الأب يوساب عزت: لا تنام مثقل بالاتعاب بل اسهر لتخوص في كلمة الرب الحنان

  • 4/25/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الأب يوساب عزت الكاهن بإيبارشية المنيا وأبو قرقاص عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن سهر الإنسان في الصلاة يدل على أن محبته لله أكثر من محبته لذاته، أكثر من محبته لراحته، وأنه يفضل أن يستمر حواره مع الله دون أن يمنعه نوم أو طلب للراحة حيث إن الحوار مع الله لا يكون هناك مجال فـيه لانفعالات وأحداث وأخبار اليوم وكما نقول في إحدى الترانيم: ما أحلى ساعة بها أخلو مع الحبيب يجرى حديثى معه سرًا ولا رقيب. الصلاة هى موت عن العالم واتحاد كامل بالله.فاسهروا إذًا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان ] (مت25: 13)يقول القديس كيرلس الكبير: حينما يأتي المسيح، إذن، في مجد أبيه كما هو مكتوب، فإن سفينة الرسل، أي الكنيسة وكل من فيها، أي كل من يرتفعون فوق متاع الدُنيا بإيمانهم ومحبتهم لله، هؤلاء سوف يبلغون "الأرض التي كانوا ذاهبين إليها" (يو6: 21)، أي سيبلغون ملكوت السماوات كمن يبلغ ميناء آمنًا.. والمسيح نزل ليلًا من الجبل مفتقدًا تلاميذه السهارى، وهم نظروه آتيًا والمسيح سينزل أيضًا كما في الليل من السماء والعالم نائم يغُّط في خطيئته الكثيرة لذلك قال لنا أيضًا: " اسهروا إذًا، لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم " (مت24: 42) ]وأضاف قائلا: معنى السهر:أن لفظة يسهر بالمعنى المعروف عند الناس هو: اليقظة وعدم النوم في الليل، وقد تعني السُّهاد أي: أي ذهاب النوم عن المرء ليلًا = الأرق وكلمة سهر في اللغة العربية تعني: لم ينم الليل كله، أو بعض ساعات فيه.وقد يفيد المعنى أيضًا: مواصلة العمل أو اليقظة أو الانتباه لكل هجوم قد يُشن من العدو أو مباغته قد يُفاجأ بها الجندي في المعركة، وهنا السهر يأتي بغرض الحماية والحراسة كدفاع عن النفس، أو تأتي بغرض السهر في انتظار السارق لئلا يأتي ويسرق، ومن هنا نشأ المعنى المجازي في الكتاب المقدس عن السهر، وهو في هذه الحالة يعني اليقظة، والكفاح ضد الخمول والإهمال الروحي للوصول إلى الهدف: طوبى للإنسان الذي يسمع لي ساهرًا ( في حراسة مستمرة، متيقظ، منتبه، مترقب (watch) ) كل يوم عند مصارعي حافظًا قوائم أبوابي (أمثال8: 34)عمومًا السهر هو اليقظة الروحية، وهي عكس الإهمال الروحي، فالسهر يعني الانتباه وعدم الكسل والتراخي، ويأتي بمعنى النهوض من السقوط مع عدم الكسل والتراخي مع ترقب دائم ومستمر لئلا يسقط الإنسان مرة أخرى ويعني أيضًا القيام بحركة يقظة مستمرة نحو الحياة بانفتاح العين الداخلية:لا تحب النوم (استيقظ – كن نشطًا) لئلا تفتقر.افتح عينيك تشبع خبزًا (أمثال20: 13)، والمعنى يحمل قوة القيامة ليبصر الإنسان نور الله ويشبع به: استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيُضيء لك المسيح (أفسس5: 14)عمومًا لو فحصنا كل المعاني التي أتت فيها كلمة السهر، كما سوف نعرضها من خلال دراستنا المبسطة والسريعة فيما بعد عن السهر الروحي، نفهم الآتي:أن اليقظة والسهر لا يأتيان مطلقًا للإنسان إن لم يُقيم الله النفس أولًا ويعطيها حياة جديدة باسمه، وفيها يأتي تحذير الله من الكسل والتراخي والحث الدائم على السهر لحفظ النفس في يقظة مستمرة.

مشاركة :