حضور إيراني وسوري لافت في بيروت لتهنئة عون بالرئاسة

  • 11/8/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – أصبح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أول وزير أجنبي يلتقي بالرئيس اللبناني الجديد ميشال عون في خطوة تسلط الضوء على الصراع الذي تخوضه إيران مع منافستها الإقليمية السعودية لضمان نفوذ لها في بيروت. كما زار موفد من الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين الرئيس اللبناني ميشال عون مهنئا بانتخابه، في زيارة هي الاولى لمسؤول سوري الى بيروت منذ صيف العام 2010. وانتخب عون الزعيم المسيحي البارز والحليف المقرب من حزب الله الجماعة الشيعية المسلحة المدعومة من إيران رئيسا في الأسبوع الماضي. وقال ظريف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل إن انتخابات الرئاسة اللبنانية ينبغي أن تكون مثلا يحتذى للدول الأخرى المضطربة سياسيا في المنطقة. وقال ظريف "الشعب اللبناني أظهر أن من الممكن التوصل إلى حل مقبول من الجميع أو ما نصفه بوضع يربح فيه الجميع." وقال ظريف "نأمل أن يدرك الآخرون هذا أيضا: أنه لا يوجد سوى حل سياسي للأزمات في سوريا والعراق واليمن لكن مع مواصلة الحرب ضد الإرهاب." وتدعم السعودية وإيران أطرافا متعارضة في كل من اليمن والعراق والبحرين. وقطع البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في وقت سابق هذا العام بعدما أعدمت الرياض رجل دين شيعيا وهو ما أعقبه هجوم لمحتجين على سفارتها في طهران. وقال ظريف الذي يرافقه في زيارته على مدى يومين وفد اقتصادي وسياسي رفيع المستوى إنه يأمل في تعزيز العلاقات مع لبنان. وانتخب البرلمان اللبناني عون رئيسا يوم الاثنين الماضي منهيا بذلك 29 شهرا من الفراغ في سدة الرئاسة تلاه تكليف الزعيم السني سعد الحريري بتشكيل الحكومة. واعتبر الفراغ الرئاسي مؤشرا على الصراع السياسي الكامن بين الأطراف السياسية في لبنان الذي زادته الحرب الأهلية في سوريا سوءا مما أصاب صناعة القرار والتنمية الاقتصادية والخدمات الأساسية بالشلل وأثار المخاوف على استقرار البلاد. وسلطت الصفقة التي أتت بعون إلى سدة الرئاسة الضوء على الدور المتعاظم لحزب الله في لبنان في مقابل تراجع دور السعودية الداعمة الرئيسية للحريري والتي تركز جهودها حاليا على مواجهة النفوذ الإيراني في مناطق أخرى في المنطقة. وقال ظريف إنه سيلتقي مع الحريري يوم الثلاثاء. وأضاف في المؤتمر الصحفي المشترك "خلال اللقاء الذي سيجمعني بدولة رئيس الحكومة المكلف الشيخ سعد الحريري سأؤكد له مرة أخرى على النية الصادقة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في التعاون مع الشعب اللبناني بكل أطيافه وطوائفه." لم تكن هناك صفحة قديمة كي تكون هناك صفحة جديدة من جهة ثانية، افاد بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئيس اللبناني انه تلقى "رسالة تهنئة بانتخابه رئيسا" من نظيره السوري نقلها وزير شؤون رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام. واعرب عزام بعد اللقاء عن الامل في ان يحمل "العهد الجديد الخير والاستقرار والامن للبلد الشقيق لبنان والذي يعكس بدوره استقرار المنطقة واستقرارنا حتى في سوريا"، وفق البيان. وتوترت العلاقة بين البلدين بعد اغتيال الحريري واتهام فريق 14 اذار سوريا بالوقوف وراء ذلك. وساهم الضغط الشعبي الذي تلا اغتيال الحريري في إخراج الجيش السوري من لبنان بعد وجود استمر 29 عاما. وقال الموفد السوري ردا على سؤال عما اذا كانت زيارته بهدف فتح صفحة جديدة "لم تكن هناك صفحة قديمة كي تكون هناك صفحة جديدة". ونقل الوزير عن عون تشديده على "عمق العلاقات الاخوية التي تربط سيادته مع سيادة الرئيس بشار الاسد". وكان الرئيس السوري وصل مع العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز الى بيروت في 30 تموز/يوليو 2010، في زيارة وصفت بـ"التاريخية" لاحتواء توتر شهده لبنان مع اقتراب صدور قرار عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. وبعد اندلاع النزاع السوري في آذار/مارس 2011، انقسمت الساحة اللبنانية بشدة بين مؤيد للنظام السوري ومعارض.

مشاركة :