أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة حديثا الأعمال الكاملة للشيخ الراحل مصطفى عبدالرازق، والذي ولد عام 1888 في قرية "أبوجرج" التابعة لمركز بنى مزار بمحافظة المنيا، وكان ابنًا لأسرة عريقة، اشتهرت بخدمة القضية الوطنية المصرية ونشأ في معيّة أبيه حسن عبدالرازق.الشيخ عبدالرازق يعتبر أحد مؤسسى جريدة "الجريدة" وحزب الأمة، وقضى طفولته في قريته، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وانتقل في العاشرة إلى القاهرة، والتحق بالأزهر ليحصل على العلوم الشرعية واللغوية، حيث درس الفقه الشافعي، وعلوم البلاغة والمنطق والأدب والعروض والنحو وغيرها.وفي هذه الأعمال الكاملة تحدث الشيخ عبدالرازق عن الصيام قائلا: إنه لا خلاف بين العلماء على أن معنى كلمة الصوم لغة هو مطلق الامساك والكف عن الشيء، وقد اختلفت عبارات المؤلفين عن المعنى الشرعي للصوم اختلافا يرجع في كثير من الأحيان إلى الإجمال والتفصيل ويرجع أيضا إلى اختلاف المذاهب الفقهية في بعض شرائط الصوم أو بعض المفطرات.بيّن الشيخ عبدالرازق ان عبدالكريم بن إبراهيم الجيلاني الصوفي قال في كتاب "الإنسان الكامل": أن الصوم اشارة إلى الامتناع عن استعمال المقتضيات البشرية فيتصف بصفات الصمدية فعلى قدر ما يمتنع أي يصوم عن مقتضيات البشرية تظهر آثار الحق فيه وكونه شهرا كاملا اشارة إلى الاحتياج لذلك مدة الحياة الدنيا جميعها فلا يقول اني وصلت قلا احتياج إلى ترك مقتضيات البشرية، وأن المسحوق الممحوق ليس للبشريات اليه سبيل فإن من فعل ذلك فهو مخدوع ممكور به فعلى العبد ان يلتزم الصوم وهو ترك المقتضيات البشرية ما دام في الدنيا ليفوز بالتمكين من حقائق الكون الإلهية.
مشاركة :