذية الطازجة. وفيما يتعلق بالمدخنين، شددت المنظمة على ضرورة الامتناع عن تعاطي التبغ في كل الظروف بخاصة في شهر رمضان وفي ظل انتشار الجائحة، لاسيّما أن تلامس الأصابع والفم بالسجائر والشيشة، خاصة عند التشارك مع أكثر من شخص فيها، يسهل كثيرا من انتقال العدوى . ومن جانبها تقول ((نجاح الشيخ ، سيدة أعمال ))....جائحة كورونا علمتنا الاستغناء عن كثير من العاداتة السيئة التي كنا نفعلها في الأعوام الماضية وأهمها تبذير الطعام والتكلف في المناسبات أوالتجمعات العائلية للفطور أوالسحور اذ كان الاكل يطبخ للتباهي والتفاخر والآن يطبخ على قدر الحاجة والعدد وأيضا كذلك تغيرت بعد الكورونا عادة الشراء لمستلزمات الطبخ والمطبخ وأصبحنا نشتري القليل أونكتفي بالموجود ، حتى العبادات الروحانية تغيرت مع الكورونا بسبب بعض الإجراءات الإحترازية التى كانت في العام الماضى والتى منعت الإختلاط المفرط الذى يزداد في رمضان ، نظرا لما لهذا الشهر من قدسية. تأثير اللقاح على الصيام من الناحية الدينية أوضح الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، جواز أخد اللقاح للصائم لكونه لا يعدّ طعاماً ولا شراباً. كذلك أكدّ مفتي الأردن حكم تلقي لقاح كورونا أثناء الصيام في شهر رمضان . كذلك أصدر الأزهر الشريف فتوى على موقع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن لقاح كورونا لا يفطر الصائم في نهار شهر رمضان، معتبراً أن لقاح كورونا في التطعيم يدخل بدن المسلم عن طريق الحقن، وليس عن طريق الفم، وأن جميع لقاحات كورونا تعمل عن طريق الحقن لتحفيز جهاز المناعة وإعداده للتعامل مع فيروس كورونا داخل جسم الإنسان عادات وتقاليد شهر رمضان 2021 في ظل جائحة كورونا من جانبها تقول ((شاعرة مكة أم القري ، حنان محمد أحمد ناضرين ))، يقترب شهر رمضان المبارك زارعا الأمل في نفوس المؤمنين بعد مرور عام تقريبا على ظهور جائحة “كوفيد-19”، ولكن هذا العام ليس كغيره من الأعوام بسبب سرعة إنتشار وباء كورونا ، ما دفع بدول العالم إلى التصدي له ومكافحته بشتى الطرق. وتذكر ((حنان ))، فى العام الماضي، إتخذت إجراءات عدة مثل بدء العمل من المنزل وتعليق التجمعات التقليدية في المساجد والمنازل وخيم الإفطار لضمان صحة الناس وسلامتهم، حيث تم دمج التكنولوجيا مع تقاليد عمرها قرون للحفاظ على ما يمكن من عادات متبعة في هذا الشهر الفضيل للإبقاء على شعور الاجتماع بالأحبة . وتوضح أن تلك التدابير سوف تبقى قائمة في رمضان 2021 ، فقد أعلنت عدة دول عربية عودة صلاة التراويح في المساجد مرة أخرى خلال شهر رمضان 2021، بعد غياب عام بأكمله، لكن بإتباع كافة الإجراءات الاحترازية، والمتمثلة في مراعاة مسافات التباعد بين المصلين في المساجد المختلفة . وبدورها وفى نفس السياق تقول ((المصممة سوزان حمزة بغدادى ))...طقوس رمضان عام ١٤٤١ كانت حقيقي مختلفه علينا بدايه جائحه كورونا وإنتشار الوباء بطريقة سريعه مما أدى للتقفيل ومنع التجمعات لمصلحه المواطن والمقيم ، للحد من إنتشار الوباء الذى كان مجهولا للجميع التعامل معه ، كانت صدمه لنا جديده علينا ، حيث الحرمان من الإفطار مع الاسرة وصلاة التراويح ومائدة إفطار الصائم في المساجد وتوزيع الوجبات علي الطرقات وفى الحرم المكي الشريف ، حيث اغلقت ابواب المسجد النبوي الشريف كذالك جميع المساجد أغلقت الشوارع ، ما طان له التأثير السلبى خاصة وأن رمضان له طقوس مميزة كشعوب عربية مسلمة . وتوضح أنه هذا العام وفى ظل الأعداد القليلة ، وكذلك وجود اللقاحات والتطعيم ، وهوما جعل الامر سيختلف رمضان هذا العام ونعود كما هوشعار وزارة الصحة (( نعود _بحذر))،أى ملتزمين بالإجراءات الإحترازية للوقاية والحد من الإنتشار . وبرأيه الذى يرى أنه لن يتأثر رمضان بكورونا ولا غيرها يقول ((ناصر الحربى مسئول العلاقات العامة بإحدى الشركات العقارية ))، كل جزء من حياتنا تأثر بفيروس كورونا حتى شهر رمضان، وعلى الرغم من التدابير التي اتخذت لحماية الناس، فإن جوهر شهر رمضان لا يزال كما هوالإيمان والتقوى، والتفكير الذاتي، والتركيز على الأشياء المهمة في الحياة أصبحت أقوى بعد الحد من المشتتات التي اعتدنا على وجودها، حيث ستظل الشوارع مزينة بأضواء إحتفالية ملونة،كذلك ومن المرجح أن تتعزز ثقافة العطاء ومساعدة الآخرين مع تكاتف الناس لمواجهة الشدائد على الصعيد العالمي حيث سيكون دعم المحتاجين أمراً مهماً مرة أخرى هذا العام .

مشاركة :