صادق ناشر يبدو أن العالم سيكون مضطراً للتعايش مع وباء «كورونا»، الذي اجتاح كل زاوية فيه، لحين الحصول على لقاح أو دواء ناجع يزيل المخاوف التي تسيطر على كل فرد في هذا الكوكب، وحتى يحين ذلك الوقت سنبقى تحت ضربات الفيروس القاتلة، رغم أن مؤشرات عدة بدأت تلوح في الأفق مؤخراً تؤكد انحساره في المناطق التي تشكل بؤره الأساسية، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، أهمها إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا.وعلى الرغم من الأخبار المشجعة التي تردنا تباعاً، لجهة نقص عدد الإصابات والوفيات في هذه البلدان وغيرها، فإن منظمة الصحة العالمية لا تزال تتعامل مع الأمور بحذر؛ إذ لا تزال تتوقع استمرار مخاطر الوباء لفترة طويلة، ومثلها ألمانيا، حيث تشير المستشارة أنجيلا ميركل، إلى أن ألمانيا لا تزال في بداية وباء فيروس «كورونا» المستجدّ، وأنه سيتعين عليها العيش معه لفترة طويلة.لم يخفِ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهنوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي، مخاوفه من التسرع في رفع الإجراءات التي اتخذتها دول العالم لمواجهة تداعيات الوباء، بعد انتشاره السريع، قائلاً، إن «هذا الفيروس سيكون معنا لمدة طويلة، وقد يتم اشتعاله من جديد بسهولة»، مؤكداً وجود ما أسماها «ثغرات كبيرة في الدفاع العالمي» ضد الفيروس.بالطبع لن يكون هناك توقف للحياة بشكل عام في كل دول العالم، فهناك اختلاف في طريقة أداء كل دولة في التعاطي مع الوباء، وفي نجاعة أدواتها في السيطرة عليه والحد من تأثيراته، ورأينا دولاً ضربها الوباء بشدة أكثر من غيرها؛ لأنها استهانت بالإجراءات الاحترازية التي من المفترض أن تتبعها للحيلولة دون انتشاره، ونموذج الولايات المتحدة الأمريكية شاهد على ذلك، فقد اعتقدت في بداية انتشار الفيروس في الصين أنها في مأمن، لكنها سرعان ما تحولت إلى أكثر الدول تأثراً بها، خاصة أن عدد الوفيات فيها من جراء الفيروس بات يقترب من 50 ألف شخص.«الصحة العالمية» تقول إن العالم لن يكون في أمان من تداعيات وتأثيرات الوباء بشكل عملي وفعلي حتى الإعلان عن الدواء الذي يقضي عليه، ورغم ذلك فإن فتح الأبواب لعودة الحياة إلى طبيعتها من جديد صارت ضرورية، خاصة بعد أن أثر العزل وسيل الاحتياطات المتخذة لمنع انتشاره على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بشكل كبير جداً، وإذا كانت هناك ضرورة لعودة الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجي، فلا بد من اتباع هذه الاحتياطات لحماية الناس من فتك الفيروس، كما حدث في بعض البلدان الأوروبية ودولة الإمارات مؤخراً، التي أقرت عودة النشاطات التجارية، وفتح مراكز التسوق، ولكن وفق ضوابط يجب مراعاتها والتعامل معها بجدية بالغة وبدون استهتار. Sadeqnasher8@gmail.com
مشاركة :