باريس (أ ف ب) أظهرت دراسة حديثة نشرت نتائجها في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» أن مساهمة النحل البري في تلقيح المحاصيل الزراعية تقدر قيمتها بأكثر من 3250 دولارا للهكتار الواحد في السنة الواحدة. وفي المجمل، تقدر مساهمة هذه الحشرات في النظام الغذائي العالمي «بالمليارات»، بحسب معدي الدراسة الذين تابعوا على مدى ثلاث سنوات أكثر من تسعين مشروعا بشأن التلقيح أجريت في 1394 حقلا حول العالم. وفي المحصلة، تمت متابعة حوالى 74 ألف نحلة من قرابة 785 فصيلة. وخلصت الدراسة إلى أن مساهمة النحل البري تمثل حوالى 3251 دولارا للهكتار الواحد في السنة الواحدة، في حين تبلغ مساهمة النحل المنزلي 2913 دولارا. وحاولت دراسات سابقة إعطاء تقييم مالي «للخدمات» المقدمة من الأنظمة البيئية، في مسعى للتأكيد على أهمية المحافظة عليها. إلا أن هذه الدراسة تظهر أن 2 % فقط من الأجناس البرية تلقح 80 % من الزراعات الملقحة من جانب النحل في العالم. وفي الولايات المتحدة، تعد أبرز هذه الأجناس هي المعروفة باسم «بومبوس امباسيينس»، أما في أوروبا فهناك الـ«بومبوس لابيداريوس». والأجناس الأخرى لها أهميتها بالنسبة للنظام البيئي لكن هذه الأهمية أدنى بالنسبة للزراعة. وقال ديفيد كلين، الأستاذ في جامعة فاجينينجي الهولندية والمشرف على هذه البحوث، أن «أجناسا نادرة ومهددة يمكن أن تؤدي دورا أقل أهمية على الصعيد الاقتصادي، لكن هذا الأمر لا يعني أن حمايتها أقل أهمية»، مشددا على ضرورة الحفاظ على التنوع الحيوي في داخل الأجناس. وفي أوروبا كما في أميركا الشمالية، يعاني النحل خصوصا ذلك المنزلي المنتج للنحل منذ سنوات عدة جراء انهيار المستوطنات الخاصة به والناجم عن المبيدات الحشرية وأيضا عن فيروسات أو فطريات أو مجموعة عوامل. وبحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، حوالى 80 % من أجناس النباتات المزهرة يتم تلقيحها بالحشرات، إضافة إلى الطيور والخفافيش. وقدرت القيمة الاقتصادية للتلقيح سنة 2005 بـ153 مليار يورو أي بنسبة 9,5 % من الإنتاج الغذائي العالمي المخصص للاستهلاك البشري.