حضور تلفزيوني سوري لافت على الشاشات اللبنانية | مشاهير

  • 6/22/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لا يكفي أن تحضر غادة عبد الرازق في حلقات «الكابوس»، لكي تمثّل السيادة الفنية التي لطالما فرضتها مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة، خصوصاً مع حلول الشهر الكريم عاماً بعد عام، لا سيما أنه ومنذ الثورة، أمضت مصر أربع سنوات عجاف فنياً، كانت بطالة الفنانين خلالها لا تحتمل. وبعدما استقر الوضع مع الحكم الحالي، بذلت مصر محاولات كثيرة لاسترجاع ما كان من أجواء إنتاج وتسويق، فبدا أن الأمور غير قابلة في المدى المنظور لتحقيق أي اختراق في الوضع الراهن. فما أصاب الفن في مصر عميق و مؤذٍ، وربما خدم في صورة ما حركة النقابات الفنية والتغييرات التي أعادت أشرف زكي إلى رئاسة نقابة الممثلين، وحملت المخرج عمر عبد العزيز إلى رئاسة اتحاد النقابات الفنية. الذي يعنينا اليوم هو الوجبة الرمضانية، وهي في الغالب دائماً ما تكون دسمة من مطبخ الاستوديوهات المصرية، لكن هذا لم يحصل بالقدر المتوقع من مصر هذا العام، خصوصاً عند مقارنتها بسورية التي تلفها المعارك من كل جانب، لكن فنانيها استطاعوا التأقلم مع هذه المستجدات، والعمل في ظل ظروف استثنائية والتصوير حتى على نطاق ضيق في بعض مناطق دمشق، والباقي ما بين بيروت، عمان، القاهرة، دبي، أبوظبي، وغيرها من المواقع بأموال سورية موجودة أصلاً خارج البلاد، وأخرى عربية تراهن مغمضة العينين على تسويق الأعمال السورية بعيداً عن انعكاسات السياسة على الفن. ومع عناوين عريضة من مثل «العراب» و«24 قيراط» و«باب الحارة» وغيرها من الأعمال، إذا بالصورة تميل بقوة إلى هذا الجانب، فيما تتخبط القاهرة في ديون كبيرة جداً على مدينة الإنتاج الإعلامي، التي استطاع الإرهاب أن يطالها ويفجّر المحطات الكهربائية التي تغذّي المدينة بالطاقة الكهربائية، وما زال المنتجون الكبار يراقبون حركة السوق قبل المغامرة بأموالهم في ظروف غير مريحة. نعم، تم إحصاء 38 مسلسلاً مصرياً، عناوين كثيرة، لكن العرض وبنسبة 80 في المئة محلي، الأعمال بيعت في معظمها إلى الشاشات الخاصة المحلية إضافة إلى القنوات الرسمية، فيما الأعمال السورية وجدت الفضاء العربي على اتساع مداه وكثرة قنواته يحتضنها، استناداً إلى نجاحات سابقة في تجاوز لافت لمنطق السياسة المؤثرة في التسويق الفني، وحصل تجاوز إيجابي مميز عندما دخل هؤلاء في خضم الإنتاج نفسه. بيروت انتبهت فجأة، ومع العد العكسي لحلول الشهر الكريم، إلى أن معظم برمجتها الرمضانية إما سورية صافية، أو إنتاج مشترك مع لبنان ومشاركة متوازنة بين الفنانين من سورية ولبنان ومصر. ونحن لا نريد تكرار العناوين التي باتت متداولة جماهيرياً، لكن الخطر المحدق بالمسلسل المصري أكبر من الصورة التي نرسمها، فالسيادة التي تعوّدناها لمصر ليست كذلك اليوم، ربما هو الإنتاج المشترك الذي أضاع الخصوصية المصرية المعهودة، أو هو المناخ الداخلي وحركة الأموال، والحس الخاص عند أصحاب الرساميل، وغالباً لا تخطئ أنوف الميسورين.

مشاركة :