«كورونا» ثقيل على كاهل مدينة ماناوس البرازيلية

  • 4/24/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد مدينة ماناوس الأمازونية في شمال البرازيل «فيلم رعب» على ما يقول رئيس بلديتها، بعدما ضربها وباء «كورونا» بالصميم. وتغرق عاصمة ولاية الأمازون في حالة من الفوضى مع مستشفيات مليئة بالمرضى وجثث متراكمة في شاحنات مبردة ومقابر جماعية. في ماناوس، امتلأت الأسرّة البالغ عددها 50 سريراً في غرف العناية المركزة، وهو رقم ضئيل جداً لهذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 1,7 مليون نسمة، في الوقت الذي لم تصل البرازيل إلى ذروة الوباء المتوقعة في مايو أو يونيو. وقال رئيس بلدية المدينة آرثر فيرجيليو نيتو «لم يعد بإمكاننا التحدث عن حالة طوارئ، إنها كارثة حقيقية». في الأوقات العادية، يموت 20 إلى 30 شخصاً كل يوم في ماناوس، وهي مدينة يعيش فيها مئات الآلاف من الأشخاص في مساكن متداعية وغير مستقرة على ضفاف الأمازون. لكن عدد الوفيات ازداد بشكل حاد بعد تفشي «كورونا» بمعدل أكثر من 100 حالة يومياً وفقاً للبلدية، وهو الأعلى بين عواصم الولايات البرازيلية الـ27. وقال رئيس البلدية «الكثير من السكان يموتون في منازلهم وبعضهم لم يتمكن من الحصول على المساعدة الطبية».مقابر جماعية تعد ولاية الأمازون، وهي منطقة شاسعة تبلغ مساحتها 1,5 مليون كيلومتر مربع، خامس أكثر المناطق تضرراً في البرازيل، مع تسجيلها 2479 إصابة مؤكدة و207 حالات وفاة، وفقاً لأحدث تقرير رسمي. وقالت ريتا الينكار «لم يعطني أحد إجابة ولا أعرف كيف سأدفن جدتي». في مقبرة باركي تاروما العامة، حفرت مقابر جماعية لدفن الضحايا، وحدّدت البلدية الحد الأقصى لعدد الأشخاص المسموح لهم بحضور مراسم الجنازة بخمسة. وتظهر مقاطع فيديو يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي زحمة عربات نقل الموتى في انتظار دورها لدخول المقبرة. وقال رئيس البلدية الذي طلب الحصول على أموال إضافية من الحكومة الفيدرالية ومن ولايات أخرى حتى، «أصيب العديد من حفار القبور بالمرض وتوفي بعضهم بسبب الفيروس». افتتح مستشفى ميداني مولته البلدية الأسبوع الماضي وسيتم بناء مستشفى آخر مخصص للسكان الأصليين قريباً بتمويل من الحكومة الفيدرالية، وقد استدعي أطباء من أنحاء البلاد لتقديم الدعم الطبي. واعتبر برناردو ألبوكيركي المتخصص في الأمراض المعدية في جامعة الأمازون، أن الوضع «مقلق للغاية» بسبب «عدم قدرة النظام الصحي» على التعامل مع تدفق المرضى. وبالإضافة إلى الأسرّة في العناية المركزة، تفتقر المستشفيات أيضاً إلى معدات الحماية والأدوية وأجهزة التصوير بالأشعة السينية.السكان الأصليون وثمة مشكلة رئيسية أخرى وهي أن النظام الصحي في ولاية الأمازون مركزي، مع وجود كل وحدات العناية المركزة في ماناوس، حيث يتواجد أيضاً 80% من الأطباء المعتمدين لمعالجة المرضى المصابين بالفيروس. وهذا الأمر يجبر المرضى في ولايات أخرى على الانتقال لتلقي العلاج في العاصمة، ويضطر بعضهم إلى تحمل أيام طويلة من السفر بالقارب. وشرح برناردو ألبوكيركي «ترتبط معظم القرى بماناوس عن طريق النهر فقط والرحلات الجوية محدودة جداً». وتابع رئيس البلدية «عندما يتمكن المريض من الوصول على قيد الحياة، فهو غالباً ما يكون في حالة يرثى لها من دون أية ضمانة بحصوله على العلاج. إنه وضع مأساوي». والوضع مقلق أكثر بالنسبة إلى السكان الأصليين الأكثر ضعفاً في مواجهة الفيروس المنقول من خارج مناطقهم. فقد قضت الأمراض التي جلبها المستعمرون الأوروبيون ما يقرب من 95% من السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :