فاظ عليه، بات صدم السيارات له "اكبر تهديد" عليه، بحسب منظمة الصندوق العالمي للطبيعة. فقد ارتفع عدد حيوانات الوشق التي دهستها سيارات في السنوات الاخيرة من اثنين في العام 2008 الى 22 في العام 2014، وهم رقم لم يسبق له مثيل. وفي الاجمال، فان 73 من هذه الحيوانات لقيت مصرعها على الطرقات بحسب المنظمة. وتشير المنظمة الى ان عدم تأهيل الطرقات يتحمل جزءا اساسيا من المسؤولية عما يجري. ويقول رامون بيريز دو ايالا من الصندوق العالمي للطبيعة "الامر مثير للغضب، لان حل المشكلة سهل جدا". ويشير الى بعض الاجراءات التي يمكن ان تحول دون استمرار هذه المأساة الطبيعية، منها وضع حواجز على الطرقات وتأمين الممرات الطبيعية. لكن السلطات الاسبانية تؤكد ان وزاراتها "تتعاون في مجال مكافحة" هذه الحوادث. ويبدو ان تدفق السيارات يودي بحياة اعداد من الارانب البرية، وهي الفريسة الاهم للوشق الايبيري، ومن شأن بقاء الامر على ما هو عليه ان يبقي الوشق في تصنيف "اكثر السنوريات المهددة في العالم". ويتميز الوشق الايبيري بالفرو المرقط، والاذنين اللتين يعلوهما الشعر الاسود، وهو النوع الوحيد من السنوريات المدرج على القائمة الحمراء للانواع المهددة بالانقراض التي يعدها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة. وفي حال اختفى هذا الحيوان الذي يزن بين 10 الى 14 كليوغراما، فسيكون "اول انواع السنوريات التي تنقرض منذ انقراض النمر ذي الاسنان السيفية" قبل عشرة الاف عام، بحسب رامون بيريز. ويقول كارلوس سيرانو المسؤول عن حماية هذا النوع في منطقة كاستيا لامنتشا "في منتصف الثمانيات من القرن الماضي، لم يبق هنا سوى بضع حيوانات من الوشق". وفي العام 2002 كان عدد هذه الحيوانات في عموم شبه الجزيرة الايبيرية لا يزيد عن مئة، فقد اودت بمعظمها السيارات والصيد وتدمير مواطنها الطبيعية اضافة الى التناقص في اعداد الارانب البرية. لكن جهودا كبيرة بذلت للحفاظ على هذا النوع، منها اقامة اربعة مراكز لتربيتها في اسبانيا، وواحد في البرتغال في اطار مشروع "لايف ليبرلينس" الممول بمعظمه من الاتحاد الاوروبي، والذي يعمل على تنسيق جهود السلطات وجهود المنظمات غير الحكومية ونقابات الصيادين. ويجري تدريب حيوانات الوشق التي ولدت في الاسر، على الصيد، ويقول فرنشيسكو سانشيز المسؤول في المشروع "نجلب لحيوانات الوشق ارانب برية صعبة المنال". وبناء على مهارة الوشق في الصيد يقرر المسؤولون ما ان كانت قادرة على العيش في الطبيعة ام لا. وتلك التي لا تطلق في الطبيعة تستخدم للانجاب. وبفضل هذه الجهود، ارتفع عدد هذه الحيوانات ثلاثة اضعاف في اقل من عشر سنين، وفاق الثلاثمئة في العام 2011. ويعلق ميغل سيمون مدير برنامج "لايف ايبرلينس" بالقول "من السهل على الانسان ان يدفع نوعا حيا الى حافة الانقراض، ولكن من الصعب جدا ان ينقذه من الانقراض".
مشاركة :