بات الوشق الإيبيري، وهو من أكثر السنوريات المهددة بالانقراض في العالم، يواجه خطراً جديداً في موطنه إسبانيا لم يكن متوقعاً، وهو السيارات. فبعدما لامس هذا النوع حدود الانقراض، وبعد جهود كبيرة بذلت للحفاظ عليه، بات صدم السيارات له «أكبر تهديد» عليه، وفق منظمة الصندوق العالمي للطبيعة. فقد ارتفع عدد حيوانات الوشق التي دهستها سيارات في السنوات الأخيرة من اثنين في عام 2008 إلى 22 في عام 2014، وهم رقم لم يسبق له مثيل. وإجمالاً، فإن 73 من هذه الحيوانات لقيت مصرعها على الطرقات، وفق المنظمة. وتشير المنظمة إلى أن عدم تأهيل الطرقات يعد سبباً أساسياً عما يجري. ويقول رامون بيريز دو ايالا من الصندوق العالمي للطبيعة: «الأمر مثير للغضب، لأن حل المشكلة سهل جداً». ويشير إلى إجراءات يمكن أن تحول دون استمرار هذه المأساة الطبيعية، منها وضع حواجز على الطرق وتأمين الممرات الطبيعية. لكن السلطات الإسبانية تؤكد أن وزاراتها «تتعاون في مجال مكافحة» هذه الحوادث. ويبدو أن تدفق السيارات يودي بحياة أعداد من الأرانب البرية، وهي الفريسة الأهم للوشق الإيبيري، ومن شأن بقاء الأمر على ما هو عليه أن يبقي الوشق في تصنيف «أكثر السنوريات المهددة في العالم». ويتميز الوشق الايبيري بالفرو المرقط، والأذنين اللتين يعلوهما الشعر الأسود، وهو النوع الوحيد من السنوريات المدرج على القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التي يعدها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة. وفي حال اختفى هذا الحيوان الذي يزن بين 10 و14 كيلوغراماً، فسيكون «النوع الأول من السنوريات التي تنقرض منذ انقراض النمر ذي الأسنان السيفية» قبل عشرة آلاف سنة، وفق رامون بيريز. ويعلق ميغل سيمون، مدير برنامج «لايف إيبرلينس»، قائلاً: «من السهل على الإنسان أن يدفع نوعاً حياً إلى حافة الانقراض، ولكن من الصعب جداً أن ينقذه من الانقراض».
مشاركة :