رضاب نهار (أبوظبي) كشفت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، يوم أمس، عن أحدث الأعمال الفنية التي ضمّها مؤخراً متحف اللوفر أبوظبي إلى مجموعة مقتنياته. وذلك من خلال معرض «قصص من اللوفر أبوظبي» في منارة السعديات، بمرحلته الأولى «القلم» التي تستعرض 6 أعمال فنية مكتوبة من مناطق مختلفة من العالم، تندرج جميعها تحت تصنيف فن الكلمة، أو فن الكتابة. يستعرض الحدث نطاقات المعرفة بفروعها الدينية والفلسفية والفكرية والأدبية، مترجمة على الورق ضمن خيارات من الاشتغال الفني التي تتبع للتقسيمات الجغرافية والتاريخية. ما يعني أننا أمام أعمال تبرز الهوية العالمية للمتحف، وتضيء على فنون الشعوب قديماً وعلى اهتماماتهم حسب المعطيات القائمة في ذلك الوقت. وعلى الرغم من عدم وجود الصورة في عدد منها، إلا أن الخط وحده استطاع أن يبرز العنصر الفني المطلوب، مثلما حدث في المخطوطات القرآنية والمحفوظات الدينية الإسلامية. وقدم كل من علياء زعل لوتاه ومحمد المنصوري، الباحثان في متحف اللوفر أبوظبي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، جولة للتعريف بالمقتنيات. فجاءت البداية من «صورة من الفيوم» ـ مصر، تعود إلى عام 225 ـ 250 ميلادي، والتي كانت جزءاً من مجموعة جنائزية يتم وضعها على وجه المتوفي حسب العادات المصرية قديماً، فضلاً عن كونها جزءا من سلسلة «بورتريهات مومياوات الفيوم» التي لم يبقَ منها اليوم سوى ألف قطعة من النادر جداً العثور عليها. أما وجه المعرض، فهو صفحة من مخطوطة للقرآن الكريم مكتوبة بالخط الكوفي المذهب وتضمّنت آيات من سورة «المرسلات» ورقمها حسب ترتيب السور في القرآن الكريم 77 في حين يظهر بخط كبير وواضح عنوان السورة «النبأ» ورقمها 78. وتعود هذه المخطوطة إلى أواخر القرن التاسع الميلادي أي في العصر العباسي. وتشير إلى الحرفة الفنية التي تجمع بين الكلمة والشكل بصورة دقيقة. كما تضمّن المعرض صفحتين من القرآن الكريم، وبالخط الكوفي أيضاً، تعودان إلى القرن التاسع الميلادي، مستحضرتان من شمال أفريقيا في العصر العباسي. وفيهما آيتان من سورة القلم كتبتا بأسلوب فني رفيع. وتضمّن صفحتين مصورتين من سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام من العصر العثماني، أي في العام 1033 هجرية – 1594 ميلادية. وعرضت كذلك مخطوطة باللغة الفرنسية من كتاب «مختار الحكم ومحاسن الكلم» الحاضرة من العام 1460 ميلادية، وهي عبارة عن ترجمة لما ألّفه الحكيم والطبيب العربي المبشر بن فاتك حول السير الذاتية وحكم أعظم علماء وفلاسفة اليونان القديمة. من بين المخطوطات «سوترا الحكمة الكاملة» من الهند الشرقية موقعة ومؤرخة 1191 ميلادية، والمكتوبة على سعف النخيل باللغة السنسكريتية، ومجموعها كاملةً 218 صفحة تشتمل على أربعة ملفات مضيئة بشخصيات مقدسة. ومن الهند، استقطب المعرض صفحة ثنائية من ألبوم «بوليير» ترجع إلى العام 1195 هجري أي حوالي 1780 ميلادي، تجمعان عدة عناصر مستوحاة من الأحرف العربية والفنون المعمارية لبلاد فارس وبعض رسومات الزخرفة النباتية.
مشاركة :