محمد خنصر يكتب لـ”برق” | سقوط الأقنعة

  • 4/25/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتبادر إلى ذهني المثل الذي يقول (هل سافرت معه) ؟ لأن مقياس اعتماد الأشخاص والصداقة هي الشدائد والصعاب، وفي ظل هذه الجائحة (كورونا) أنا أشبهها (بالسفر) ، فقد تباينت مواقف الدول تجاه المواطنين والمقيمين والزائرين. كنا نرى على الشاشات ومواقع التواصل بعض الدول تتصدر وتتباهى بالخدمات والخطط الاستراتيجية ( هنا أخص النواحي الطبية والصحة العامة)، وأن الإنسان هو العنصر الأهم لتلبية متطلباته ورعايته على مستوى عالمي وعن توفر المستشفيات و الأجهزة والمواد الطبية والكوادر المتميزة، وبعض المستشفيات الخاصة بتلك الدول تتسابق لملأ الشاشات بالإعلانات والدعايات عن إمكانيات وتقنيات حديثة لتقديم الخدمة الطبية المتميزة (على حد قولهم) بالطبع. كان حال الناس لدينا تجاه الإعلام بين مصدق ومقتنع أو غير مقتنع أو متحفظ، وهذا حسب ثقافة الفرد والتجارب التي مر بها، ولا نعتب عليهم جميعاً، ولكن نعتب على من كان همه الترصد والمقارنة ليوجه الانتقاد للخدمات الطبية المقدمة لدينا، أو التقليل من شأنها. و بعد تلك المقدمة اذكر لكم بعض المشاهد في تلك الدول كوادر طبية ترتدي أكياس النفايات (أعزكم الله) لعدم وجود (مريول العزل الطبي) أبسط مواد الوقاية. سقوط المرضى بالشوارع وتكدسهم بالحدائق وعدم الاكتراث بهم في دولهم. سمعنا صوت بعض الدول تعلن فقدان السيطرة على الوضع. شاهدنا بعض الأهالي يتجاوزون تعليمات الحجر المنزلي مطالبين بتقديم المعونة لهم ولو برغيف الخبز. وسمعنا وشاهدنا ….. الكثير. بالمملكة العربية السعودية وبكل فخر لم نسمع أو نشاهد فقط على الشاشات بل لمسنا على أرض الواقع وعايشنا ما تقوم به الدولة أيدها الله بكافة قطاعاتها من تنظيم وحماية ورعاية طبية على مدار الساعة لسبع أيام بالأسبوع ، والحجر للمصابين بفنادق الخمس نجوم، لقد تعدى ذلك بمراحل إلى دعم مادي للمتضررين منهم، وكذلك إعادة من كان بالخارج لأرض الوطن على حساب الدولة وبطائراتها الخاصة. نعم تعدى ذلك، فما لمسناه من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك حفظه الله و ترأسه لغرفة إدارة هذه الأزمة و توجيهاته وحرصه الكريم على إعانة و توزيع السلل الغذائية للمحتاجين والمتعففين بمنازلهم سواء للمواطن أو للمقيم، يعد خير دليل على نهج المملكة الإنساني و تكاتفها مع كل من تواجد على أراضيها وهو ما عهدناه جميعاً من قادة هذه البلاد أعزهم الله منذ أن أسس المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه – ومن بعده سار على نهجه أبناؤه الملوك وحتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – يحفظهم الله -، نعم تعدى ذلك ليقدم كل ما سبق للمقيم النظامي أو الزائر لأي غرض أو المخالف للأنظمة، بل تعدى ذلك إلى احتضان من تسلقو الأسوار ودخلو بطريقة غير مشروعة وعاملتهم بأخلاقها وقيمها الإنسانية وقدمت لهم الرعاية الطبية بالمجان . نعم تعدى كل ذلك وبكل فخر واعتزاز بل انتقلت المملكة من مرحلة استقبال الحالات إلى باحث عنها ليكونوا تحت رعايتها وفي كنفها، فقد دخلت الجهات المعنية إلى المجمعات السكنية النظامية منها أو العشوائية للعمال المقيمين بهدف إنساني بحت، وبادرت بالمسح الميداني والفحوص اللازمة لهم ونقلتهم لعدد من المنشآت الحكومية الخالية لتقديم المعونات لهم جميعا، وعزلت المصابين منهم لاحتوائهم وتقديم الرعاية الطبية لهم ضمن المستشفيات العامة الحكومية مجانا أو الخاصة وعلى نفقتها دون تحميلهم أي أعباء مادية . هذه الرعاية والجاهزية والخطط والمخزون الاستراتيجي الطبي . في الختام شكرا أبطال الصحة والداخلية وكل الجهات المتكاتفة.. لنا الفخر وكل الفخر بمملكة الإنسانية والعطاء .

مشاركة :