أمسية شعرية افتراضية.. في الموسوعة الشعرية بدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي

  • 4/24/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نظمت الموسوعة الشعرية في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أمسية شعرية افتراضية، تحت عنوان "في أزمنة الكورونا"، بحضور الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية وبمشاركة نخبة من الشعراء والمثقفين من الإمارات والسعودية والسودان وألمانيا. وسلّطت الأمسية الضوء على علاقة الشعر والثقافة بالأزمات التي يعاصرها الشعراء وكيف ينعكس ذلك على انتاجهم الأدبي في ظل التغيرات التي تشهدها الساحة الثقافية والأدبية نتيجة العزلة التي فرضتها الظروف الاستثنائية العالمية الحالية.  كما تطرق المشاركون أيضًا إلى أهمية الشعر كجسر ثقافي يربط بين المجتمعات، بالإضافة إلى إلقاء قصائد شعرية لنخبة من الشعراء والمثقفين. أدار الأمسية الكاتب والمترجم البارز مصطفى سليمان، المقيم في ألمانيا.   وقال عبد الله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي: "الشّعرُ هو أحدُ أشكالِ التعبيرِ ومظهرٌ للهويةِ اللغوية والثقافية العربية، فمنذُ قديمِ الزمانِ، عَرفَتْ كلُّ القارّاتِ بمختلفِ ثقافاتِها الشّعرَ، إذ أنّه يُخاطبُ القيمَ الإنسانيةَ التي تتقاسمُها الشّعوبُ، فالشّعرُ يُحوّلُ الكلماتِ البسيطة إلى حافزٍ كبيرٍ للحوارِ والسلامِ والتفاؤلِ لاسيما في الأوقات الصعبة". وأضاف "تأتي هذه الأمسية استمرارًا لمبادراتنا الرقمية والافتراضية بالتزامن مع التباعد الاجتماعي، حيث نعمل على تعزيز دور الثقافة في هذه الظروف لإظهار التضامن الاجتماعي والتشجيع على الصمود". وشارك في الأمسية الإعلامي والباحث والشاعر خليل العيلبوني، الذي يختزن الكثير من التفاصيل والمشاهد والأحداث التي صاحبت التحولات المؤثرة والانعطافات الكبرى التي رافقت الإعلان عن قيام دولة الاتحاد، وصدرت له العديد من القصائد منها "ساعة الصفر"، و "البيت ميداني ومعركتي"، وقصيدة "زمن التحدي". وشارك أيضًا في الأمسية الافتراضية، وزيرة الثقافة والسياحة والآثار في السودان الشاعرة روضة الحاج محمد عثمان، الحائزة على لقب شاعر سوق عكاظ لعام 2005. ووصفت الحاج مشاركتها في الأمسية الشعرية قائلةً: "في مضامير سباقات الزمن تفوز أحصنته الوثابة، وفي اختبارات الحياة الصعبة ينجح الشعر، وحين يأمرنا كوكبنا بالصمت يشير إلى الفنون فقط بالكلام، ويستثني الشعر ويأذن له بأن يكون صوت الأرض المغني بالوجع والأمل والألم والحياة والمسرات والعزلة، نعم إنه الشعر صوت الحياة عبر الأزمنة". كما شاركت الشاعرة الإماراتية أمل السهلاوي، المتخصصة في كتابة الشعر العربي الكلاسيكي والنصوص النثرية، وأحد أعضاء منصة فصول بلا عنوانٍ الإلكترونية. وعن مشاركتها في هذه الأمسية قالت أمل: "الفن والشعر ضرورة إنسانية، وهذه الضرورة تتضح في اللحظات المصيرية التي تمرّ بها الشعوب، إما لتأريخ اللحظة أو تفسيرها، ويبقى الشعر مضخةً للأمل والجدوى والعزاء في النفس البشرية بطريقة قد تعجز عنها المادة في كثيرٍ من الأحيان". أما الشاعر السعودي جاسم الصحيح، عضو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وعضو النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية بالمملكة، والذي صدرت له دواوين  شعرية منها "ما وراء حنجرة المغنِّي" وقريبٌ من البحر بعيد عن الزرقة" و"كي لا يميل الكوكب"  فقد عبر عن مشاركته في الأمسية  بالأبيات الشعرية التالية:  "يقول مهما ادلهمَّ أفق الحياة، يبقى هناك نجم يزداد سطوعا اسمه الشعر، فإنْ خَلَتْ المعابدُ من بنيها، فما خَلَتِ الجباهُ من السجودِ، وإنْ كثرتْ ضحايانا، وفاحتْ من الأيامِ رائحةُ اللُّحودِ، سيبقى في مصانعِنا نسيجٌ لِمَا يكفي الحياةَ من المهودِ". وأدار الأمسية المترجم مصطفى السليمان الذي أثنى على التزام دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بعقد الندوات والأمسيات ومواصلة عجلة المعرفة في ظل هذه الجائحة الصحية لما لها من أثر إيجابي على التواصل مع الآخر في بلده المختلف البعيد والمنعزل وعبر قائلا "أن الجميع متشابه وهذه قد تكون عدالة الطبيعة أو دكتاتوريتها وهي تضع نموذجا عالميًا موحدا للحياة ولو مؤقتا".   تعد "الموسوعة الشعرية" نموذجًا ثقافيا لأهمِّ ركائزَ الحفاظِ على الإرثِ المعرفيّ العربيّ وتهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في أبوظبي، وتأكيد ريادة العاصمة أبوظبي باعتبارها منارة للإشعاع الثقافي والحضاري في المنطقة العربية وتعتبر "الموسوعة الشعرية" إنجازًا ضخما أدبيًا وثقافيًا، وهي أحد أكبر البوابات الإلكترونية التفاعلية للأدب، حيث يتم رفدها دوريًا بروافد متكاملة للمعرفة والأدب، وتتميز بزخم المواد الشعرية والأقسام المصممة بأسلوب علمي وميسر لتحقيق مرونة أكثر في التصفح والتنقل بين أقسام وأبواب الموسوعة المختلفة. بالإضافة إلى مئاتِ الكتبِ في ركنِ المكتبة التراثية والمعاجم اللغوية، وهي متاحة للقراءة والتصفح للباحثين.

مشاركة :