صدق الروماني كوزمين المدرب المؤقت للمنتخب السعودي لكرة القدم وعده حتى الآن، عندما قال سابقا "الوقت ضيق جدا قبل خوض غمار منافسات بطولة كأس آسيا 2015 في أستراليا، ولكن أؤمن أن التركيز والإخلاص في العمل سبيل إلى النجاح، وهذا ما أريد تحقيقه مع الأخضر لأسعد جماهيره التي تنتظر نتائج إيجابية تليق باسم ومكانة منتخبهم وتاريخه العريق قاريا". كوزمين يعتبر أقل شخص يخلد للراحة والنوم ضمن أفراد بعثة الأخضر في أستراليا، حيث يغرق نفسه في اجتماعات متواصلة، تبدأ مباشرة عقب تناول وجبة الإفطار، إذ يجتمع مع طاقمه المعاون للتناقش والتشاور حول برنامج تدريبات اليوم، وكذلك الأخطاء التي ظهرت في التدريبات السابقة وكيفية معالجتها، قبل أن يجتمع مع المقيم الإنجليزي للوقوف على إحصائياتها وحجمها. وما إن ينتهي كوزمين من الاجتماع مع معاونيه ينطلق مع اللاعبين إلى التدريبات الصباحية، ومن ثم بعد وجبة الغداء يكون اجتماعه هذه المرة معهم، ويستعين خلاله بالتقنيات الحديثة "بروجكتر وكمبيوتر" لتوصيل معلومته، ولا تقف اجتماعاته عند هذا الحد، بل يعقبها باجتماع خاص بسعود كريري قائد الأخير ومدير الأخير زكي الصالح، ربما يستمر حتى بداية التدريبات المسائية، وبدل أن يخلد للراحة بعدها يستثمر أوقات الفراغ وخلود الجميع للنوم في متابعة مباريات الأندية السعودية أو الأخضر بجانب المنتخبات المنافسة الأخرى ويجتهد في تدوين الملاحظات. كوزمين ومن خلال الأيام الماضية للمعسكر يركز كثيرا على الجانب النفسي، ويحاول قدر الإمكان إخراج اللاعبين من أجواء الضغط وقوة التدريبات، بالمزاح المتواصل والضحك مع هذا وذاك، سواء في الفندق أو في صالة تناول الوجبات وحتى في قاعة الاجتماعات، وكذلك في الحافلة التي تقلهم للتدريبات، حيث يحرص على الجلوس وسطهم وليس في المقدمة كما يفعل المدربون عادة، ولا يكتفي بذلك، بل يشاركهم السمر وإلقاء النكات مستعملا بعض الكلمات العربية "المكسرة" التي تجعلهم غارقين في الضحك. وفي التدريبات، لا يغضب كوزمين مطلقا، ولا يلجأ إلى لغة العتاب حتى لو أخطأ اللاعب في تنفيذ ما يريده، بل تجده دائم المزاح والضحك، ويميل إلى تحفيزه بكلمات حماسية ليبذل أقصى ما عنده ويصحح خطأه. وكان كوزمين قد أكد في آخر اجتماع له مع اللاعبين أنه بحاجه إليهم جميعا؛ حتى يكونوا معه طوال البطولة، مشيراً إلى أن أنظمة اتحاد القدم الآسيوي تحتم عليه تسليم قائمة من 23 لاعبا، مؤكداً لهم أنها ليست القائمة النهائية؛ كون النظام يسمح له بأن يستعين بهم قبل انطلاقة أول مباراة لكل منتخب بست ساعات، مطالبا بأهمية الاستفادة من هذه المرحلة؛ كونها البروفة الحقيقية قبل الدخول في المعترك الآسيوي.
مشاركة :